الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:١٦ صباحاً

الفارق بين غمزتين.. يمنيّة ولبنانيّة

هند الإرياني
الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٢٤ مساءً
الفارق الثقافي بين اليمن ولبنان كبير. في الملبس والمأكل والتفكير، وفي أمور أخرى كثيرة. وليس وارداً المقارنة بينهما. لكن عند انتقالي الى لبنان كان هناك شيء واحد أثار حيرتي لشهور طويلة وتوقفت عنده كثيراً: "الغمزة".

أذكر أنني كنت في مطبخ بيتنا في صنعاء وصوت الشحرورة صباح يصدح من المذياع بأغنية "غمزتله وضحكتله...". ما فهمته من الأغنية وقتها هو أن الغمزة تعني الغزل أو المعاكسة أو التعبير عن الإعجاب، ولكن حين أتيت الى لبنان تبين لي أن الوضع مختلف تماماً.

في اليمن - مثلاً- إذا غمز رجل بعينه لإمرأة فهذا يُعتبر "تحرشاً" قد يعرّض صاحبه لمشاكل كبيرة تصل إلى حد ضربه ضرباً مبرحاً لاقترافه مثل هذه الجريمة.

في لبنان، يبدو الوضع مختلفاً. في البداية لم أكن أفهم لماذا يغمز هذا الطالب للطالبة. قلت في نفسي: "يبدو أن بينهما علاقة ما"، ثم انتبهت إلى أن الطالبة هذه تغمز لصديقتها أيضاً، وهذا الطالب يغمز لصديقة. هنا أصابتني حيرة شديدة، الكل هنا يغمز الكل. ولا فارق بين إذا كنت تعرف هذا الشخص جيداً أم لا.

بعد شهور طويلة من التفكير والتمحيص بان لي الإكتشاف العظيم وهو أن هذه الغمزة نوع من التحية التي لا تحمل أي مغزى آخر، ولا تؤدي إلى أي مشاكل.

أعتقد أن الكثير من الدول العربية تشبه اليمن في نظرتها المستنكرة للغمزة، ولذلك فهذه المدونة تعتبر "مهمة" لأنها توضح موضوع الغمزة، لكي لا يقع أي شخص في حيرة كما حدث معي.

ورغم التقبّل التام للغمزة في لبنان الجميل إلا أنني كيمنية ما زلت غير قادرة على استعمالها لا مع القريب ولا الغريب.. حفاظاً على سلامة الغامز أو الغامزة.