الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢١ مساءً

فكاهة سوداء !

أحمد مصطفى الغر
الاربعاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ مساءً
إستوقفنى كاريكاتير قديم وجدته فى الصفحة الأولى لجريدة (اخبار اليوم) المصرية بتاريخ 10 ابريل 2010 ، الكاريكاتير فكرة رئيس التحرير وقتها "ممتاو القط " و بريشة رسامة كاريكاتير بالجريدة ، الكاريكاتير يظهر فيه رئيس الوزراء السابق "أحمد نظيف " متحدثاً الى الثنائى " صفوت الشريف" و "جمال مبارك" حيث ظهرا و هما يحملان الكثير من الاوراق ، معروف طبعاً ان جميعهم فى السجون الان ، و يخاطبهم نظيف قائلاً :

(( كل ما أشوفكم مع بعض بقلق ، ما هو الحزب الوطنى ده هو اللى خلا الناس تعرف الحرية و صوتها يعلى ، وكله على دماغى ! ))

الكاريكاتير وبرغم سذاجته وقتها و مدى النفاق الموجود فى نصه ، إلا أنه عندما شاهدته ـ ألان ـ بعد مرور ما يزيد عن العامين ـ وجدتنى أضحك بشدة ، الضحك لا يتوقف عند حد هذا الكاريكاتير بل يمتد أحيانا لما يكتبه صاحب فكرته العبقرية عندما أقرأ بعض مقالاته هذه الأيام ، أى بعد ثورة يناير المجيدة ، فالرجل يكاد يغير اسم الحاكم فقط ، فيستبدل "مرسى" بدلا من "مبارك" ، الأسلوب ذاته ولكن مع حاكم جديد للقصر يمجده ويقدسه ، فالكاتب الفذّ له جولات وبطولات سابقة فى عالم الصحافة أشهرها على الاطلاق مقاله عن "طشة الملوخية" ، حيث ذكر ذات مرة بأحد مقالاته أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك كان عاشقا لتناول "طشة الملوخية"، لكنه وبسبب انشغاله بهموم الشعب أصيب بسدة نفس وتخلى عن معشوقته هذه ولم يعد يتناولها !

هو نفسه الذى وصف شباب إئتلاف الثورة بأنهم : " شباب من الصيع والبلطجية " الذين استهدفوا مجموعة من رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الادارات ببلاغات كيدية .. لكن بعضها ثبتت صحته فى النهاية ولم يكن شباب إئتلاف الثورة بلطجية بقدر ما كان امثاله بلطجية فكر وقلم و نفاق ، ومن لا يصدق كلماتى فليقرأ مقالات من نوعية " ليه بنحبك يا ريس " ، "من غيرك يحمينا" ! ، واذا كان لديك الوقت فتقارن بين مقالاته عن "مبارك ومرسى" ، عن " فتحى سرور و الكتاتنى" ! ــ ختاماً : كنت أعتقد أن الحرباء فقط هى من تغير لونها و أن بعض أنواع الزواحف هى من تغير جلدها ، لكننى اكتشفت ان بعض البشر لديهم نفس الامكانية لتغيير اللون والجلد !