السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٤ صباحاً
الجمعة ، ١١ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
( سيعلمون غداً من الكذاب الأشر ) آية قرآنية عظيمة فيها من من بيان ما نحن فيه ما يكفينا عظة وعبرة ليستقر اليقين ويزداد في قلوبنا ، فهي وردت في سياق الحديث والإخبار عن قصة نبي الله صالح ومعاناته الدعوية مع ملاقاته العنت والتعنت والتكذيب والعناد حتى قالوا له : أءلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر ، فكان الرد من الله عليهم ( سيعلمون غداً من الكذاب الأشر ) أي سيجري الله من الأقدار ما تنجلي فيه من الحقائق كا لشمس في رابعة النهار ، ويدرك الناس يقيناً من كان يخادعهم ويتلاعب بعقولهم ومصائرهم حتى يصل منتهاه إلى الأشر وهو الكذب العظيم الممتزج بالبطر والكبر والخيلاء ، والأشر أيضاً الكذب الذي يودي بحياة الناس إلى التلف ويمسهم منه الأذى والضرر .

وإن الكذب الأشر الذي وقعنا فيه هذه المسماة ب - المبادرة الخليجية – التي كبلت الأحرار والثوار وأرهنتهم بوعودها المخادعة الكاذبة ومنحت للقتلة والجناة حرية الضرب والإعتداء على المنشاءات الحيوية وحرية الحركة في توسيع وتنويع وسائل الإيذاء وإلحاق الضرر بالناس ، وكأن ( المبادرة ) تحقق هدف تجريع هذا الشعب الذي انتفض لكرامته وحريته العقوبة الجماعية دون تزمين لانتهاءه ، أليست أكذوبة تجسد أشر أنظمة الخليج وأنظمة الكفر التي تمارس تحريف الكلم عن مواضعها وتكيل بمكاييل لها وفق مصالحها القومية ؟! .

أين هم إن كانوا صادقين في دعم الديمقراطية من الانقلاب العسكري على الديمقراطية والشرعية في مصر ؟ لماذا يدعمون بالخفاء ومن تحت الطاولة الانقلابيين سياسياً بعدم اتخاذ الاجراءات الرادعة والحازمة لإنهاء الانقلاب ؟ ويدعمونه مالياً واقتصادياً وبصورة أشبه بالعلن عن طريق حلفاءهم من دول الخليج وغيرهم !! .

أثبتت الأحداث والوقائع السابقة بالمقارنة إلى الحدث المصري أن الغربيين ( الكذاب الأشر ) في ادعائهم دعم الديمقراطية ومناهضة العنصرية والديكتاتوريات في العالم ، فهذا الانقلاب في مصر عراهم تماماً وكشف سوءتهم ، ولو كان الانقلاب إسلامياً ليس له بهم أو بحلفاءهم أي صلة على نظام جاء عبر الصناديق وكان هذا النظام المنقلب عليه علمانياً مرتهناً لهم لأقاموا الدنيا دون أن يقعدوها ولاقاموا وعقدوا المؤتمرات ومجلس الأمن ولاتخذوا كافة الإجراءات الكفيلة بإطاحة الانقلاب ، فالفارق أن الانقلاب في مصر صنعتهم وينسجم مع أهواءهم ويحفظ للصهاينة والغرب مصالحهم وتوازنهم في المنطقة .

أليس الغرب يعزف على وتر حقوق الإنسان ؟ وأنهم حماته وداعميه والمناهضين لجميع الانتهاكات دون استثناء ؟! أين حق الحياة ؟ و أين حق تقرير المصير للشعب السوري ؟! ماذا يحدث في سوريا ؟! هل دماءهم وأرواحهم ليس لها الحق في الحياة ؟ ! لماذا لا ينظرون إلى الشعب السوري ولو بنفس النظارة التي يرون بها حقوق الحيوان ؟!! .

