الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٢ مساءً

ما ذكرته الشارع مجرد بلبلة وإثارة

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
اعتدنا الكثير من أمثال هكذا معلومات نقرأها أو نسمعها هي أشبه ما تكون لمجرد الإثارة أو قياس نبض الشارع حول قرارات هامة صدرت أو يتوقع صدورها ، وتكون أحياناً لاستهداف جهاتٍ أو قامات سياسية وطنية ، بقليل من التأمل والفحص لتركيبة المعلومة المسربة تتضح من خلال الصياغة أنها ليست بالضرورة أن تكون صحيحة مائة بالمائة ، بل فيها من المعلومات الصحيحة ما يجعلها مقبولة ومهضومة وهكذا يجيد مهندسو هذه الأساليب الاحترافية في تحقيق مقاصدهم السياسية فيضيفون إليها ما ليس منها وهكذا ، كالكاهن والعراف الذي يأتيه قرينه من الجن بالمعلومة الصحيحة الصادقة ويزيد عليها 99 أخرى كاذبة ، وأنا هنا لست بصدد اتهام صحيفة الشارع فيما نشرته من المعلومات المتعلقة بحسب المصدر الذي وصفته بالعسكري حول الاتفاق الذي أبرمه الرئيس هادي مع اللواء علي محسن ونجل المخلوع مقابل القرارات الأخيرة ، لكنني لم أستطع تقبلها هكذا كما هي بل أظن أنها في بعضها صحيح والأغلب منها مما زيد فيها لأهداف لا نعلمها ، ونقل الشارع لمثل هكذا معلومات لا يحملها المسئولية إذا ما اتضح فيما بعد ذلك أنها معلومات ليست ذات مصداقية ، وقد تستهدف الصحف أحياناً وبالأخص الأوسع انتشاراً وقبولاً و يستغل السبق الصحفي في الحصول على المعلومات والأخبار المثيرة والمتعلقة على وجه الخصوص بالأشخاص والهيئات ثم يتبين للناس أنها ليست صحيحة بل وبعيدة تماما من الحقيقة فيتناقل الناس تعجل الصحيفة هذه أو تلك في نقل المعلومة أو الخبر وأنها غير متجردة وتحسب لجهاتٍ أو أشخاص معينة وبهذا تفقد ثقة جماهيرها العريضة التي كسبت ثقتهم بعد فترة زمنية طويلة من العمل الصحفي المتحري والمتجرد ، أنا قد أقبل من الخبر إطلاع نجل المخلوع على تعيينه سفيراً للإمارات مقابل عدم محاسبته أو فتح ملفه ومحاكمته عسكرياً جراء كل الأحداث التي تورط فيها من تخريب واعتداءات لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط ودعمه للحوثيين والحراك الجنوبي المسلح وأخيرا الحراك التهامي المسلح وغير ذلك ، فتعيينه سفيراً للإمارات يعتبر مخرجاً له ومكسباً تطلبته الحصانة الممنوحة له ولوالده وبقية أفراد عائلته وغير هذا الخيار سيثير الشارع اليمني ويعيد للثورة الشعبية جذوتها من جديد ويهدد مستقبل الحوار الوطني ، كما أن الثوار لن يقبلوا إقرار واعتماد الرواتب والمخصصات الممنوحة لعلي محسن وهو الذي ناصرهم وكان معهم ولا يزال محسوبا عليهم فضلاً عن قبولهم لنجل المخلوع لأنهم ما ثاروا وخرجوا للشوارع والساحات إلا لرفض هكذا اعتمادات وقرارات تخالف النظام والقانون وتفتح الأبواب على مصراعيها للمحسوبية والعبث بالمال العام واختزال الوطن في خدمة أفراد أو عائلات ، لكني لا أستطيع ابتلاع المعلومة أنها اتفاق مبرم يفهم منه عقد صفقةٍ على حساب الوطن والأهداف التي قامت لأجلها الثورة المباركة . والمثير للدهشة ما أورده الخبر حول الاختلاف في تعيين قائد الاحتياط وأن علي محسن اقترح حميد ألقشيبي غير أن نجل المخلوع رفض ذلك واقترح الجائفي لقيادة الاحتياط بينما اقترح وزير الدفاع تعيين سند الرهوة أركان حرب ثم يورد الخبر أن نجل المخلوع رفض تعيينه قائداً للقوات البرية أو قائداً للاحتياط !! فهل من يطمح له والده ويطمح لنفسه أن يترشح للرئاسة لعام 2014م يطلب تعيينه سفيراً في الإمارات أي خارج المشهد السياسي في البلاد ويترك فرصة عرض قيادة القوات البرية ويكون حاضراً في طول البلاد وعرضها إلا أن يكون مدركاً استحالة الحضور السياسي في وطن لا مقام لهم فيه ! هل المقصد من تسريب هذه المعلومات التشفي من جهات ما ، أو استهداف جهات ما ، أو محاولة جس الشارع ودراسة وتحليل المردود الشعبي أو النخبوي ؟! إلى هنا المصدر عسكري ، أما المصدر السياسي فيقول : أن هاشم الأحمر رفض تعيينه ملحقاً عسكرياً وأنه يريد تعيينه كقائد لواء في صنعاء أو في منطقة حولها وأن هذا هو مطلب إخوانه وتقدم بهذا الرفض علي محسن لرئيس الجمهورية ! أشم من هذا السياق إثارة السخرية من عائلة الشيخ صادق الأحمر وإخوانه وتصوير علي محسن كمراسل لدى بيت الأحمر عند رئيس الجمهورية وكأنما قرارات الرئيس لا تمتلك الاستقلالية وهي خاضعة للتعديل ، والإيحاء بأن الرئيس هادي تتأثر قراراته ببيت الأحمر وعلي محسن الذي يسيره الشيخ حميد كما يحاول إعلام المخلوع ترسيخه في أذهان اليمنيين ! ولعل من أهداف مثل هذه الأخبار محاولة التأثير على مجريات الحوار الوطني .

ما أريد التأكيد عليه أن مثل هكذا معلومات لا ينبغي أخذها كمعلومات مؤكدة حتى تؤكدها مصادرها الموثوقة وتظل خاضعة للنفي جملةً وتفصيلاً أو تأكيد بعضها ونفي البعض الآخر أو تأكيدها جميعاً وهذا ما لا أتوقعه ، لا أتذوق في هذه المعلومات نكهة الشفافية بقدر ما أرى فيه تحذلقاً واضحاً ولا يصح في نهاية الأمر إلا الصحيح ، وعلى القول المصري المشاع ( الخبر اللي بفلوس بكرة ببلاش ) .