الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤٧ صباحاً

ما هذا الذي يجري بُعيد انتهاء الحوار الوطني؟

د. علي مهيوب العسلي
الخميس ، ٣٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
منذ انتهاء الحوار الوطني في الحفل الختامي له بالقصر الجمهوري ،وتسليم اطفال اليمن لوثيقة مخرجات الحوار الوطني لرئيس الجمهورية- مُفتتحة بصورة الرئيس ما كنا نريد للرئيس ذلك من مزايدي رئاسة الحوار ،فلوكان بدلا منها صورة جماعية للمتحاورين كان أفضل- ، وشعوره بثقل الحمل وإشعار الاخرين والشعب اليمني أن المسئولية ليست هينة ، وانما يجب ان يتحملها الجميع في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ،وهذا الشيء الطبيعي والمنطقي ،ولذلك لا نرغب أن نرى قرارات ترضية أو مجاملة أو لشلة معينة تتبع ذا أو ذاك ..!! ؛حتى نشعر جميعا بالاطمئنان ونذهب جميعا إلى الميدان لتوضيح مفردات الوثيقة للشعب وكيفية صياغتها في وثيقة العقد الاجتماعي القادم (الدستور) الذي حُدد له أقل من سنة من الآن..

ومنذ ذلك اليوم التاريخي وأنا أتابع قنوات بعض الاحزاب والقنوات الرسمية لأربط بينها بشيء يجمعهما في الاحتفال بالوثيقة ،لكنني لم أجد ..بل وجدت الرئيس السابق مهرجا في قناته بعد يوم احتفالي كبير لشعبنا اليمني ومؤسساته الرسمية والشعبية، وجدته يقلب صفحات لم يعد أحدا يذكرها ،وحركات سياسية قد عفى عليها الزمن ، وتصرفه ذلك ينمُّ عن ضعف لم أكن أتوقعه فيه ،لكن الحكومة أشتد عودها وبدأت بالتهديد في كشف وثائق تتعلق بالغاز ،ولأنها ضعيفة هي الأخرى فقد قامت بتفنيد تلك المقابلة وقامت كذلك بالتبرير واستعراض بعض انجازاتها ،وقالت: أنها ستلاحق الرئيس السابق وحكومته قضائيا في صفقة الغاز المشهورة ..الخ ..

انتهى الحوار ولم يعرف بعد مصير أعضائه وأمانته العامة ،واصدرت قرارات منها تشكيل لجنة تقسيم برئاسة هادي ومدتها مفتوحة على الأقل لا تقل عن ستة اشهر وهذا في اعتقادي واحدة من الخروقات ،حيث كان المتفق عليه أن تتشكل اللجنة أثناء انعقاد المؤتمر ومهمتها فقط تحديد عدد الأقاليم الذي حصل فيه اختلاف وتترك التفاصيل للقانون الاتحادي الذي سيوضح ذلك..
وأصدر الرئيس قرارا جديدا بتسمية الناطق الرسمي للجيش ولأول مرة في تاريخ اليمن يصدر قرارا بهذا الشأن – وبحسب القاضي الهتار أن صدور مثل هذا القرار ،وكأننا سنتجه للحرب - ولا أعرف ما أهميته وأولويته عند رئيس الجمهورية! ؛ لكنه صدر، وما كنا ننتظره من قرارات قوية كما وعد بها الرئيس لم تأتي بعد ولا نعرف متى سيصدرها الرئيس؟؟؟..

كذلك لاحظنا أن وتيرة الحروب والاشتباكات قد ازداد وطيسها في ارحب وعمران بين مليشيات ،وحروب الضالع بين الجيش والمسلحين ،وكذلك ما جرى مؤخرا من اقتحام مبنى محافظة الحديدة من قبل لواء عسكري كن المفروض عليه حماية المحافظة لا اقتحامها ..لكن هذا كله يحدث بعد أن فرح اليمانيون وهللوا وزغرت النساء فرحا واستبشارا بانتهاء عهد الحروب والأزمات التي كانت الى وقت قريب هي السائدة ، وأن عهد الازمات والاقتتال والتوتر قد ولى بموافقة كل اليمنين على الحوار والتوقيع على مخرجاته..

فلما إذن كل هذا الذي يجري بعد الحوار؟؛ وماذا يجب على الرئيس والحكومة فعله ؟؛ حتى يصطف الشعب في تراص بجانبهما!؛ وبالمقابل مازال هناك نداءات ثورية للنزول يوم 11فبراير لتصحيح مسار الثورة وربما اسقاط الحكومة التي أبدت مؤخرا تشددا تجاه بقايا النظام من أنها ستمضي في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وستضرب بيد من حديد كل من يحاول العرقلة والاعاقة ..

ومجلس الأمن في طريقه بالأيام القادمة باتخاذ عقوبات ضد بقايا النظام المعرقلين لمسيرة الانتقال الى الدولة الاتحادية الجديدة ، ولست أدري هل ستوتر تلك القرارات ان حصلت في المشهد السياسي فتؤزمه أم ستهدئه..!؛ بانتظار ذلك وستتجلى الصورة الحقيقة والعزم والارادة الدولية في مسألة تنفيذ المخرجات بالقريب العاجل ..

والله يكون في عون القيادة إن أرادت التطبيق الحرفي للمخرجات ، ويكون في عون اليمنين فقد تعبوا من كل تلك النخب السياسية البالية التي لا تريد التغيير!!