الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢١ صباحاً

اليمن .. صراع الطوائف وحوار السيف

حسام ردمان
السبت ، ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
لقد كنا نتوجس خوفا ونحن نشاهد التعبئة الدينية الخاطئة من قبل الجماعات الأيدلوجية التي تسعى إلى السلطة .. والتي كانت خطاباتها تزيد من حدة الاحتقان الطائفي في الشمال وتساعد في إمكانية استعار الحرب الأهلية المميتة والمحرقة للنسل والحرث ، كما أن هذه التعبئة التي يمارسونها لا تخدم بمجملها إلا المأرب الخارجية الساعية للسيطرة على القرار السياسي في اليمن .

وكنتيجة طبيعية لهذه التعبئة الخاطئة اندلعت اليوم اشتباكات عنيفة في محافظة عمران حملت الصبغة الطائفية ودارت رحاها بين السلفيين والحوثيين وسقط فيها قتيلان وعدد من الجرحى .

يبدو أننا نسير اليوم بخطى ثابتة صوب الحرب الأهلية المدمرة لأمال الشعب بالدولة المدنية الحديثة ، في الوقت الذي يفترض بنا أن نكون ابعد ما يكون عنها ، فنحن على بعد شهر تقريبا من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي من المقرر أن يفتح كل الأبواب السياسية الموصدة و ينهي كل المأزق الوطنية المعقدة .. إلا أن البداية لا تبشر بخير البتة ، فهو وكما يقول أستاذي محمد المقبلي (حوار المتبندقين ) .

هذا الاحتقان الطائفي لا تتحمل مسؤوليته القوى الدينية وحدها ، فقد استطاعت القوى السياسية أن تؤجج من نار الفتة الطائفية ، ويظهر هذا جلياً عندما نستمع إلى الأخبار الواردة من البيت المشترك والتي تفيد بتحركات من قبل ثلاثة أحزاب وهي البعث والحق واتحاد القوى الديمقراطية تسعى لفك الحلف المشترك وهدم الكيان المعارض ، والمشكلة تكمن في أن هذه المساعي لم تكن وليدة العقول القيادية في الأحزاب التي تنوي الانشقاق قريباً بل هي أوامر تلقتها من طهران وذالك سعيا من خامنئي ورفاقه إلى تغير المعادلة السياسة اليمنية وفرض العديد من الأحداث السياسية في الداخل بما يتناسب مع الرغبات الإيرانية .. فهذه الأحزاب تسعى أيضا لتأسيس تحالف مشترك يجمعها ببعض ، ذالك طبعاً إلى جانب الابن المدلل لإيران ومندوبها الأول في اليمن ((الحوثي)) .

القوى السياسية القريبة أو الموالية لإيران لم تكن وحدها المخطئة والمتسببة في هذا الكره الطائفي الذي زادت رقعته مؤخراً ، فالإصلاح وتحديدا جناحه السلفي لا زال يعاني من فوبيا الشيعة ويعجز عن استقبال فكرة المواطنة المتساوية والدولة المدنية التي تستقبل الجميع في أحضنها دون الالتفات إلى الطائفة أو الدين أو اللون يمارس نفس العهر السياسي عن طريق تدين الصراع بينه وبين الحوثي ..

والى جانب مشايخ الإصلاح تأتي تعينان الرئيس هادي الأخيرة والتي وصفها البعض بالاخوانية والتي زادت من حالة التشنج في مناطق الصراع الطائفي كعمران مثلاً .

إن الصراع الطائفي الدائر حالياً يعد مؤشراً خطيرا يؤكد على فشل الحوار الوطني قبل بدايته ، ويوضح فشل السلطة السياسية في الحفاظ على تسويتها .

كما أنها تظهر تبعية العديد من القوى السياسية للخارج التي تقتات منه وتنفذ أوامره عوضا عن الالتفات للوطن وتحقيق مصالحه .

أخيراً على لجنة الحوار التنبه لما حصل اليوم وعليها كذالك البدء في ترجمة العشرين نقطة على ارض الواقع لأنها باعتقادي ستحجم من رقعة الصراع وتساعد في رأب الصدع .