الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٤ صباحاً

من اوجاع البشر

خالد الصرابي
الثلاثاء ، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
الايام والسنين تمر دون توقف او اختلاف في مواعيدها وكل ثانية منها هي محسوبة من عمر الانسان وحياته فهوا الوحيد القادر على تغيير ظروفها بعيدا عن تقسيم الارزاق الالهية وجعلها اما سعيدة اوتعيسه بما فيها جملة الهموم والمشاكل التي تواجهه محاولا القاء اللوم على ظروف الزمان مع انه من اهم العناصر المتسببة فيها ,ولاخلاف على ان كل انسان لايخلوا منها فهي كما يقال ملح الحياة لكن ذلك لايعني الاستسلام لها و التيه وسط امواجها وخصوصا اذا ما تراكمت على احد وشعر بضيق الدنيا تطوق عنقه مع ادراكنا بان التغلب عليها لن ياتي الا بقوة الايمان والتحلي بالصبر.لكننا في الحقيقة تجاهلنا الكثير من الاشياء والامور التي تعد بمثابة النور الذي يضيء لنا الطريق ابتدا من تعمدنا التام باهمال منهج ديننا ودنيانا "القران الكريم"ونهاية بكل ما قيل من حكم واقوال ندرك بانها انما جاءت بعد خبرات وتجارب طويلة في شتى مجالات الحياة وفيما يخص ضرورة التغلب على معضلات الحياة من مشاكل وهموم كان في مقدمة النصح لها ابيات الامام الشافعي "ولاتجزع لاحادثة الليالي ..فما لحوادث الدنيا بقاء"التي يؤكد فيها انه لابقاء لحوادث الدنيا كون الايام كفيلة بمحوها كما يقول ايضا "دع الايام تفعل ما تشاء وطب نفسا اذا حكم القضاء" فاين هي منا النفس التي تطيب !!لما تواجهه من صدمات ومشاكل مهما كان حجمها فيبدر منا تصرف هو أسوء من تلك المشكلة نفسها لتكون دليل قاطع على شحت الايمان لدى كل من يضعف في مواجهتها فلم يمر سوى بضع اسابيع على تلك الجريمة التي اقدم على ارتكابها احد المواطنين والذي كان يعمل لدى احد البنوك ,وعند تراكم الديون عليه التي وصلت الى الثلاثه ملايين بدا توازنه يسير في اتجاه الخلل حيث بدا بجملة تصرفات اوحت بدايته على الانهيار ترتبت من تطليقه لزوجته وبعد فترة تم فصله من عمله بسبب تلك المديونية عقبها اظلمت عليه الدنيا وبدلا من العودة الى الله عزوجل والتسلح بقوة الايمان تمكنت وساويس الشيطان من اخراجه عن دائرة الصواب الى الهاوية فما كان منه الا ان قام برمي ابنتيه من نافذة المنزل الواقعة في الطابق الخامس من المبنى وبعد محاولته ذبح ابنه ذو العشر السنوات تركه ثم قذف بنفسه .ربما كان مبلغ الثلاثه ملايين ليس هينا بالنسبه له طالما كان يسكن في منزل ايجار لكن ذلك لايعني قتله لاطفاله ولنفسه هو الحل والمخرج الوحيد ولكن هكذا ينتهي كل من اغواه الشيطان عن رب السموات وان التضرع واللجوء اليه هي بداية العودة الى جادة الصواب كون تحليه بالايمان يزيد القلب نورا بحد ذاته وادراك بان الدنيا لعب ولهو فاذا شعر المرء منا بفقده سعادة الدنيا وتحمله همومها وأعباءها عليه الا يفقد الاخرة ايضا كما فعل ذلك الشخص والكثير مثله ....