السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٥ صباحاً

فضائيات الفلول .. غريق يبحث عن "قشة" !

أحمد مصطفى الغر
الأحد ، ٠١ يوليو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ صباحاً
قنوات الفلول فى الاعلام المصرى الخاص فى حالة يرثى لها ، فبعد خسارة مرشحهم المفضل " أحمد شفيق" لا يجدون من يمدحونه ويمجدونه ، فحتى المجلس العسكرى قد إنقلبوا عليه ، بل وزاد الأمر إلى حد التطاول على قادته واتهامهم بانهم باعوا البلد للاخوان ، وهذا التطاول .. أفهمه على ان ثمة اتفاق أو تطمينات قد حدثت فى وقت من الأوقات بتغيير دفة الانتخابات لإعلان فوز الفريق .. لكن ربما حدث تراجع فى اللحظة الأخيرة عن ذلك و تم إبراز النتيجة الحقيقة .

أغرب ما يمكن أن تجده فى معظم تلك القنوات أن بعضها إدعى الثورية و أنه حليف وداعم للثوار ، ومع أول اختبار حقيقى للمفاضلة بين مرشح ينتمى للنظام القديم ومرشح أخر ينتمى لتيار دينى سياسى كان شريكا فى الثورة ولا يمكن لأحد إنكار ذلك .. كان إختيارهم المفضل هو مرشح النظام ، فالبرغم من أن "محمد مرسى" كان للبعض اعتراضات عليه منذ الجولة الاولى للانتخابات .. إلا أن الضرورة كانت تقتضى انتخابه فى الجولة الثانية إستكمالاً للثورة التى كاد أن يُقضَى عليها فى ظل رئاسة المرشح الاخر لمجلس الوزراء ، ويبقى ان اختلاف القوى الثورية مع جماعة الاخوان وغيرها من تيارات الاسلام السياسى هو اختلاف قائم على الافكار والاولويات و ليس اختلاف قائم على اساس الدم و الانتقام من ثورة أهلكت نظام طفيلى فاسد يقتات على قوت الشعب البسيط .

ومن المضحك ان تجد فى ليلة اعلان النتائج أن غالبية الشعب المصرى انتظروا خروج الاعلامى "توفيق عكاشة" كعادته فى برنامجه المسائى على قناته التى يملكها .. إنتظره العديد من أبناء الشعب بشكل يفوق من انتظروا خطاب المرشح الفائز "محمد مرسى" ، لكن خاب ظنهم عندما إستمرت قناة "الفراعين" فى إذاعة الأغانى و فيلم أيام السادات ، لكن أكثر ما يثير الاستغراب فيما حدث بعد ظهور "توفيق عكاشة" هما أمران : الاول هو أنه برغم تطاوله فى اول ظهور له على القضاة من خلال الادعاء بأن النتيجة قد حدث فيها تزوير وتلاعب لصالح مرشح الاخوان .. فإن المستشار "أحمد الزند" قد اختفى تماما عن المشهد ، ولم يظهر ليعلن دفاعه المستميت عن القضاء والقضاة ، وكأن عكاشة كان يتحدث عن قضاة دولة أخرى ، والأمر الثانى : هو التطاول الغريب من "عكاشة" على المجلس العسكرى و قادته ، فبالأمس كان يمدحهم ويمجدهم وينسب لهم كل أيات النصر و فضائل الاستقرار .. أما اليوم فيصفهم بعديمى الخبرة السياسية و أنهم يسيرون على خطى المشير عبدالحكيم عامر ، وكان رد القوات المسلحة متواضعاً جدا من خلال بيان مختصر على صفحة الفيس بوك .

ان بعض الاعلاميين والصحفيين فى حاجة الى فترة من الزمن لتغيير جلودهم للتلون بالشكل الذى يناسب المرحلة ، وهم للأسف لا يدركون أن الشعب قد بات على معرفة ودراية بالأمور أكثر من أى وقت مضى ، فبالأمس القريب كانوا يمدحون مبارك ونظامه ويدعمونه ، ثم فجاة مع قيام الثورة إنقلبوا الى مناضلين و ثوريين يمدحون الثورة والثوار ، ثم بعدها إنقلبوا الى مدح المجلس العسكرى فى مواجهة الثوار ، وحاليا هم فى حيرة من أمرهم خصوصاً بعد هزيمة أخر من مدحوه ودعموه "الفريق أحمد شفيق" ، فهم ألان أشبه بغريق يتلمس أى "قشة" كى يتماسك بها لعلها تقيه من الغريق .. لكن للأسف مما من قشة ألان متوفرة وما من ملاذ آمن ألان ، حقا.. من الصعب أن تكون فِلاً فى وطن يشهد ثورة !