الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٣٧ صباحاً

أداء رائع.. وجمهور وفي

د . محمد حسين النظاري
الجمعة ، ١١ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
رغم خسارتنا بهدفين مقابل لا شيئ امام الاخضر السعودي مساء امس إلا اننا كمنتخب قدمنا اداءً جميلاً، وكنا نداً قوياً لهم، تماماً كما كنا ام الازرق الكويتي.. قدم لاعبونا مباراة جيدة هاجمنا وأحرجنا المنافس، وكدنا نصل للهدف لولا العارضة التي حرمتنا هدفاً كنا نستحقه على اقل تقدير نظير ما قدمناه طيلة شوطي المباراة.

الحارس سود السوداي كان كما في المباراة السابقة نجماً بلا منازع، ولا يسأل عن الهدفين اللذين ولجا مرماه، بل يعود له الفضل في اللقائين بتقليل نسبة الاهداف التي كانت ستدخل مرمانا، ولو نقص الخبرة لدى مهاجمينا لكنا على اقل تقدير سجلنا هدفين في المباراتين، والحقيقة ان نتيجتي اللقائين لا تعكسان الجهد والعطاء اللذان قدمه لاعبونا خلال الاربعة الاشواط التي خاضوها.

نتمنى ان يتم الاهتمام بالمنتخب، وان يستمر عمل المدرب توم، وألا تقسو الوسائل الاعلامية عليه او على اللاعبين، فالمنتخب ان سار على نفس النهج، سوف يكون عطاؤه افضل بكثير، ولا ننسى ان الدوري متوقف ورغم ذلك قدم اللاعبون عرضا وكأنهم يلعبون جولات عديدة في الدوري المحلي الذي لم ينطلق بعد.

لقد كان منتخبنا موفقاً وحرم المنتخب السعودي من فرصة اللعب على التعادل امام الكويت يوم السبت القادم، لأنه كان يحتاج لهدف ثالث، مع امنياتنا بأن يكون العرض بنفس الوتيرة امام العراق الذي سبق له الفوز على الكويت والسعودية مجتمعين بهدفين نظيفين.

من خلال المتابعة الجماهيرية المتدنية لمباريات خليجي 21 المقامة حالياً بمملكة البحرين الشقيقة، باستثناء الجمهور اليمني والسعودي، والتي اتضحت رؤاها من خلال المدرجات الفارغة لمعظم المباريات، مما افقدها نكهة التشجيع، وهنا يقارن المتابع الرياضي لبطولتي خليجي 20 -التي احتضنتها بلادنا- وهذه البطولة، وبطبيعة الحال فإن الغلبة ستكون لكفة ملاعبنا ومشجعينا بلا ريب.

ستظل عدن وأبين شاهدتان على أكبر نسبة متابعة جماهيرية، بالرغم من ان منتخبنا الوطني حينها غادر الدورة، بنتائج مخيبة لتطلعات جماهيره، غير ان وفاءها للساحرة المستديرة جعلها حاضرة بجميع المباريات، في اجواء لن تتكرر في الملاعب البحرينية، والتي بالرغم من انها لم تتعرض لنفس ما تعرضت له ملاعبنا، حينما شنت عليها -حينها- الصحف الخليجية -وعلى وجه الخصوص البحرينية منها- حملة قُصد من خلالها ليس فقط التقليل من نسبة الاقبال الجماهيري، بل الغاء استضافة اليمن للدورة برمتها وتحويلها للبحرين.

ها هي الملاعب البحرينية -الأنيقة من حيث الشكل- تحتضن البطولة في اجواء يغلب عليها البرود الجماهيري، رغم توفير مملكة البحرين كافة سبل انجاح الدورة، غير ان ملح البطولة ظل غائباً، والمتمثل في الجمهور، الذي راهن عليه اليمنيون وكسبوا الرهان، اضافة لحسن تنظيمنا، والمستوى الفني الذي كان مرتفعاً وقتها.

هل الملاعب الخليجية بعد هذا الزمن من تنظيم البطولة، باتت بحاجة الى تصدير الجمهور اليمني إليها؟ فعزوف الجمهور الخليجي -حتى اثناء مباريات منتخبه- وإقبال نظيره اليمني، وان لم يكن منتخبه مشاركاً، يُعطي مؤشر على ان الجماهير اليمنية ذواقة، وتشجع اللعب الجميل أنى كان مصدره، وهو ما شهد به كل المتابعين، وبقية نقطة مضيئة في الاستضافة اليمنية للعرس الخليجي.

بطولة الخليج جاءت لتقوي أواصر العلاقات بين دول المجلس الست من جهة، وبين اليمن والعراق وتلك الدول من جهة ثانية، لهذا نستغرب من فترة لأخرى خروج بعض من يسمون أنفسهم بالمحليين الرياضيين من اداب النقد الفني حينما يتناولون فيها منتخبنا الوطني، ولعل آخر تلك التصرفات -الغير مقبولة- ما صدر عن المحلل السعودي لقناة الكاس-ضمن برنامج المجلس- حينما وصف منتخبنا بالاستراحة لبقية المنتخبات.

لقد تناسى ذلك المحلل وهو يصف منتخب بلاده –وهذا من حقه- ان الاخضر السعودي اضحى بوابة عبور ليس فقط على المستوى الاسيوي، بل والغرب اسيوي والخليجي.. وأنه هوى من قمة التصنيف الدولي، ليتخطى عتبة 120، لم يعد يدرك نفس المحلل ان الاندية السعودية سارت على نفس خطى منتخبها، والنتيجة تراجع مخيف، سيتواصل اذا لم تتدارك الهيئات الرياضية السعودية أمرها بتصحيح الخلل، وربما نجد السعودية وقد تساوت معنا في قاع التصنيف العالمي، وعندها فقط لن نعرف من هي الاستراحة التي قصدها ذلك المحلل.. مع تقديرنا لكل الاقلام والمحليين والرياضيين السعوديين، الذين نفتخر كعرب بما قدمه منتخبنا العربي السعودي في كؤوس العالم التي شارك فيها ممثلاً عن عرب آسيا.

لقد استطاع الملحق الرياضي الذي خصصته صحيفة الثورة، ان يكون حلقة الوصل بين المشجع اليمني، وكل ما يدور في مملكة البحرين.. والجهد المبذول يومياً في ظهور الملحق بهذه الحلة المليئة بما يغطي البطولة، ويشبع فضول المتابع في الداخل يستحق الثناء والتقدير.. وهنا نتسائل ما هو دور الجيش الاعلامي الجرار الذي لم نرى منه شيئاً ملموساً حتى الآن يجعلنا نشفع له تواجده بذلك الحجم هناك؟.

تحية تقدير لكل المشجعين اليمنيين المقيمين في البحرين الذين يتواجدون لتشجيع منتخبهم... وهنا نترحم على روح المشجع اليمني –حمدي المريسي- الذي اسلمها لبارئها وهو متوجه للملعب قصد مشاهدة مباراتنا امام الكويت، فرحمه الله، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون...