الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٠ مساءً

التربية تباع على قارعة الطريق

عبد الخالق عطشان
الجمعة ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
(التربية بحاجة الى تربية) هذه مقولة سمعتها قبل الثورة الشعبية من احد قيادات وزارة التربية وعلى الرغم ان التغيير قد تنسمته التربية إلا ذلك مازال في حدوده الدنيا والتي لم تلبي الطموحات في مستوياتها المتواضعة وربما قديكون عذر ذلك هو التوافق حسبما يردد من قبل المعنيين ولإن سلمنا جدلا بهذا العذر فهل هو عذرٌ صالحٌ في كل الجوانب

تظل ظاهرة بيع الكتاب المدرسي على قارعة الطريق وهو الدليل ربما الضاهر والابرز على أن التربية لم يصلها التغيير ..، يتسلم الطالب كتابين اوثلاثة من مخازن المدرسة بينما يتسلم سماسرة الكتاب المدرسي العناوين الباقية سواءً وهي مازالت ترص في صالة الانطلاق في المطابع أووهي في طريقها من المطابع المركزية الى مخازن المحافظات أو وهي في طريقها من المخازن المركزية الى المدارس في أنعم ظاهرة تقطع وبرضا جميع الأطراف وبدون تهديد أو وعيد..، ولكي تكتمل عناوين الكتاب المدرسي لدى الطالب فعليه التوجه الى ميدان التحرير أو عبر فروعه عند فرزة الباصات (التحرير الحصبة) أو عند قبة المتوكل أو في المراكزالجديدة عند المدخل الجنوبي للعاصمة ليكمل شراء بقية العناوين من البائعين الذين يقومون بعرض جميع الأصناف ابتداءً من الصف الأول وحتى الثالث الثانوي في حراجٍ مُغري أبرز ما يقولونه – آخر طبعة جديدة ومنقحة –
ثمت اسئلة لابد على وزارة التربية ان تجيب عليها أبرزها هل كان كلفوت هو من تقطع للكتاب المدرسي؟ أم تنظيم القاعدة هو من اقتحم اسوار مطابع الكتاب المدرسي أم هي بقايا قوات الحرس أم الفرقة أم اللوم يقع على النظام السابق والحالة التوافقية هي التي أوصلت التربية والكتاب المدرسي للبيع على قارعة الطريق ؟؟ وهل هناك ثمة تعاون بين وزرارة التريبة والداخلية لمحاربة الاتجار بالكتاب المدرسي ، وهل هناك تفعيل حقيقي لأجهزة الرقابة والتفتيش على المطابع والمخازن المركزية والمدرسية؟؟

ومن الكتاب الى المعلم.. صحيح ان هنالك حقوق قد نالها المعلم ابان الثورة الشبابية لكن هنالك حقوق تظل هاجسا يؤرق المعلمين واهم ذلك هو فترة الخدمة للمعلمين والتي يتساوى فيها مع بقية موظفي الدولة والتي تبلغ 35 عاما فهل يتساوى جهد المعلم التربوي والتعليمي طيلة هذه المدة والتي هي أشبه بالمؤبد ونصفها وهو يقبع في إعمال شاقة ونشاط لايتبدل لا تدركه الترقيات ولا المنون قد افنى طاقته الافتراضية والاحتياطية وما عاد يمارس المهنة الا بالبركة فهل وضعت الوزارة نصب عينها بالاشتراك مع الجهات الأخرى النظر الى طول هذه المدة والعمل على تقصير أمدها نظرا للجهد المضني الذي يقوم به المعلم ام ان النظام السابق والوفاق حالا دون ذلك ؟؟

جندت الدولة بعد الثورة الشبابية الآلاف من الجنود في الداخلية والقوات المسلحة ولم تُعِر وزارة التربية بالا إلى حُراس المدارس والذين يمارسون هذه المهنة دونما أي مقابل سوى انها تمتن عليهم بـ(نومهم) في غرفة واحدة مع نسائهم وأولادهم ومن حل ضيفا عليهم فهل هؤلاء من عامة الشعب والذين يستحقون لفتة كريمة أسوة بالعيون الساهرة على امتداد الوطن..

تساؤلات كثيرة لكنها لمن كان له قلب سليم وتذكرة للمؤمنين من المسؤولين نضعها بين أيديهم علنا نجد جواب عمليا لا فلسفات وتشكيل لجان تذهب للنزهة والعودة بتقارير تحفظ في الأرشيف لأجل غير مسمى..