الاربعاء ، ٠٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٥ صباحاً

يوم عادى .. مرَّ بهدوء!

أحمد مصطفى الغر
الخميس ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
قديما وقبل ظهور الفيس بوك و شبكات التواصل الاجتماعى عموما ، كنا نتذكر أيام ميلادنا و كذا الأصدقاء والأهل والجيران ، لم يكن هناك ما ينبهنا اليها ..وان نسيناها فإن صاحب المناسبة يذكرنا بها بكل حب و ودّ ، كنت إلى عهد قريب أتذكر أيام ميلاد بعض الأصدقاء .. و ربما مازالت ، لكن "فيس بوك" وفر جهد وعناء البحث فى الذاكرة عن تاريخ ميلاد هذا الصديق أو ذاك ، مع مرور الوقت صار ما كنا نسميه "عيد" يوما عاديا ، ربما كبرنا على الاحتفال به و ربما صارت تشغلنا الحياة اكثر و لم تعد تمنحنا الوقت الكافى حتى لتذكر أحداث هامة فى حياتنا الشخصية ، وبكل قسوة تنسينا ما كنا ـ ومالزلنا ـ نعتبرها أشياء جميلة .

الأربعاء الماضى أنهيت عاما أخر من عمرى ، مرت الأيام سريعا فتفاجأت بأن عاماً قد مضى و أن عاما جديدا فى العمر قد بدأ ، وفى دوامة الانشغالات اليومية و الأعمال الروتينية تناسيت هذا اليوم الفارق بين عامين فى حياتى ، صغيرا كان الأهل يختفلون بهذا اليوم ، وربما لأننى عندما كبرت كنت اعارض أن يكون هناك احتفالا لأننى ـ ومازلت ـ أعتبره يوما عاديا وليس عيدا كما يحب كثيرين أن يصفوه ، أرى أنه من الأفضل أن نجعل ايام ميلادنا أياما للتوقف لحظة مع النفس لمراجعة ما مضى و الاستعداد لما تبقى ، فلنجعله يوماً يقل فيه الهرج والمرج ويكثر فيه الهدوء و الراحة ، يمكننا ان نفرح ونسعد دون بهرجة زائدة عن الحد كما يفعل كثيرون ، يمكننا ان نتبادل الامنيات ودعوات الخير والتوفيق دون هدايا مكلفة ، فرُب دعوة بالخير أثمن من ساعة مرصعة بالماس !

بدون سابق إنذار أنهيت رواية بداتها قبل عام ، لأبدأ أخرى ببداية جديدة ، لكن تبقى نفس الشخصيات والاماكن .. وربما تتغير قليلاً ، هى رواية جديدة إذن ولعل هذه الخاطرة تكون جزء من سطورها ، وتبقى نهاية الرواية مفتوحة الى أن يأتى نفس اليوم من العام القادم .. فإما أن تكتمل لأبدأ أخرى ، أو تظل النهاية مفتوحة الى الأبد ،فى يوم ميلادى هذا العام تلقيت ثلاث تهنئات من أصدقاء قدامى ، ربما لأننى اخفى امكانية ظهور تاريخ مولدى على مواقع التواصل الاجتماعى ، لكنى تمنيت لنفسى السعادة.. و رجوت الله لنفسى الخير و الهناء ، وأن يجعل الله خير أيامى فى طاعته و أسعد اوقاتى فيما يسعدنى ويسعد الناس ، ليمر يوم عادى بإمتياز .. حتى أنه لم يشبه أقرانه من فى أيام الصبا أو الطفولة ، لكن بقىت المناسبة هى القاسم المشترك الوحيد بينهم.

يقول الأمير خالد الفيصل فى احدى قصائده: يمرّني كل عامٍ يوم ميلادي/ يومٍ أعرْفه ويوم انسَى مواعيده/ يمرّني وانتبه للغايب البادي/ واهوجس بْحال غيري من مواليده/ أرتاع وارتاح له يفرق وهو عادي/ينقص من العمْر عامٍ في ضحَى عيده/ أناغم الحرف ذا باكي وذا شادي/ وارسل مع كل دمعة وجد تغريده.