الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٣ صباحاً

مشروع الحياة والموت هل يستويان ؟

علي الغباري
الاربعاء ، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
في البداية أحببت أن أكتب مقارنة بسيطة بين مشروعين , الأول عبارة عن جيش من الدكاترة والعلماء والمهندسين والأطباء والمثقفين والطلاب وكافة شرائح المجتمع والثاني عبارة عن جيش من المليشيات المسلحه وكتائب الموت والقنص والاختطاف. الأول لديه مشروع واضح له أهدافه ومبادئه الوطنية يعمل في إطار الدوله ويسعى لدولة مدنية حديثة تقوم على أساس المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقيه الفاعله بين كافة القوى الوطنية وتحقيق معاني الوحدة ومضامينها الحقيقيه وترسيخ الأمن والإستقرار والتداول السلمي للسلطة واعتماد الحوار كثقافة للخروج بحلول جادة لكل المشاكل . أما الآخر فهو مشروع مبهم له أهداف مشبوهة وليس له برامج معلنه,يسعى لبسط نفوذه بقوة السلاح ليتمدد في ارجاء اليمن عبر رجالاته المسلحين ويسعى لبناء دوله ملكيه في شمال الشمال فيها مواطنين من الدرجه الأولى السادة والدرجة الثانية ألأشراف والثالثة "القضاة والجباه "والباقي مواطنين من الدرجه الرابعة. لايهمهم وحدة اليمن بقدر مايهمهم تأسيس اركان مملكتهم ولوكان على حساب وحدة اليمن. المشروع الاول عند معارضته لنظام الظلم والفساد رفع شعار النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات وخاض معارك سياسية شريفه ونزيه تمخضت بإسقاط النظام سياسيا". أما الآخر فقد رفع شعار الكفاح المسلح طريقنا للاستقلال وخاض 6 حروب متتابعة أهلكت الحرث والنسل. الاول وقف مع الثورة ونزل بكل ما اوتي من قوة ووزع جيشه المدني على كل ساحات الثوره في كل محافظات الجمهوريه كل حسب اختصاصه وخبرته , قدم خيرة شبابه فداء لهذا الوطن,اعتقل من أعتقل وعذب من عذب ,منهم من فقد وظيفته ورزقه ومنهم من اختطف لكنهم رغم هذا كله اثبتوا انهم الأجدر على الصمود أمام كل مشاريع الموت . الآخر وقف مع الثورة ضد الثوار,مسيراته لاتكاد تخرج من الساحة الى المنصة, يهتف دائما الشعب يريد إسقاط المنصة ,شغله الشاغل المنصة والإصلاح والفرقة ونسي الخصم الحقيقي للوطن. بينما الأول يقود المسيرات التي تهز كل المحافظات أذ بالآخر منشغلا بالكسب وتدريس ملازم السيد وإقامة الرحلات الى صعده وغيرها. عندما أعلن شباب الثورة عن خطه لإسقاط النظام عن طريق اسقاط المحافظات سارع الحوثيين لإسقاط صعده والسيطرة عليها وسارعت القبائل المواليه للإصلاح للسيطرة على الجوف وإسقاط المحافظه بيد الثوار إلا أن الأول استمر في اسقاطها من أيدى الدوله الى الآن ولا زالت تحت قبضت الحوثيين وقد اصبحت مملكة مستقله خارج إطار الدوله ترفض الإنصياع لها. أما القبائل المواليه للإصلاح فبعد إسقاط المحافظه وبعد تولي الرئيس هادي فقد طلبت من الدوله المجيء الى الجوف لإستلام المحافظه وبسط نفوذ الدوله. المشروع الأول لديه جامعات وجمعيات خيريه ودور للأيتام ورعاية المعاقين والمكفوفين ودور للمساكن الطلابيه وغيرها من الأنشطه الخيريه التي تنتشر في كل ارجاء اليمن عبر مؤسساتهم. أما الأخير فاستبدل الجامعات بمعسكرات للمسلحين والجمعيات الخيريه بنهب أموال التجار والبسطاء بالقوة ولماذا يبني دور للأيتام وهو قاتلهم . باختصار الأول حزب سياسي مدني حضاري. والأخير جماعة طائفيه سلاليه. وأخير يبقى الأول أولاً والأخير آخر الركب ومن الإجحاف مقارنة الأول بالآخير والمعذره على المقارنه . بقلم/ علي الغباري