الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٤ صباحاً

الاختطاف .. المشروع التخريبي الأخير إن شاء الله

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الاربعاء ، ٠٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
أصابع التخريب العابثة في البلاد لا تزال تنتقل من طور إلى طور وتتفنن في أساليبها ووسائلها الإجرامية ما بين الاغتيالات الأمنية والسياسية وممارسة التقطعات واستحداث النقاط للتفتيش وعرقلة حركة السير والسفر والتنقل الحر للمواطنين ونشر عصابات السرقات ودعمها حتى لوجستيا وضرب أبراج وخطوط الكهرباء وأنابيب النفط وتعثير تقنيات الاتصالات وشبكات النت وتعطيل العملية التعليمية بإغلاق المدارس وطرد الطلاب استغلالا للإضراب الذي دعت إليه نقابات التعليم التي اتفقت على تدشين وتصعيد احتجاجاتها للمطالبة بتنفيذ صرف المستحقات التي وعدت بها الحكومة ولا تزال تماطل في صرفها بدءا من الشارات الحمراء ومرورا بالإضراب الجزئي وانتهاء بالإضراب الكلي حتى تم التوقيع على اتفاق بين النقابات والحكومة ممثلة بوزير التربية والمالية والخدمة المدنية والمفترض أن يتم رفع الإضراب من كل النقابات ! لكن الذي تم هو إعلان رفع الإضراب من قبل نقابة المعلمين وأصدروا بيانا بذلك ولا أعلم نقابة غيرها دعت لرفع الإضراب ، والواقع الميداني يشير ويؤكد أن أصابع تخريبية تضغط على مدراء المدارس لإقفال المدارس في وجوه أبناءنا ، وليس كل مدراء المدارس استجابوا لهذه الضغوط بل استجابوا لضمائرهم الحية وأصروا على إعادة الحياة التعليمية إلى مدارسهم ليؤكدوا حبهم وانتماءهم لوطنهم الكبير .

ولا ننسى طفح المجاري كمخطط بالغ الخطورة والذي اتضح جليا تورط أيادي خبيثة باعت نفسها للشيطان أملأت وسدت أنابيب التصريف بمواد اسمنتية وطوب وأشياء بعضها لا تخطر على بال . . كما لا ننسى تكسد القمائم والنفايات في الشوارع والحارات حتى غدت مع المجاري وانقطاع المياه تحالفا ثلاثيا رهيبا يستدعي الأوبئة والأمراض ما علمنا منها وما لم نعلم . وأما مشروع الاختطافات فهذا أمر يشبه إن صح التشبيه بالحرب الذي يستخدم فيه الطرف الخاسر الذي استنفذ كل ما لديه من الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة ولم يتبق لديه إلا استخدام أسلحة الدمار الشامل وهو آخر ما لديه لعله بحسب ظنه يفرض واقعا جديدا يكون فيه مصلحته ، وهو في الحقيقة مشروع إرهابي خطير الجميع فيه مستهدف دون استثناء بدءا من رجال الأعمال وانتهاء بالأطفال ، ماذا يريد من يدير مثل هذه الأعمال الإجرامية إلا إثارة الرعب وإرهاب اليمنيين والوصول بالناس إلى مرحلة تكوين جهات ومؤسسات مدنية أمنية أو لجان شعبية تجوب الشوارع والحارات حفاظا وتثبيتا للأمن والإستقرار الذي عجزت في توفيره وتثبيته الجهات الرسمية وحكومة الوفاق .

ماذا بعد أن يتم محاولة اختطاف امرأتين أثناء خروجهن من أحد الجوامع بعد تأديتهن صلاة العشاء لولا أن صحن ورفعن أصواتهن و سمع بعض الرجال الصياح فهرع إلى المكان وفر المختطفان بسيارتهما ! وقبل هذه الواقعة فقد الطفل البالغ من العمر العشر السنوات أو أكثر و لا يعرف له إلى الآن ما مصيره وأين هو منذ أسبوعين أو أكثر ؟! وما اختطاف منير ومحاولة اختطاف نجل رجل الأعمال عبد الجبار هائل من أمام منزله عنا ببعيد !

إن الأصابع التي تعمل لزعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا ما كان لها مما تمتلكه من الجرأة والقدرة على تحريك وتنويع وسائلها التخريبية والإجرامية لولا استنادها على دول ترعاها وتعمل على حمايتها ، ويراد لبلادنا أن لا تتجاوز مرحلة الحوار الوطني والانتقال المباشر للتنفيذ والعمل على توحيد الجهود لتصحيح الاختلال وبناء وتحديث الدولة المؤسسية القوية . وإن الوعي لهذه الحقيقة تفرض على الوطنيين الشرفاء والمخلصين الأوفياء لدينهم ووطنهم نكران الذات والنظر بعمق وتجرد لما فيه سلامة الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على وحدته ، و من خسر المنافع والمصالح فداء لوطنه وتضحية للحفاظ على وحدته فإنما لا يساوي ما يخسره بالمقابل لما قدمه لوطنه فهو الكاسب الرابح ، ومن ضحى بوطنه وباع ذمته لتلك الأصابع الشيطانية فإنما خسر نفسه ودنياه وآخرته وإن صبوا له من خزائنهم ما يساوي ميزانية دولة من الدول الرباعية أو الصناعية .

إننا أمام تحدي مؤامرات دول كبرى إقليمية ودولية من مصالحها عرقلة التنمية وبناء الدولة الحديثة المستقرة ويطمعون أن يكون لهم الحظ الأكبر من الهيمنة والسيطرة والنفوذ السياسي والفكري والحضاري ويرسمون التشكيل المجتمعي بفئاته وطوائفه وطبقاته بما يحقق لهم أجندتهم السياسية الاستعمارية .