الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٤ مساءً

ثلاثاء الحديدة

د . محمد حسين النظاري
الثلاثاء ، ٠٥ فبراير ٢٠١٣ الساعة ١٠:٣٠ مساءً
كتبت كثيراً عن ضرورة مجيء حكومة الوفاق الوطني برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة، إلى مدينة الحديدة، ففي الأشهر الماضية كان كل ساكن في الحديدة يُمني نفسه بعقد مجلس الوزراء جلسته في مدينته -اُسوة بالمحافظات السابقة-على اعتبار أنها إحدى المحافظات المهمة في اليمن، فهي الميناء الرئيس للجمهورية العربية اليمنية -قبل الوحدة المباركة-، وميناء مهم للجمهورية اليمنية حالياً، وهي سلة اليمن الغذائية والأرض الخصبة التي توصل خيراتها لبقية مناطق الوطن.

منها تُصدر بلادنا النفط -من رأس عيسى-، وترسل من رأس كثيب التغذية الكهربائية لخارجها، وأوديتها تثمر محصولات غذائية تفيض بالخير على ربوع الوطن حتى يصل سعرها إلى مستوى يستطيع فيه الجميع شراؤها، واليوم الثلاثاء 5 فبراير يعقد مجلس الوزراء جلسة هامة في الحديدة لتدارس كيفية الارتقاء بخدمات المحافظة على كافة الأصعدة.

إن أهم قضية تقف أمام المجلس هي قضية الأراضي، فقد تم سلب واغتصاب الأراضي بالمساحات الشاسعة -حتى لم يعد لحرم المطار وجود- وهو ما مثل ضرورة ملحة لانعقاد المجلس لتدارك بقية الأراضي حتى لا يؤخذ ما تبقى منها، وهو بالفعل ما شفع للمحافظة في انعقاد المجلس في عاصمة الزرانيق..

مجلس الوزراء مدعو اليوم بقوة إلى دعم السلطة المحلية بقيادة الأستاذ أكرم عطية، وبقية أعضاء المجلس المحلي، واعتقد أن انعقاد المجلس يعد نتاج تحركات الأخ المحافظ التي بدأها بلقاء الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وهو ما نتج عنه استشعار مجلس الوزراء بخطورة ما يجري في المحافظة، مما جعله يعقد جلسة هنا بعد مناقشة مستفيضة الأسبوع الماضي، لكل ما من شأنه الحفاظ على أراضي وممتلكات الدولة في المحافظة، وخاصة المطار.

إن خروج الحديدة من خارطة اجتماعات مجلس الوزراء -خارج العاصمة- في الأشهر الماضية أشعر سكانها بالإحباط، وجعل البعض يصطاد في الماء العكر، ليسمي ذلك تهميشا، فالحديدة بكل ما تملك من ثروات مهمة ينبغي أن تكون في الصدارة هي ومن فيها.. والحمد لله أن صوتنا ومناشدتنا المتكررة –كواحد من أبناء المحافظة- وصلت إلى مسامع أستاذنا العزيز باسندوة وجميع أعضاء حكومته الكرام.

قضايا كثيرة هي في مقدمة ما ستطرحه السلطة المحلية على الحكومة اليوم ومنها حال الكهرباء، فالحديدة مقبلة على صيف ملتهب وستعود الانطفاءات إليها، وهي بحاجة ماسة إلى أن يتم حل الإشكال في اقرب الآجال، حتى لا يداهم الصيف سكانها، وعندها لا تنفع الحلول الترقيعية.

المجاري لا تقل شأناً عن الطاقة الكهربائية، فالحواري والأزقة يشكوا سكانها من فيضانات المياه القذرة –وان تحسن الوضع حاليا- لكن نخاف أن يعود الحال لما كان عليه في السابق... قضية المواقع الأثرية غاية في الأهمية فآثار الحديدة تتجه للاندثار، وقد أحسن الأخ المحافظ صنعاً حين وجه المجلس المحلي بمديرية الحوّك –مسقط رأسي- بإخلاء قلعة الكورنيش الأثرية من مكاتب المديرية وقسم الشرطة، فقلعة كهذه لم ترمم من جديد لتكون مقرا للمديرية، بل تحفة يسعد الزائرون عند الدخول فيها..

مدينة زبيد التاريخية مهد العلماء، ومنارة العلم الكبيرة على مستوى العالم الإسلامي تستغيث، وترجوا من المجلس أن يتعهدها بالرعاية حتى لا يتم شطبها من لائحة التراث العالمي.. فحرام أن لا تجد زبيد من ينقذها.. وهي تستحق منا أن نكون إلى صفها لما أنجبته من كوكبة علماء وأدباء إجلاء وفي مقدمتهم الأستاذ الفاضل عبد الله عطية –والد محافظ الحديدة- وغيره من المنارات العلمية التي حفرت اسم اليمن في أمهات الكتب بالعالم الإسلامي.

نتمنى من أعماق قلوبنا أن تفعل قرارات مجلس الوزراء في جلسة المنعقدة بالحديدة، وان يتم متابعتها من الوزراء المعنيين كل فيما يخصه، بالشراكة مع مكاتبها في السلطة المحلية بالحديدة، وألا تكون الجلسة فقط للاجتماع، بل لتحسين الوضع في المحافظة باعتبارها الرئة التي تتنفس منها البلاد.. الحديدة هي محافظة الخير وتستحق كل الخير، وتستحق أن تكون ممثلة في مؤتمر الحوار الوطني من جميع شركاء الطيف السياسي .