الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣١ صباحاً

عقدة الخواجة !

أحمد مصطفى الغر
الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
"عقدة الخواجة" ــ طبقا لتعريف موقع ويكيبديا لها ــ هو مصطلح ظهر ليعبر عن حالة نفسية لكثير من الأفراد في المنطقة العربية ، والمصطلح مكون من كلمتين الأولى (عقدة) وتعني مشكلة نفسية ما ، و (الخواجة) تعني الشخص الأجنبي من خارج البلاد، خصوصا الشخص الأوروبي أو الأمريكي .

ورغم أنه لا أحد يدرى تحديداً من إبتكر هذا المصطلح او بدأ إستخدامه ، إلا اننا كثيراً ما نستخدمه فى مصر ، وخاصة عند الحاجة إلى إنتقاء مدرب جديد لمنتخبنا الوطنى لكرة القدم ، وقد ظهرت واضحة عند الحاجة لإستبدال "حسن شحاتة" بمدرب آخر ، بالرغم من إنجازات "شحاتة" الفريدة التى لم يحققها أى مدرب قبله مع المنتخب و الفرحة التى أدخلها المعلم إلى قلوب كثير من المصريين ، بشكل سريع وقع الاختيار على الامريكى " بوب برادلى" .. الذى بدأ مشواره بالفشل فى الوصول الى بطولة الامم الافريقية ، لكن بحسب تصريحاته ــ والتى إرتضاها مسئولو الكرة حينها ــ ان الرجل قد جاء ليصل بالمنتخب الى كأس العالم و ليس افريقيا ، كما انه فى بداية فترته التعقادية ولم يستطع بعد التعرف على اللاعبين وامكانياتهم !

ألان ، وبعد الخروج المؤسف من تلك التصفيات بعد هزيمة قاسية من غانا على أرض الأخيرة ، و فوز يحفظ بعض ماء الوجه على ستاد الدفاع الجوى ، فإننا نبدأطور إختيار مدرب جديد للمنتخب يخلف برادلى ، وبكل تأكيد ــ وطبقا لمتوالية إختيار مدربى المنتخب (مصرى – اجنبى – مصرى – اجنبى ... ) ــ فإن الدور هذه المرة على مدرب يحمل الجنسية المصرية ، وفى هذا الإطار يتوجب على من سيختارون المدرب الجديد ان يراعوا الحنكة الفنية والخبرة و تحقيق البطولات فى المدرب المختار ، هذا بخلاف درايته التامة باللاعبين و نقاط الضعف والقوة لديهم ، فالأمر لم يعد يحتمل مزيداً من التراجع لمنتخبنا الوطنى.

لكن الأمر الأهم هو أن نبدأ عملياً التخلص من "عقدة الخواجة" التى تلازمنا ، بمعنى أنه حتى اذا فشل المدرب المصرى الجديد ، فعلينا أن نفكر فى مدرب مصرى أخر .. وعدم التساهل بالتوجه الى الخارج ، وان لم يكن من اجل توفير الرواتب الكبيرة التى يتقضاها الجهاز الفنى الاجنبى ، فإننا فى حاجة الى خلق مدربين مصريين جدد ، يصلوا بنا الى العالمية ، و نصدر مثل هؤلاء المدربين اليها ، ونذكر جميعا تجربة الكابتن "محمود الجوهرى" مع الأردن.

دعونا نتخلص من هذه العقدة ، ونشجع المنتج المصرى .. والمدرب المحلى !