الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٠٢ مساءً

أماآن لهذا المواطن ان يستريح من معاناته؟؟

إبراهيم القيسي
الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
قضية المواطن اليمني هي القضية الكبرى إلا أن بعض الحجب السياسية عمدت إلى إخفائها عن البروز على المشهد السياسي وذلك بفعل تلك العوامل المتداخلة من بؤر الاحتقان والتي تم بفعل قياداتها وإعلامها فرض واقع هلامي تشوبه سحب ركامية غطت على المشهد السياسي الذي صنعت فيه تلك القوى من نفسها بديلا ووكيلا مفوضا عن المواطن اليمني بدون إذن الأمر الذي أخفى حقيقة القضية الأساسية وهي قضية هذا المواطن الذي يعيش خارج نطاق الدولة واهتماماتها على مدى دهور ودول متلاحقة .

إن الناظر البصير يرى المواطن اليمني وهو يحسو حميم الأزمات ويكتوي بلهيب نارها ويأتزر بأسمال مقطعة من بقايا صدقات مشبوهة ويأكل من فتات متقطع لبعض المنظمات التي تسعى لابتزازه ورفع شعار قضيته لأهداف مستورة تخدم قوى الهيمنة والاستعمار تحت غطاء المساعدات الإنسانية حيث إن الكرامة الإنسانية أصبحت مفقودة السقوط في براثن الفقر والعوز فغدت النظرة الدولية إلى هذا المواطن تحمل الغضاضة والسخرية وهذا حال من يتكفف الناس ويطلب معروفهم تهان كرامته وتداس معنوياته ويحتقره خصومه فلا يعتد به فيبقى من عموم الهمل غير معتبر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .

إن هذه المنزلة الهجينة قد سببها لهذا الشعب تلك الحكومات التي جهدت بكل وسائلها على ابتزاز هذا الشعب ونهب ثرواته وإيداعها في البنوك الخارجية والداخلية واستثمارها لمصالحهم الشخصية بعيدا عن استيعاب المواطن وسد عوزه وصون كرامته إن ما نشاهده من احتقار ممنهج للمواطن المغلوب وما يقاسيه من ظلم ومعاناة في الداخل والخارج ومن دول الجوار كل هذا وغيره من المعاناة المستمرة والمتجددة يحتم على حكومة اليمن أن تضع هذه القضية من أولويات القضايا في مؤتمر الحوار الوطني وهي قضية متصلة بكل القضايا المصيرية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ...الخ .

إن من حق المواطن اليمني أن يعيش عيشة الرفاهية والأمن يتفئ ظلال الحرية والعدالة ويستنشق روح المحبة والتعايش السلمي بعيدا عن بؤر الصراع التي عكرت صفو الحياة وحولت حياته إلى أتون لا يطاق فالمواطن اليمني قد حرم على مدى حقب متطاولة من العيش الرغيد وانعدام فرص العمل حرم من الأمن والحرية والعدالة يعيش في عالم موبوء بالأنانية والمحسوبية والرشوة يقاسي أفظع أشكال الظلم والمعاناة فترى الكثير قد اعتاد المحاكم في قضية بسيطة لم يستطع القضاء أن يبت فيها لأنها متعلقة بمتنفذ استخدم سلطته وماله ضد ذلك الضعيف الذي وقفت المحكمة ضد حقه القانوني بفعل توصيات سرية من ذلك المتنفذ المأزوم .

فالمواطن يعيش مغلوب على أمره يحترق بنار الذلة والمهانة ويصطلي بلهيب الغلاء ويكتوي بجمر الفقر والقلة معاناة في النهار وهم بالليل محروم من أدنى متطلبات الحياة لا خدمات صحية ولا عدالة اجتماعية ولا قضاء نزيه ولا أمن ولا استقرار تنشب الفتن وتشتعل المعارك فيصطلي بنارها فلا دولة تحميه ولا بلاد تؤويه يهاجر فارا من الفتن فيلقى المهانة في المخيمات التي لا تمثل أدنى الحياة يحاول الفرار من وطنه للبحث عن لقمة العيش فيلقى نظرات السخرية وسياط التعذيب وزوابع الابتزاز والسجن والترحيل كم لاقى الأهوال من ضياع في الصحراء وموت في الطريق وابتزاز وتعذيب من المهربين وانتهاك لماله وعرضه وسجن لا يرحم وتيه لا يهتدي فيه إلى طريق .

أما آن لهذا البائس عن يستريح من معاناته أما آن له أن يعيش عيشة الكرماء ويحيا حياة السعداء أما آن له أن يثوب من غربته ويعافى من نكبته ويرتاح من معاناة السفر ويغسل أدران الذلة وغبار المسغبة وأوساخ التخلف أما آن له أن يسلك طريق الحضارة والرقي وينفض عن حياته غبار الجهل والسفه والارتكاس .

إننا جميعا نطلق صفارة الإنذار ونرفع أيادي الاحتجاج ونطالب حكومة اليمن أن تعيد النظر في تعاملها مع هذا المواطن الذي لقي منها الإهمال وشرب من تعاملها الحميم وذاق من جفائها الأسى ورضع من لبانها الجهل واكتسى من مساغبها الأسمال إننا نطالب بعيش كريم واستقرار متين وعدالة فيحاء وحرية خضراء تظلنا بظلالها وتسمح لنا بسهولها وجبالها نريد ضمانا اجتماعيا فاعلا واستقرارا اقتصاديا زاهرا وأمنا شاملا للأنفس والأموال وللرأي والأقوال .

إن العالم يتقدم إلى الأمام والشعب اليمني يتأخر إلى الوراء العالم يزدهر بالتقدم ونحن نحترق بالتخلف العالم يحرس على مواطنيه ويرعاهم ونحن نداس ونلقى عنوة للمآسي والذل والامتهان العالم يعيش في ضمان الأمن والسلامة ونحن نعيش في أتون الحرب والخوف والانتقام العالم يبني نفسه اقتصاديا وماديا وعسكريا وصناعيا وصحة ورفاهية واستقرار ونحن نعيش حال الفقر والمرض والتشرد والعناء هناك في الدول الاسكندينافية يعيش المواطن بحبوحة العيش والرفاهية والأمن والاستقرار يعطى لكل مولود مرتبا خاصا به وكلما كثر الأولاد زاد العطاء والرفاهية وهناك في دول خليج يعطي ضمانا اقتصاديا لدعم السلع الضرورية التي يحتاجها المواطن كذلك الدول الكبرى في العالم تعمل على رفاهية مواطنيها إلا اليمن فإنه يعيش غليان الأسعار وبؤر الجرعات وسحب الدعم من المواد الضرورية يعيش غلاء البترول والديزل والغاز وارتفاع أثمان البر والمواصلات فسبب ذلك غلاء فوق غلاء ومآسي جامحة أكلت الأخضر واليابس وسببت الأزمات ومنهجت الكوارث ننتظر للمعالجات فتزيد الطين بلة والمريض علة والفقير خلة .

ومن هنا ندعو رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء ومؤتمر الحوار الوطني وكل الأحزاب والأطياف والقبائل وممثلي الثورة السلمية وكل مسئول في الدولة ومن بأيديهم القرار أن ينظروا لهذا المواطن بعين الرحمة وأن يجعلوا قضية المواطن اليمني هي القضية الكبرى بعيدا عن الالتفاف عليها أو استثمارها لصالح أهداف سياسية دنيئة تعرضها للتهميش والسلب والابتزاز أملي أن يتحقق هذا الحلم في القريب العاجل لنحظى بالأمن والاستقرار والازدهار والتقدم والرفاهية والله الموفق والمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل .