السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٣ صباحاً

الدرس العملي الأممي ..في تَعلُم ترتيب الأولويات للقضايا وفَنَّ الحوار الوطني!

د. علي مهيوب العسلي
الأحد ، ١٢ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
من شاهد الحوار المجتمعي الذي أداره الاستاذ جمال بن عمر ،يعجب بتلك العقلية التي صارت على علم كامل بسلوكيات الانسان اليمني ،بل ويدرك الاحتياجات والمتطلبات المجتمعية بشكل مذهل ..من رأى الحوار على القناة الرسمية اليمنية والتي نقلت الحوار بشكل مباشر ، فإنه بكل تأكيد سيَمِيلُ إلى تبني الحوار ،ويستنتج أن حوار الساعتين المجتمعي كان أفضل بكثير من حوارات الشهرين الماضيين في مؤتمر الحوار الوطني . وصلت الرسالة الحوارية من خلال الشاشة الصغيرة إلى معظم اليمنين بأهمية الحوار ومواضيع الحوار وأولوية القضايا في الحوار!

أيها العزيز الغالي بن عمر ...تحية عربية حِوارية وبعد!
يبدو أنك قد يئست من أعضاء الحوار الوطني ورئاسته ،وتوصلت إلى استنتاج من إمكانية فشل المتحاورين إذا لم تتدخل شخصيا بهذا الدرس البليغ ،لكي يتم تحريك قضايا ومحاور الحوار حيث استغرق المتحاورون في ضياع وقتهم وجهدهم في عملية التشكيلات والخطط النظرية ، ولم يبلغوا بعد مرحلة التَّعلم عن كيفية التحاور ، وكيفية إدارة الحوار فيما بينهم ،فأعطيت الجميع درساً عملياً بليغاً بإدارتك لهذا الحوار المجتمعي الرائع و بأسلوب ممتع ومفيد وبأولويات مهمة ومُنتجة قد تفضي الى حل كافة المشكلات فيما اذا اتبعوا نفس الطريقة ونفس المنهج!؛نتمنى أن يتعلم أعضاء الحوار الوطني ورئاسته الاستفادة القصوى من هذا الدرس ،وأتمنى عليك أخي بن عمر أن تكرر هذا الحوار المفتوح والمباشر مع كيانات وشخصيات أخرى من أجل ان تتفهم طبيعة المشكلات وجذورها الحقيقية بعيد عن النخب السياسية التي لاشك قد استوعبتها بشكل كامل ! أن الحوار الحقيقي هو النزول الميداني للقرى والأرياف ومقابلة الناس والغوص في فهمهم للمشكلات والمشاركة في وضع الحلول الكفيلة التي ستنهي المشكلات القائمة وستمنع حدوثها مستقبلا فيما لو تم ردم الفجوة القائمة بين المتحاورين فيما سماه الذين حضروا الحوار معك بجمهورية الموفمبيك الذين لاهم لهم الا ما قد يحصلون عليه من مبالغ اقول بعضهم حتى لا نعمم ،وبين عامة الشعب !

وكلي ثقة من أنك ستصل إلى الاستخلاص الضروري واللازم الذي سيُنتج لنا دولة مدنية حديثة !

أشد على يديك في هذه الخطوة الممتازة التي شعرنا بها نحن المتابعين عن بعد لما يجري في الحوار الوطني الشامل ،ونشكرك على مبادرتك الطيبة في احداث حوار مجتمعي قل نظيره في المنطقة العربية ،وكذلك الشكر موصول من بعدك للأمم المتحدة كونها عينتك ممثلا لها في جمهوريتنا الفتية التي نريد بنائها بالاشتراك مع خبراتك الدولية في التغلب على الصعاب ومن الهلاك المحقق الذي كان سيفتك بهذا البلد المنهوك من حكام ديكتاتورين ومن موارد محدودة وغير مدارة بكفاءة عالية ،ومن نسيج اجتماعي شبه محطم بسبب تغذيته من قبل النظام السابق ،لكن وجودك قد أزال الغمة وأثلج الصدر وأيقظ النائمون ،من أن هناك طريق جديد لبناء يمن جديد يعشق الحرية ويؤمن بالسلام ويطبق العدالة ويتيح الفرص لكل ابنائه وقبل ذلك وبعده انتاج دستور جديد فيه من الضمانات لنشر قيم العدل والمساوة والتوزيع العادل للثروة والسلطة دون ان يتيح للحاكمين العبث به كلما أرادوا ذلك !

تحية لك من أعماق قلوبنا على درسك العملي غير المباشر لأعضاء الحوار الوطني ولنا نحن خارج الحوار الوطني الذين استفدنا منك ومن المتداخلين معك في شتى المجالات!!