الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٧ صباحاً

سر سياحة السعوديين لليمن !

د. علي مهيوب العسلي
الخميس ، ٣٠ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ صباحاً
طالعتنا وسائل الإعلام مؤخرا عن عدد كبير من الزائرين الخليجيين لليمن وخصوصا السعوديين ،هذا وان كان مهم من الناحية السياحية إلا انه يشير كذلك الى أجندة كل زائر فمنهم من يأتي الى اليمن بغرض الزواج المؤقت وذلك باستغلال حاجات الناس والفقر المدقع الذي وصل إليه اليمانيون جراء ممارسة الأنظمة المتعاقبة في الاستحواذ على كل خيرات اليمنيين وحرمانهم من الحد الأدنى للعيش بكرامة، وهناك الكثير من الأمثلة على هذا النوع من السائحين عندما عبث السياح السعوديين بالفتاة اليمنية في فنادق المدن الساحلية ومدنه الداخلية قبل عدة سنوات حيث كان يأتي السعودي ويقوم بالزواج ثم يترك فريسته عند مغادرته دون إشعار الضحية بما قام فيه من عمل لا أخلاقي وتنتظر الضحية عودته ولم يعد ، ومنهم من يأتي الى اليمن بغرض التواصل مع القاعدة إما كقادة أو مجندين أو ممولين ،ومنهم من يأتي الى اليمن بغرض العمل ألاستخباراتي إما لنظام الحكم في السعودية أو لحساب إيران حيث يقومون بالتبشير للفكر ألاثني عشري وكلهم يأتون مغلفين بالتجارة أو الزواج أو الوظيفة أو السياحة !

إننا هنا ننبه أجهزتنا الأمنية أن يتوخوا الحذر من أمثال أولائك فإنهم يزرعون الفتن وتزداد المشكلات الاجتماعية بل قد يصل الأمر الى الانحراف عن المعتقدات الدينية وبالتالي شيوع الطائفية المقيتة والتعصب الأعمى الذي ينذر بمزيد من التصدعات في النسيج الاجتماعي اليمني وينخر في جسد الوحدة الوطنية ويُحدث الفوارق بين الطبقات ويعمل على تفكيك وإضعاف الولاء الوطني ويدُوس القيم وينشر الرذيلة!

لقد جرى في السنوات القليلة الماضية التفريط بالسيادة من خلال السماح للدول الكبرى بمد اليد في البر والبحر والجو بحجة مساعدتهم للدولة اليمنية بمكافحة الإرهاب وكون اليمن عاجزة عن وضع حد لهذا الإرهاب المزعوم الذي حتى هذه اللحظة لم يتم الاتفاق على مفهوم له بل جُعل مفتوحا لكي يتسنى للدول التدخل دون الالتزام الأخلاقي والقانوني بمدلوله الإنساني، ولقد تم تَكيِّفه عمدا على الإسلام دون غيره بالرغم من أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ،كذلك تم التفريط في أراض يمنية من دون وجه حق ،وأيضا تم التفريط بكرامة المغترب اليمني في ارض المهجر بإعطاء "الفيز" لمن لديه كفيل وتَحوّل جهد وعرق الإنساني اليمني للابتزاز والاستغلال والإهانة والإذلال بما يسمى با لكفلاء التي تُوحي بما لا يدع مجالا للشك بعصر العبودية ونظام الرق فيستغل الكفيل عرق وجهد المواطن اليمني متى شاء ولأي سبب كان دون وازع من ضمير أودين !

ومنذ انطلاق ثورة فبراير اليمنية والسائحين يزدادون للقيام بإعمال قد تضر بالوطن وما نسمعه من وسائل الإعلام عن مُقاتلة الدولة للقاعدة وقتلها للعديد من قيادة القاعدة فتأتي السعودية في المقدمة ، وما تردد أخيرا من تدخل إيران في اليمن لا يمكن أن يندرج إلا تحت عباءة السائحين السعوديين لأننا لم نسمع ولا نرى عن أي إيراني متواجد على ارض الواقع !

فيا سيادة الرئيس ويا حكومة الوفاق ويا أجهزتنا الأمنية اتقوا الله في المواطن اليمني من التمزيق الوافد بعد أن فُرِّط في الأرض في السابق فلن يسامحكم شعبكم إذ لم تقوموا بدوركم في حماية شعبكم من كل وافد يريد أن يحدث الفتنة في أوساط مجتمعكم وانتم له متفرجون !