الاربعاء ، ٠٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٧ مساءً

صحيح : حوار ابن حوار

طارق عثمان
الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٢:١٠ مساءً
هو ليس حوار ابن حوار لأن من اختاروا المتحاورين كانوا يتصرفون وكأنهم لجنة من الضمان الإجتماعي يسجلون بعض الأسر لتشارك في الحوار و يستفيد أفرادها من المساعدة المالية .

وهو ليس كذلك لأن معظم من يشاركون فيه الآن كان يجب أن يكونوا في السجن إما بتهم تتعلق بجرائم اقترفت إبان الثورة أو بجرائم سابقة من قتل ونهب وقطع طريق واختلاس مال عام والتقليل من هيبة الدولة و غيرها من قائمة التهم التي التصقت بهم .

كما إنه لا يستحق هذا لأن بعض المشاركين انتقل فجأة من أكل الفول والكدم ليناقش ضرورة التنوع في أطعمة البوفية المفتوح في فندق الموفينبيك و لا تخرج نقاشاته وأحاديثه الجانبية عن هذه القضية وكأن المجاعة التي يعاني منها هو شخصيا أهم بكثير من قضية مجاعة الشعب اليمني وتشرده وعطشه . وحينما تتولى عضوة هذا الأمر يصبح الحوار أكثر أهمية فبعضهن لم يكن ينقصها إلا أن تخصص كلمة حول طريقة تحضير الكوسة المحشية باللحم المفروم وحتاكلوا صوابع إيديكم وراها .

كما أنه ليس حوار ابن حوار ابن ستين حوار بسبب أن سلطان البركاني يحضر ( الجلسات ) وكأنه نام ليلته في ديمة الغنم وقد امتلأت ملابسه الخارجية والداخلية بالبراغيث وطوال الوقت وهو يتحكحك ويتقفز ولا يستقر على كرسيه أبدا حتى لا ينفع أن نسمي جلسات المؤتمر في وجوده بالجلسات بل يناسبها ( نقزات المؤتمر ) هذا فضلا عن نصف رطل اللبان الذي يمضغه بحقد وكأنه كان سببا في إختناق وموت أحد أقاربه .

ليس حوارا ابن حوار لأن بعض المشايخ غير قادرين على التفريق بين الفندق الخمسة نجوم وبين مخدرة حق عرس فيحضر إليه بنفس الطريقة في التبختر والهنجمة وبنفس طقم الهمج الذين يتبعونه وهم مدججين بالسلاح ومستعدين لحرق السماء إكراما للعريس و ( كله علشانك يا حوار ... وكله علشانك يا حوار ) .
كما أن السبب ليس لأن ناشطة تمنع من الحضور بقلامة الأظافر الفتاكة وتسحب منها في حين أن بعض المشايخ لم يكن ينقصه إلا أن يحضر بمصفحة .

وهو ليس كما قلنا لأن أحد الناشطين ابتدأه بهرج ومرج علشان نقطة نظام لا محل لها من الإعراب وكأننا يجب أن تكون لنا بصمة من الدقيقة الأولى لنكون تحت الضوء فالمؤتمر فرصة جميلة لعمل ألبوم كبير متخم بالصور وليس لنقاش مستقبل اليمن .

وهو ليس حوارا سورقيا إكدشيا لأن أحد ممثلي المتغربين كان ممثلا لوزارة العمل في بلد الاغتراب وليس لأبناء بلده .

ليس حوار ابن حوار لأي من هذه الأسباب فقط بل لأن الأمر زاد عن هذا إلى تحول بعض المشاركين إلى شوية مغازلجية مراهقين في الردهات .

وبحبك يا حوار