الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٣ صباحاً

المخرج لم يجد الكومبارس المطلوب

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الثلاثاء ، ٢٨ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
في عالم الأفلام والمسلسلات يحتاج المخرج حتى يجعل من الفيلم أكثر إثارة للجمهور والمشاهدين من يمثل دور الكومبارس أي دور البطل البديل ، ويبدو أن المخرج للمسلسل ( المبادرة الخليجية ) أو ( التسوية السياسية ) لم يجد الكومبارس المناسب الذي يثير به مشاهد الارتهان الأجنبي على الوجه المطلوب ، يمتلك المهارة التي كان يمتلكها الممثل البارع علي صالح الذي خلعه الشعب اليمني في ثورته السلمية المباركة مما نتج عنه مسارعة العالم لتغطية وسد الثغرة الخطيرة التي سببها خروج المخلوع من المشهد السياسي فقرروا استبداله بغيره ، ولأنهم لم يتوقعوا هذه الثورة التي قطعت عليهم الطريق نحو التوريث من الأب المرتهن للابن الأكثر ارتهاناً ، ولم يكونوا ليجندوا الكومبارس المطلوب بوجود الوريث الشرعي الابن فسبب لهم هذا إرباكاً ، فأنتجوا هذه المبادرة الخليجية المزمنة ليمنحوا لأنفسهم الوقت الكافي في تجنيد الكومبارس الذي يؤدي دور المخلوع بجدارةٍ واقتدار ، وحتى يتمكنوا من تهيئة الأجواء لاختيار الكومبارس المناسب وحتى يتمكنوا من اختبار المعايير ومواصفات الجودة استلزم كل ذلك إثارة البلابل والقلاقل وإحداث المشاكل والفتن والاضطراب ، لأنها من جهة يستكشفون نقاط القوة والضعف فيمن تقع فيهم مواصفات الكومبارس المطلوب ، ومن جهة أخرى لا يعطون للثوار والقيادات الوطنية الشريفة والحرة من أخذ أنفاسهم والتفرغ لدراسة احتياجات المرحلة وترتيب البيت اليمني وفق الأسس العلمية الحديثة ، ومما ساعد كثيراً منتجي ومخرج هذا الفيلم من إطالة مشاهده والانتهاء منه جهل وأمية وبطالة الشعب اليمني الأصيل بشرائحه الشبابية وكبار السن من الرجال والنساء الذين ببراءتهم يستجيبون للأحداث الخاطئة المستفزة بردات أفعالٍ تخدم أجندة الأجنبي الخبيثة دونما إدراك لخطورة ما يرتكبون في حق هذا الوطن ، وتأتي الأجهزة الإعلامية المرتهنة لهؤلاء لتثير عواصف ضبابية تحجب الرؤية الكاملة عن حقائق المشاهد والأحداث الجارية في البلاد وتنتهك بمجاراتها ألاعيب مهندسي المؤثرات والخدع السينماسية البصرية منها والسمعية حقوق الإنسان في الحياة الطبيعية الحقيقية دونما تلاعب أو تشويش ، ومما يثير دهشتي واستغرابي مواقف القيادات الوطنية من المعارضة وغير المعارضة والمستقلين القريبين من الحراك السياسي والمشاهد والأحداث المضطربة والمتناقضة !! لماذا لا يصدرون من البيانات أو يعقدون المؤتمرات الصحفية وعبر القنوات الرسمية وغير الرسمية حقيقة الأحداث الجارية ، وهل هي طبيعية أم أنهم يؤدون دوراً في مشاهد هذا الفيلم دونما اختيارٍ منهم إنما أقحمتهم الظروف والأحداث الخارجة عن إرادتهم ، ويتمثل دورهم البطل المكبل بأصفاد العجز وعدم امتلاكه لأدوات الإبحار بالسفينة إلى شاطئ الأمان ! أم أنهم يقاومون إقحامهم في هذا الفيلم إلا أن المخرج أشركهم بدون موافقةٍ منهم وتم تصويرهم وهم يؤدون مشاهد الحيرة والضعف الذي أوقعهم فيه مخرج الفيلم الذي أوهمهم أنها لقطات لمقاطع فيديو للذكرى لن تأخذ من وقتهم الشيء الكثير ، وإذا بهم في المقاطع المصورة يصنعون مادة هذا الفيلم الذي ما أرادوه أن يكون بهذا الشكل المثير للغثيان . كنا نشكو من القضائية اليمنية التي كانت نشراتها الإخبارية تطول وتطول لتأخذ الساعة وأكثر من الساعة في خبرين أو ثلاثة محلياً ومثلها عالمياً لكنها تأخذ وقتنا في ملاحقة الزعيم الهمام حيثما ذهب وقد تكون لقطات قصيرة لا تتجاوز الدقائق لكنها تتكرر لتتناسب مع التقرير الممجد والمهول لزيارة هنا قام بها الزعيم أو هناك ، وتتكرر معنا هذه المشكلة لكنها على الأرض في أحداث تتجدد مشاهدها المقززة في صعده مثلاً للأدوار التي يقوم بها الحوثيون ، وما يحدثه حراك الجنوب من دعوات للانفصال مدعومةً بعنف لا مبرر له تتكرر مشاهده كذلك كاسطوانة تعمل لم يرد لها أن تتوقف ، وأما اعتداءات المخربين لأبراج الكهرباء وأنابيب النفط فهو الدور الأكشن من طراز جديد يتم تجربته في بلادنا ، فإذا أثار إعجاب الجماهير وذاع صيته وأضاف للفيلم نكهةً جديدة أخذوا بها كأسلوب جديد في فن الأفلام الأكشن الأكثر إثارة وتشويقاً .

يا لهذه الثورة المباركة ! لقد كشفت الزيف والتضليل الذي عشناه طوال حكم المخلوع المرتهن وارهنا كشعب ووطن لدور الجوار ابتداءًا ولدول الغرب انتهاءًا ، لقد أجاد بمهارةٍ عالية تمثيل دور فارس العرب الحر الذي يسعى لتوحيد العرب كما وحد شطري البلاد وتحرير القدس الشريف ، بينما كان يتاجر بنا كوطن وشعب وكان يتاجر بقضية الأقصى كأرض مقدسةٍ للعرب والمسلمين ، ونحن اليوم في ظل مسلسل أو فيلم ( المبادرة الخليجية ) نعيش دوامة مشاهدها المتناقضة كأمواج البحر في ليال عاصفة وريح عاتية . نسأل الله العافية والسلامة .