الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤١ صباحاً
الجمعة ، ١٨ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
أخطر القضايا التي فتكت و لا تزال تفتك بالأمة دون استثناء فقد التوفيق من الله الذي تتولد منه نورانية سبر الأمور وإدراك مقدماتها وحيثياتها وبواعثها وجوانبها الظاهرة منها والخفية ثم إدراك نتائجها وما يترتب عليها ومنها على المدى القريب أوالبعيد وحتى الأبعد ، وليس هذا ضربا من علم الغيب ، إنما هي حسابات تشبه مع الفارق حسابات الفلكيين الذين يتوقعون وفق حسابات علمية مدروسة خسوفا هنا وكسوفا هناك وأشياء أخرى تتعلق بمنازل القمر وحسابات الأيام والسنين والمواقيت قال الحق سبحانه :( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتيتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا ) هذا التوفيق يمنحه الله سبحانه لمن أخلص وجهته له وضبط نفسه بميزان الشرع الحكيم ونصب سوط النقد الذي يضرب به المخالفين وسوء الظن بهم إلى نفسه الأمارة بالسوء ويرغمها حسن الظن بالمخالفين ولا يكاد يجرح أو يقدح أو يفند ما يراه حقا إلا بميزان الشرع لا بميزان الهوى بالسلوك والأعمال له من الله وفي الشرع برهان ونور ، والرجل ما دام سلما مسالما يدين لله ولرسوله وللمؤمنين با لولاء وإن ظهر منه الشقاق والخلاف لا نخرجه من دائرة من أمرنا القرآن بموالاته وحسن الظن فيه والتماس الأعذار له وتعهده بالنصح وحسن البيان بل والسماع منه ومحاورته ، إن فقد المعايير الصحيحة في إدارة الخلافات والخصومات والانشغال في تعرية المخالف وإعانة الشيطان عليه فجور نهانا الشرع عنه وهو باب من الرياء خطير .

إننا في أمس الحاجة ونحن على أبواب المشروع الوطني ( الحوار ) الذي يأمل فيه جميع اليمنيون من الخروج بالبلاد إلى إفق أكثر رحابة تتشابك فيها كل الأيادي الوطنية الخيرة لتجاوز كل الآلام والجراحات والنتوءات مستشرفين المستقبل المشرق الجديد الذي لا يتجاوز أي فئة أو شريحة أو جماعة أو حزب ، إننا بأمس الحاجة إلى النهج الشافعي الموضوعي الذي لا يقصي حق الآخر في أن يكون الحق معه في أي وقت وعلى أي حال ، لقد كان رحمه الله يناظر وهو يعتقد ويوقن صحة مايراه ويقضي به ومع ذلك كان يخبر بتمنيه أن يكون مع مخالفه الحق أ و بعضا من الحق ليأخذ به دون تردد ، بمثل هذا النهج الشفاف سينقذ أطراف الحوار الوطني هذه البلدة الطيبة وسيدخلون تاريخ اليمن الجديد من أوسع أبوابه ، لكن ما نخشاه ونسأل الله أن لا يكون أن يقبل من يقبل على الحوار بنفسية من يناظر لا من يحاور ونفسية من يفاوض لا من يطلب الحق الذي له أو عليه ، أو من با لوكالة يضع أوراقه على الطاولة تتضمن أجندات أجنبية يصر من أجل إنجاح الحوار وتأكيد مشاركته وحلفاءه على تبني هذه البنود التي لا تخدم الوطن ولا المواطن في شيء !!

وإن مما لا بد من إدراكه جيدا أن البلاد في هذه الفترة الإنتقالية خضعت للدراسة والتجنيد البشري من دول إقليمية ودولية وكسبت الكثير من الدول الأجنبية مواقع ومواطن تستطيع من خلاله تحقيق مآرب وأجندات سياسية وغير سياسية ، وأتوقع المشهد السياسي القادم تشكيلات حزبية سياسية وتحالفات تنعقد قريبا تستهدف في الأساس تحجيم النشاط والتوجه الإسلامي الإخواني ، وأقرب السيناريوهات المتوقعة : 1- دعم الحوثيين لتشكيل حزب سياسي ماديا من قبل إيران والدعم السياسي الا مباشر دوليا ويلعن السياسة حين ترجح توجها مهما كانت خطورته يكون مقبولا ولو لمرحلة زمنية آنية على حساب تقزيم وتحجيم التوجه الآخر الأكثر خطورة ما دام هذا التوجه يشكل خطرا في القريب أو البعيدعلى الوجود الإسرائيلي في المنطقة . 2- التشكيل الحزبي السياسي السلفي لأكثر طوائف وجماعات السلفيين في اليمن ، وسيتلقى دعمه المباشر من دول الخليج وسياسيا غير مباشر من دول الإتحاد الأوروبي . 3- التشكيل السياسي الذي يمثل أبناء الجنوب وسيكون مدعوما من كل الأطراف ، وسيشكل الضغط الموجع بالنسبة لأحزاب اللقاء المشترك الذي به تسعى الأجندات الأجنبيه لإفقاده الحضور السياسي والحزبي المؤثر في الجنوب وضربه انتخابيا وسياسيا ليبقى له جناحا واحدا في الشمال دون الجناح الآخر في الجنوب . 4- المعركة الضروس القادمة التي ستواجه اللقاء المشترك في محاولة جادة لضرب تحالفه والنيل منه حتى يعيدوا للقومية ألقها ويجندوها للوقوف كمعسكر يواجه المعسكر الإخواني هو الهجوم الإعلامي الممنهج والمدروس ومحاولة إثارة التشكيك والتخوين وإثارة الفتن المتزامن مع شراء بعض الولاءات القيادية من كل الفئات والأحزاب ومحاولة التفريخ في الأحزاب المخترقة أمنيا وهكذا .

قد يقول قائل : ما الذي دفعك لتصور هذا السيناريو ؟! فأقول : ما أنتجته الثورات العربية من تمكين للإسلاميين في تونس ومصر على وجه التحديد أقلق المجتمع الدولي وبدا وقوف الرئيس المصري القوي والواضح ضد العدوان الإسرائيلي الأخير يهدد ويقوض حسب منطقهم الصهيوني مشروع الصهيونية العالمية ويؤذن بخارطة جديدة تتشكل تؤكد مشروع المقاومة وتعيد نفس الجهاد والمشروع الإسلامي للشعوب العربية والإسلامية ، ويصعب تخيل زعماء ورؤساء الدول الإسلامية على شاكلة مرسي مصر واردوغان تركيا !!

أتمنى والله أ ن تكون هذه المخاوف مجرد توهمات وتخرصات لمهووس أخذته أطياف الخيال كل مأخذ وأن يلطف الله بالبلاد والعباد ويجمعنا على الخير والتنمية والبناء .