السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٩ صباحاً

حتى نكون مفاتيح هداية للناس

عبدالرحمن محمد أحمد الحطامي
الثلاثاء ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
الفرق بين المشكلة والإشكال والشكل والمشكل : أن المشكلة هي الحالة العرضية العائقة التي تمنع أو توقف أو تؤخر العمل المراد تنفيذه وتصعب على العامل ذو الشأن مسيرته العملية . وبحسب التكوين الشخصي النفسي للعامل من القوة والضعف تكبر أو تصغر في عينيه هذه المشكلة ، وقد قيل : ما من مشكلة إلا ولها حل . أما الإشكال فهي مجموعة خيارات يصعب التعامل معها بسلاسة وتكون في الغالب خيارات أقرب ما تكون إلى الشبه وتتطلب التعامل معها إلى ضبط نفسي عال ممتزج بتجرد جاد ومنهجية منضبطة واضحة لا تتأثر تحت ضغط واقع طارئ . وفي المجال العلمي نجدها أكثر في المعاني والدلالات اللغوية والاستدلالات بها لبعض الأحكام الفقهية منها .
ويراد بالشكل الصورة النمطية المعبرة عن ظواهر الأشياء ودلالاتها وتكون الأنموذج المفهمة لجذور المشكلة وبداياتها وما آلت إليه أو تؤول إليه كما قد يراد به وضوح المشكلة والوصول إلى حلها فنقول مثلا هذه هي المشكلة : أي صورتها والشكل التي عليها ، أو هذا هو الحل لهذه المشكلة بعد معرفة أسباب المشكلة ومعرفة معالجتها .

وأما المشكل بضم الميم وكسر الكاف : فهو غموض المشكلة أو عدم توفر معرفة أسباب وبواعث ودوافع المشكلة فنقول : أشكل علينا فهم المشكلة ، ويكون ذلك عائد إلى العامل ذو الشأن الذي تمنعه دواعيه النفسية من أن يتفهم مشكلته أو حتى يفهم الآخرين ماذا يريد ؟ ليتسنى للآخرين تفهم وضعه الاستثنائي ويبذلون جهودهم لحل مشكلته أو مشكلاته .

أظن أننا كجسد واحد في هذا المجتمع اليمني الكبير ينطبق علينا إن أصبت بإذن الله بعضا من التشبيه ، فنحن مجموعة أشكال ، كل واحد منا له أكثر من مشكلة ونعاني من إشكالات التوافق الذي يحققه الولاء والإخاء الإيماني الصادق المتجرد والتوفيق بين خيارات الحقوق والواجبات الأخوية تجاه بعضنا لبعض حتى غدا وضعنا العام جميعا مشكل تمنعنا دوافعنا النفسية وضعف صلتنا بالله من الإستجابة للإطار العام الذي يجمعنا { إنما المؤمنون إخوة } فنتعاون في حل قضايانا العالقة . فلنعد إلى الله الذي بيده نواصينا ولنلجأ إليه ونلوذ بحماه ونحسن الظن به ونتوكل عليه فعسى الله أن يمن علينا بالفتح من عنده فننتقل من عناصر مشكلة مثقلة بالمشكلات إلى مصابيح هداية للناس تحمل بين يديها مفاتيح الخير وحل مشكلات الناس .. إن شاء الله .. وبالله .. وعلى الله .

وأظن أننا سياسيا كيمنيين أردنا التغيير وقبلنا بالمبادرة الخليجية رجاء الحفاظ على السلم الإجتماعي وتجنب الانزلاق للحروب الأهلية وتوجهنا للحوار بغية تحقيق تقريب وجهات النظر وتشكيل الجبهة الوطنية التي تتحطم عليها وتتشظى كل المكايدات والمؤامرات الخارجية وحتى تتظافر الجهود الصادقة المخلصة للوطن للبناء والتنمية ، لكن مشكلتنا عدم إدراكنا لمخاطر عدم التوافق وتقديم بعض التنازلات وعدم إدراكنا إستهداف القوى الخارجية لبلادنا واستغلالها عمق الخلاف لبعض القضايا الوطنية المصيرية ، وبهذا تكونا شكلا للآخرين كل ينظر إلينا بحسب مشربه السياسي والثقافي ما بين معجب بثقافتنا السلمية رغم عمق الخلاف والتدخلات الإقليمية والدولية وانتشار السلاح في أوساط اليمنيين ، وما بين من يرانا مجاميع همجية يغلب عليها الاحتكام للقبيلة والشللية والمناطقية وكما أسهم المخلوع سابقا بتصوير اليمنيين أنهم قنابل موقوتة وأنه يحكم البلاد وهو يراقص الثعابين .. وهكذا . ولأن رعاة المبادرة لهم أجندتهم ومصالحهم في بلادنا فهم ما بين داعم لجهات تخريبية تضرب البنى التحتية للبلاد ولسان حالها لا أريد لكم أيها اليمنيون أن تنهضوا كما لا أريدكم أن تحتربوا ، وما بين من يبتزنا بصمته السياسي بهدف تحقيق مكاسب لوجستية أو اقتصادية على المدى البعيد أو مكاسب تتعلق بالقوانين والدستور . وهذا هو الإشكال الواقعين فيه نحن اليمنيون ، أردنا حل المشكلة بالمبادرة فوقعنا في الإشكال ، وأما المشكل فهو في الذين لا يفقهون سنة التغيير ولا يؤمنون ابتداء بما يسمى التغيير .