الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٤ صباحاً

حكومة المعوقين وحقيقة المنجزات

محمد الحميدي
الاثنين ، ٢٢ أغسطس ٢٠١١ الساعة ٠١:٠١ مساءً
الشماتة ليست صفه حسنه في الإنسان و لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم فهي تسخط الربَّ - تبارك وتعالى - وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين وتورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات و تعرض أصحابها للبلاء0
لهذا فأن ما حدث في جامع النهدين لرئيس ألدوله وكبار قيادات الحكومة اليمنية لم يسر معظم اليمنيين بل اغضب الأعداء قبل الأصدقاء رغم أن أيديهم لطخه بدماء الأبرياء وارتكبوا الكثير من الجرائم بحق الشعب بشكل عام وشباب ثورة التغيير بشكل خاص كون ماجرى لايتوافق مع أخلاقيات وقيم الشعب اليمني ويعد جريمة من الناحية الاخلاقيه والقانونية ويتعارض مع أهداف ثورة الشباب السلمية التي تسعى إلى تغيير النظام وإسقاطه عن طريق النضال السلمي وليس العنف. ورغم إن الحادث أصاب النظام في مقتل إلا انه اثر سلبا" على مسيرة الثورة وأوقف تقدمها ومنح النظام ألفرصه للقضاء عليها وتغيير موازين القوى لصالحه فأربك خطاها وادخلها في حاله موازية لحالة الاعاقه التي تعيشها الحكومة في سرير الإنعاش حتى إن الشارع أصبح يتبادل النكت عن الحكومة اليمنية المعاقة التي تحكم اليمن من غرف الإنعاش والثورة التي جمدت في انتظار حكومتها لإكمال مهامها
لذالك كان اليمنيون يبتهلون إلى الله تعالى ليل نهار لشفاء هولاء ليس حبا" فيهم ولكن حتى لا يموتون وتموت الحقيقة معهم وعلى أمل إن يعودون إلى صوابهم ويصححون أخطائهم
وبظهور صالح الأول في حالة يعتبر منها الشيطان استبشر أبناء اليمن خيرا"وتفاءلوا بتوبته وبما سرب من قرارات عن عدم عودته والتزامه بالمبادرة وتسليم السلطة لنائبه
إلا إن التحركات الاخيره التي قام بها عناصر النظام في الداخل والخارج وما رافقها من رحلات مكوكية بين الرياض وصنعاء إثارة الشك وخيمة بضلالها على الكثير من الإحداث ليتضح في نهاية المطاف أن كل ما سرب عن صالح لم يكن حقيقيه وإنما أكاذيب لتضليل الشعب وان الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجئات لكي يثبت إن حكومة المعوقين قد خرجت من شرنقتها وأفاقت من غيبوبتها ونهضت من بين جثث الموتى لتستعيد ذاتها وتواصل استبدادها وقمعها متناسيه إن الزمن قد تجاوزها وانهى صلاحيتها وأصبحت عاله على الشعب بدلا" من قائدة له’ فعقد اجتماعا" بالرياض لعدد من قيادات المؤتمر وأعضاء حكومته لبحث قضية استئناف مواجهة الشارع واحتواء الثورة من خلال تبني مشاريع جديدة لتنفيد المبادرة كإجراء انتخابات مبكرة أو تعيين نجله نائبا"للرئيس بدل هادي وإعاقة انعقاد المؤتمر التأسيسي للجمعية الوطنية لقوى الثورة والتي ووجهة بالرفض ولاقت الفشل فلم تلاقي دعوته لإجراء انتخابات مبكرة أو تعديل المبادرة أي استجابة ونجحت قوى الثورة في عقد مؤتمرها التأسيسي وفشل مؤتمر قبائله ممن لازالوا يؤيدوه بسبب إصابتهم بالمرض النفسي المعروف في طب النفس باسم "ستوكهولم سانديروم" أو "متلازمة ستوكهولم0
كما استفز بخطابه المتلفز من منفاه الإجباري في المملكة العربية السعودية مشاعر كل أبناء اليمن فبينما هم كانوا يتطلعون إلى إن الرجل سيتعض ويعتبر مما أصابه وسيعبر عن شكره وثنائه لربه ويعتذر لشعبه عما ارتكبه في سنوات حكمه ويعلن تنحيه عن الحكم جاء مخيبا" لأمالهم واتى أكثر تحديا" وتمسكا" بالسلطة وداعيا" للحرب والفتنه وأكثر ما صدم أبناء اليمن هو الموقف السعودي الذي أتى مخالفا" لكل الأعراف والمواثيق الدولية حين سمح لصالح التهجم على شعبه ونفخ كير الفتنه من أراضيه وهذا ما ينفي حياديته ويؤكد تدخله في الشأن اليمني وما زاد الأمور تعقيد إن ذالك الخطاب لم يراعي أخلاقيات المكان الذي يتحدث منه ولا لحظات الزمان التي يعيشها المسلمين في خواتم رمضان حيث ملئه بالكثير من كلمات التخوين والشتم و المن والتحريض ومنح صكوك الغفران بدلا" من إن يملئه بكلمات الخير والمحبة و لسلام فأنتزع بذالك حتى تعاطف ابناء شيعته وعاد إلى سابق عهده فبدت إطلالته تلك كإطلالة شيطان في ظهر رمضان يدعو للفتنه والفرقة ويفصح عن حقيقة تمسكه بالسلطة وإعلانه عن طريقته الجديدة لإدارتها عن بعد.

