الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٩ مساءً

من المخجل التعثر بالحجر نفسه مرتين

محمد ظيفير
الاثنين ، ٠٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
كنت اتصفح موقع عربي ثقافي على النت , فلفت انتباهي قول مأثور فيه حكمة عظيمة لا اخفيكم انني وقفت متأمل هذا القول وكأنني اقرأه للمرة الاولى مع انني متأكد انني قد قرأته مراراً وتكراراً ايام الدراسة في الثانوية العامة و الجامعة .

هذا القول بمثابة تحذير يخاطب النفس والعقل معاً ويخاطب الافراد والجماعات والاحزاب بل وقل حتى الثوار في كل مكان على اختلاف مشاربهم ورؤاهم , (( من المخجل ان نتعثر بالحجر نفسة مرتين )) عبارة بسيطة التركيب ولكن معناها عظيم للغاية .

قلت في نفسي وانا اردد هذه العبارة انها بمثابة نصيحة ثمينة يجب الا نغفلها فالماضي يستفاد منه في الحاضر ولرسم المستقبل , اذا اسقطنا المثل هذا على واقعنا اليوم نجد ان حكامنا السابقين هم بمثابة الحجر التي تعثنرنا بها فهم فعلا حجر عثرة في طريق نهضتنا وعزتنا وتقدمنا , قبل الوحدة اليمنية كانت تحكمنا شمالا وجنوبا انظمة شمولية لا تعترف بالآخر مع الاختلاف بينها ايديولوجياً وبنيوياً الا ان النتيجة التي اوصلونا اليها هي واحدة التخلف والفشل وكل ذلك كان بسبب النخب الحاكمة هنا وهناك , وصلنا معهم الى الوحدة اليمنية التي تمت بصورة دراماتيكية لم يدرك الجانبين اثارها الجانبية التي قد تؤدي بها الى الهلاك , مجرد مشاعر واحاسيس مخلوطة باطماع وتكهنات قادت الطرفين الى التوقيع عليها .

انا هنا لن اركز على الوحدة وما جرى بعدها من احداث مؤسفة , ولكنني اريد ان اركز على النخب التي تعثرنا بها في الحقبة السوداء قبل الوحدة وبعدها , هنا مربط الفرس وما اكتملت لدي صورته بعد تفكري في العبارة السابقة لقد تعثرنا بحجر هؤلاء الجهله في الماضي القريب , وادركنا ذلك في مراحل عدة ولكننا اليوم ننساق هنا وهناك خلفهم بارادتنا او بدون شعور تلفنا العواطف والشعور بالغبن والتهميش وكاننا نريد الخلاص من وضع سئ دون ادنى نظر للوضع الذي سيكون عليه حالنا بعد فترة زمنية قصيرة , ننساق وراء شعارات وخطابات اذا رجعنا بذاكرتنا قليلا الى الوراء سنجدها نفس اللهجة والمضمون تقودنا بنفس الخطى نحو الحجر الاول الذي تعثرنا به , فهل تعثرنا الاول لم يؤلمنا وهل معاناتنا التي عانيناها لم تكن كافية لنا حتى نتدارك اخفاقاتنا , وهل الشرخ الذي اصاب نسيجنا الاجتماعي والذي يتسع يوما بعد يوم لم يدق جرس انذار لتنبيهنا مما هو اسوء , هذه تساؤلات لكل ذو لب سليم عبرها ادعوا اخواني المخلصين للجنوب اولاً ولقضيته العادلة قبل ان يتعثروا مرة اخرى بنفس الحجر , انه لمخجل حقاً ان يخطئ الانسان مرتين متتاليتين وان ينظر الى الحاضر والمستقبل دون اخذ درس او عبرة من الماضي القريب او البعيد .