السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٥ صباحاً

مؤتمرالحوار الوطني ...والتفاؤل بالمستقبل

إبراهيم القيسي
الاثنين ، ٢٥ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٠:٠٩ صباحاً

الحوار الوطني مناخ خصب وأسلوب حضاري وجو ديمقراطي تتبادل فيه الآراء والأطروحات بروح مرحة ونظرات شفافة تتلاقح فيه الأفكار أخذا وعطاء تذوب في بوتقته المشاريع الصغيرة وتتلاشى النظرات القصيرة والشعارات الضيقة القائمة على المناطقية والحزبية والقبلية الكل يعيش فيه أخوة قد نبذوا الحزازات والأحقاد والضغائن نتيجة التقارب الروحي والفكري جعل الفرقاء يرفعون شعارا واحدا هو" اليمن "للخروج به من عواصف الفتن وجروح الصدام إلى الأمن والسلام والاستقرار .
إنه واحة فيحاء وروض خصيب تتعاظم في رحابه تجليات الحكمة اليمانية في أسمى نضوجها فتحيل اللقاء الحضاري لكل المشاركين إلى نجومية تتجسد في مشاعل مضيئة ترسل أشعتها في تناسق هندسي بارع فتضيء بأشعتها ظلمات الجهل والارتكاس وتحرق مظاهر التخلف والاحتقان وتضيء لكل يمني طريق الفجر القادم من بدور الثورة الشبابية المتألقة بكواكب الشهداء الذين رسموا خط التغيير بدمائهم الزكية على لوحة رائعة تجلت بكل كرازميتها المبدعة في صورة خلاقة تجسدت في مؤتمر الحوار الوطني .
فإذا توفرت لهذا الحوار المناخات المناسبة والأرضية الخصبة وتنازل الفرقاء عن ذواتهم وحملوا على كواهلهم مسئولية إخراج اليمن من أزمته الراهنة فسيكون لهذا الملتقى الحواري تاريخ مجيد ورصيد ضخم من الديمقراطية الفاعلة والتي من خلالها ستتوارى كل السلبيات المتراكمة وتتحول الحواجز والنتوءات إلى شامات من طلائع الخير ترفد مسار التغيير بأطروحات جديدة تحمل في مضمونها نجاح المسيرة وترتق الهوة المفتوحة بضماد الحب الذي يخفف حدة التصادم ببلسم بارد من الروح المتسامحة والمعترفة بالآخر على أسس ثابتة من الأخوة المطلقة والوئام الجميل .
ويجب على كل يمني يحمل روحا غيورة وحبا حالما لهذا الوطن أن يبذل ما في وسعه من قدرة وموهبة ويسرع الخطى ويجول بالتفكير ليصل بهذا البلد الجريح إلى بر العافية ويقف به على مرافئ الأمن والاستقرار بعيدا عن المزايدات السياسية نابذا كل عامل من عوامل إذكاء الصراع بل يجب عليه أن يصب ماء الوفاق باستمرار بدون توقف ليطفئ نار الشقاق المتعججة على ثرى هذا الوطن والتي إذا لم يتعاون العقلاء في إطفائها فستكون لها عواقب وخيمة تتضاعف من خلال الدعوات العنصرية الفتاكة والتي تحمل جراثيم العدوى وفيروسات المرض باستمرار وخيم .
إننا نتطلع إلى أفق المؤتمر والأمل يحدونا والتفاؤل يصدح بقلوبنا يشجينا بأناشيد الوفاق الحالمة ويطير بأفكارنا إلى عمق المستقبل فنسبره بنظرنا الثاقب ونكاد نزيح الأستار والحجب فإذا بنا في واحة غناء في رحاب الحضارة والازدهار ننعم في ظلال الاستقرار والأمن وتظلنا سحب التغيير المباركة وتصب صوب الغيوث التي تغمر حياة أمتنا بالعطاء المتجدد والازدهار اللامحدود فنتحول من ترعة الشقاء إلى واحة النعيم ومن البؤس إلى النعمة ومن الفقر إلى الغنى ومن الجهل إلى العلم ونرتقي بأفعالنا وبأفكارنا إلى عالم النضج الحضاري القائم على مبدأ المواطنة الإيجابية التي تستلهم روح ديننا الحنيف وتتفاعل مع الحياة تفاعلا ينم عن وعي ديمقراطي تتبادل فيه السلطة بطريقة ديمقراطية على أسس حضارية تلتزم بالدستور والقانون .
24/3/2013م