ونظرا" للحالة الصحية والنفسية التي إصابة صالح وكبار رجال حكومته جراء الحادث وما رافقها من إعاقات ذهنيه وبدنيه على المدى البعيد فإننا نلتمس له العذر لعلى وعسى إن يعود إلى جادة الصواب ويدرك حقيقة وضعه في عدم أهليته فليس من المنطق إن يقود مصالح 23 مليون مجموعه من المعاقين . إما ما ادعاه في خطاب الهلوسة من منجزات عظام حققها على مدى 33 عام في مجال ( النفط والغاز والكهرباء والمياه ومشاريع أخرى مختفية في الظلام ) فأننا سنوضح هناء حقيقة واحده من منجزاته التي يدعيها وماذا صنع بها والى من يرجع الفضل في انجازها وهو النفط.

حيث تعود بداية الاستكشافات النفطية في اليمن ليس إلى يوم تولي صالح السلطة أو إلى يوم ولادته بل إلى فترة الثلاثينات من القرن الماضي وتحديداً عام 1938م بالنسبه للجنوب عندما حصلت الشركة البريطانية برتش بتروليم (BP)British Petroleum، على حق الامتياز في شمال محافظة حضرموت (ثمود)، والتي غيرت اسمها في ثلاثينيات القرن الماضي بعد هيمنتها على حقول نفط العراق إلى شركة نفط العراق Iraq Petroleum Company(IPC)، ثم تواصلت بعدها الأعمال الاستكشافية من الخمسينات إلى الثمانينات من قبل أكثر من عشر شركات الذي بدئت تباشيره على يد شركة سابكو الجزائرية شمال حضرموت في السبعينات وشركة أجيب في ساحل حضرموت في نهاية السبعينات وشركة أوكسن في منطقة شرمه بحضرموت بداية الثمانينات التي انسحبت بسبب الضغوطات الغربية والعربية قبل البدء بالإنتاج نكايتا" بالنظام القائم جنوب اليمن حينذاك وفي عام 1987م اكتشفت شركة تكتو اكسبورت السوفيتية (سابقاً) النفط في ثلاثة حقول بمحافظة شبوه هي غرب عياذ ، شرق عياذ ، أمل (قطاع 4) بعد استكمال بناء المنشآت السطحية ومد خط الأنبوب لتصدير النفط من تلك الحقول إلى ميناء بلحاف على البحر العربي إلا إن خطوات البرسترويكا الجربتشوفيه وما طراء على النظام السوفيتي أدى إلى أنها إعمالها قبل بدء الإنتاج بالاضافه إلى قطاع جنه الذي أسال صالح لعابه عليه عام88م وسعى لغزو الجنوب كي يضمه إلى أملاكه لولاء المواقف الشجاعة للقيادة الجنوبية التي وضعة حدا" لجشعه لتتوالى الاستكشافات لقطاعات مختلفة لاحقا" مثل المسيلة وحلبوه وجنه وحقول خرير ، عطـوف ، وادي تجاربه وحويرم وغيرها بلغة طاقتها الانتاجيه حتى عام 2007م بمعدل650.000 برميل وفقأ" للجدول التالي.