أنا أجزم وأقترح على الشعب السوري أن يوثق باهتمام بالغ لمجازر الحيوانات التي تذهب ضحايا القصف المكثف من قبل النظام وينشرها على وسائل الإعلام على نطاق واسع ، فإني أجزم وأتوقع حراكاً أوروبياً وضغطاً على السياسيين سيدفعهم لإيقاف نزيف الدم إن لم يضطروا لترحيل وإسقاط النظام !! أليسوا هكذا ( الكذاب الأشر) ؟!

إننا في بلادنا يضرب الكذاب الأشر المصالح الوطنية والبنى التحتية للبلاد برعاية ودعم رعاة المبادرة الخليجية وداعميها من دول الغرب والشرق ويتضرر كل الشعب دون استثناء من انقطاع الكهرباء وتعثر الخدمات الأساسية والضرورية ، وخلق أزمات خانقة من تقطعات بين المدن الرئيسية واختفاء لمادة الغاز والديزل والبترول ، وتكدس للمخلفات والقمائم في الشوارع والحارات والأزقة ، وانسداد لمجاري الصرف الصحي ، وانفلات أمني ملحوظ في أكثر المحافظات ، وكل هذه بالتزامن مع بث الشائعات والتحريض الممنهج ضد الرئيس التوافقي والحكومة التوافقية ، والهدف إحداث ثورة مضادة تنتج النظام الجديد المتوافق مع إيدلوجيات التحالف الخليجي الغربي ضد التيار الإسلامي المستفيد من نتاج الثورات العربية ، لكنها لن تكون الثورة التي يتوقعونها ، بل ستكون الفوضى العارمة التي ستأتي على كل شيء ولن يستطيع أي أحد بعد ذلك السيطرة عليها ، إنها الفتنة التي تطل برأسها ولا يعرف قبلها من دبرها !!!.

أنا أجزم أن حكومة الوفاق ليست عاجزة في ردع هؤلاء العابثين ومن يقف وراءهم ( الكذاب الأشر ) والعابثون يدركون هذا جيداً لكنها أي الحكومة لا تريد إعطاء المبررات في ضرب العابثين المخربين لمن وراءهم ليستغلها مادة إعلامية تتلقفها الجهات الخارجية الداعمة للمبادرة وغير الداعمة لتكون بوابة التنصل بطريقة أو بأخرى من تنفيذ بقية بنود المبادرة ( الكذاب الأشر ) وحتى لا نعود للمربع الأول وهو التمترس من جديد والاحتراب الذي أشر وأنكى من بنود ومبادرة ( الكذاب الأشر ) ، ولأن المخربين العابثين يدركون الوضع الحرج وهو بصراحة مأزق سياسي محكم السيناريو والإخراج لكنه الباب الوحيد الذي تأمل فيه المعارضة والثوار الأحرار إخراج البلاد والوطن معافى منه دون تشوهات ، استغل ذلك المخربون ووجدوها الفرصة التي بها يربك الحكومة ويثير سخط الناس عليها ويوصلهم إلى مرحلة التسليم أن هذه الثورة خربت البلاد ولم تثمر إلا الدمار وتدهور الخدمات وضرورات الحياة ، والناس اضطروا التصديق والتسليم لهذه الأكذوبة ، وعبثاً نحاول تفسير الأحداث وفق الوقائع والحقائق التي ندركها ولكنا نفشل !! لماذا ؟؟ لأن الكذاب الأشر لم يعطنا البراهين على حسن نواياه ، وأقول لنفسي أحياناً : بلادنا الناقة التي يحاول أشقاها ( الكذاب الأشر ) عقرها ، لكننا نسأل الله الذي انتصر لنبيه ( صالح ) عليه السلام من جملة الكذاب الأشر من قومه أن ينتصر لنا من المخلوع وزمرته ( الكذاب الأشر) ، وأن ينتصر لنا كما انتصر لنبيه نوح عليه السلام لما رفع يديه وقد ضاق بهم ذرعاً بعد الألف عام إلا خمسين عاماً ( رب إني مغلوب فانتصر ) فأغرقهم الله ولم يعبأ بهم .. اللهم آمين .. اللهم آمين .