وفي شمال اليمن فأن الفضل لايعود إلى صالح في استخراج النفط الذي استنشقه واحرقه واستثمره في بقاء حكمه ونفوذ سياسته بينما الشعب يتضور جوعا" وأرهقه ديونا" بل تعود جذوره ألأولى في اليمن إلى رجل النفط والاستخبارات الأمريكي جاك كريشتون الذي حصل مع شركائه على حق الامتياز للتنقيب عن النفط والمعادن في اليمن عام 1955م لمدة 30 عام على مساحه قدرها 40,000 كم من قبل الإمام احمد وبشر بوجود النفط في اليمن بعد إن فشل قبله الكثير ممن منحوا حق الامتياز كشركات التنقيب الالمانيه في سهول تهامة والشريط الساحلي للبحر الأحمر بسبب التدخلات السعودية التي سعت لإعاقة الإمام من تحقيق أي نجاح في هذا المجال ,وقد نفذ كريشتون وشركائه المسوحات بواسطة العالم الجيولوجي الأمريكي حاتم ألخالدي ابن احد رؤساء وزراء الأردن السابقين الذي حدد من خلالها أماكن تواجد النفط بكميات تجاريه في حوض صافر ورسم الخارطة الجوليجيه لحوض صافر, إلا إن الأوضاع السياسية المتمثلة بالعدوان الثلاثي على مصر وما تلاها أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من عدم استقرار امني وظهور اتجاه مصري في اليمن رافقه تخوف شديد من حصول السوفيت على موضع قدم في اليمن وما مارسته بعض الدول من ضغوطات لأنها إعمال الشركة أدة في الأخير مغادرتها اليمن و لم تتمكن من العودة لإكمال إعمالها بسبب الأوضاع التي تلت الثورة إلى حين تسلم الرئيس الراحل ألحمدي للسلطة إلا أن استشهاده واستلام صالح للحكم عام 1978م حال دون إكمال ترتيبات عودتها بعد إن منح حق الامتياز في منطقة صافر لشركه هنت حتى ينسب المنجز إليه ويلغي جهود ودور من سبقوه وقدم لكلايشتون وشركائه بعض التعويضات المالية وعقود أخرى نظير تنازله وتسليمه كل الوثائق الاصليه التي بينه وبين الإمام وحكومة الحمدي.
وفي الأخير نستنتج مما سبق إن صالح لم يأتي بشي جديد بقدر ما جيير أو أكمل جهود من سبقوه وان انجازاته الحقيقية تكمن في الفساد الذي رافق العملية الانتاجيه لهذه النعمة وتبديدها وعليه إن يوضح للشعب بدل المن ما يلي :-

1- ماهي الكميه المنتجة من الحقول النفطية في اليمن خلال فتره حكمه وأين صرفت كون بياناتها ضلت سر من إسرار الأمن القومي ولا يتطلع على حقيقتها حتى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولا نواب الشعب؟؟؟

2- لماذا لأيتم إدراج الأرقام الحقيقية لإنتاج النفط في الموازنة السنوية؟ ولماذا يحدد سعر برميل النفط بفارق 30-70دولار عن السعر الحقيقي المتوقع في السوق ؟ ولماذا أيضا" يحسب سعر الدولار لبرميل النفط بفارق50-100 ريال عن سعره الحقيقي في كل موازنات ألدوله ؟ ولماذا لأتورد فارق أسعار النفط إلى حساب خاص في خزينة ألدوله ؟


3- لماذا تم بيع عدد من القطاعات النفطية بأقل من سعرها الحقيقي عشرات المرات مع ن الجهات المستفيدة استعادة ألكلفه خلال عام واحد فقط ؟

4- كيف تم تجديد عقد شركة هنت بعد انتهاء عقدها وماهي التعويضات التي دفعتها الحكومة للشركة بعد إلغاء ألصفقه ولماذا لم يحاسب المسؤلين عن ذالك؟

5- من يدير قطاع النفط في البلاد ومنهم شركاء الباطن من الأقرباء نظير التسهيلات والعقود الغير عادله التي تمنحها الحكومة للشركات؟

6- كم من المبالغ استلمها النظام لتموين حملات انتخابيه ومعالجة أزمات سياسيه وشراء أسلحه وتموين صراعات داخليه نظير عقود نفط اجل بسعر ذالك اليوم تسلم بالتقسيط خلال السنوات القادمة ؟

7- لماذا النفط ينضب في إحداث معينه ويرتفع إنتاجه وتكثر اكتشافاته في إحداث أخرى ؟

وفي مواضيع أخرى سنوضح حقيقة منجزات الغاز والكهرباء والسدود وغيرها ودور صالح المبتذل في كل ذالك.