السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٦ صباحاً

الشباب قلب الأمة النابض

إبراهيم القيسي
الجمعة ، ٢١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
الشباب جيل ناهض ,وأمل مشرق ,وفجر يضيء بالحياة ,هم الأيادي العاملة ,والهمم الباسلة ,والعزائم الماضية ,يطلعون كالبدور في الليالي البيض , ويهدرون كالأمواج في لجة البحر الهادر , ويتفتحون كالزهور في ربيع الحياة المغدق ,ويشرقون كالشموس في وجه الهدف الباسم لهم أريج كنشر الزهور العطرة,وتألق كالنجوم المتلألئة,وبسوق كبسوق النضال الحاسم ,وثبات كالجبال الراسية.

يصنعون التاريخ في شرف ,ويكتبون أحداثه في ترف ,يطاولون بهممهم المريخ في عليائه ,والقمر في سمائه,هتافهم كهدير العاصفة,وصيحتهم كفتيل الصاعقة,وزحفهم جيوش ماحقة ,يشعلون مع الحدث انطلاقا ,ومع السدد اختراقا,ومع العمل احتراقا ,أحالوا الحكام إلى أجداث السكون ,ولقنوا الغطرسة دروس الفنون,

يأبون الضيم في إباء,ويرفضون الذل والاستخذاء,ينهمرون كصوب الغيمة الهامية ,ويندفعون اندفاع الوديان الطامية,يحيلون جديب الحياة إلى ربيع حافل ,يأخذون من الصخر معاول الصمود ,ومن المرارة حلاوة الصعود,ومن المرونة اعتصار الجمود,أحالوا الحرارة إلى نسيم ناعم,وضيق الحياة إلى رحاب حالم,جعلوا من الألم والمعاناة شموع النجاح ,ومن الهزيمة التعالي على الجراح ,ركبوا إلى الجوزاء سفن العزائم الناهضة,ومشوا فوق اللجج بقوارب مستسابقة,بزغوا بزوغ الفجر في ربيع غان ,ولمعوا لمعان البرق في ظلام دان ,فإذا هم العواصف في عنفوانها,والحمم في بركانها ,والزلازل في عدوانها,اقتحموا أسوار الطغاة المارقة ,وأنزلوا بهم الهزيمة الماحقة,فأصبحوا رموسا في الرموس,وأقزاما كالحلوس ,ينعق بهم الغراب الجائس,والبوم البائس,فما بكت عليهم العيون ,ولا كسفت الشموس والنجوم .

فأنتم ـ الشباب ـ بقية الله في الحياة الخالدة ,أنتم الجنود الذائدة,والروافد الشاهدة, تقدموا إلى المجد ,وارشفوا من السعد,فالحياض مليئة بالرحيق الرائق,والشراب الشائق,فاشربوا من معين الحياة العزة الغالية,والعزيمة العالية فيا أسودا في آجامها ,وبواسلا في إقدامها,أنتم الجد الصادق,والفجر الغادق,والنسيم الرائق,انسابوا في جداول التغيير كنمير السلسبيل الزلال,واعتلوا فوق جبال الحق كعلو الهلال,فأمامكم طغيان النفوس الجافية ,ومآرب متوالية,وغصص المجد الظامي,وبروق الفقر الهامي,وسفوح الخنوع الجافية,وخبوت المكر المتوالية,وأسلاك الطغيان الشائكة وأرباب المكر الحابكة,فأعدوا للمعركة سلاحها ,فأنتم أسباب نجاحها, فأعدوا السباق ,وشدوا الرتاق ,واصنعوا الأمجاد ,فبكم نصول ,وفي دربكم نجول,وعلى أيديكم تصنع الحلول .

فيا شعل التغيير الثائر,ويا مشاعل الأمل الحائر,اضربوا صخور الظلم الغاشمة,بمفاعل الحق الراجمة,واحكموا الضربة القاصمة,فأنتم أمل الشعوب الواعد ,وسحائب الربيع الوافد,والبطل الصامد,والجيش الذائد,أنتم ملوك التغيير,وفرسان النفير,فاتخذوا من الصدق أخلاقا,ومن الفضائل رفاقا,ومن الحب وفاقا ,ومن الفجر رواقا ,املئوا القلوب شجاعة وبأسا,وأوسعوا الغاوين رفسا, يا من بكم ترفق الأمنيات ,وعلى عواتقكم تحمل التضحيات ,أنتم حياة وعيش وممات,تموتون لتحيى شعوبكم ,وتصمدون ليهزم عدوكم, أنتم الثبات في أرض الجهاد الدائم,والإنبات في روض الحياة الغانم,ففيضوا بجداول الحب الوامقة,على النفوس الضائقة,أحيلوا ليلها نهارا, وتيهها مسارا,ورجالها أحرارا,أمطروا الأمة بجداول الاتفاق,وألبسوها حلل العزة والوفاق, أزيحوا عنها أشواك الحقد والشقاق,وازرعوا في القلوب الطموح ,وداووا الجروح ,وابنوا الصروح , فلسنا بغيركم نصول ,ولا بسواكم نجول.

فيا مصابيح الهدى المضيئة ,ويا كتائب الإنقاذ السريعة,ابسموا للحياة ابتسامة الوامق ,واعملوا بالإتقان عمل الحاذق,فمن ورائكم جدر محروسة,وطرائق محبوسة,وخطط مدروسة,وأحجار مرصوصة,فاجتازوا ذلك بحنكة الخبير الخريت,وإياكم التساهل والتفوميت,وفرقة الصف والتشتيت,وإظهارالخناعة والتمويت,فالحق لايحب الذليل المائت ,ولا السفيه الصائت, ولا البعيد الفائت,فإن الأمور بأسبابها,والعقول بألبابها ,فذوبوا في النضال ذوبان الثلج في الماء,وآسوا الجراح مآساة الطبيب للداء,كونوا الهواء للحياة الضيقة,والأفق المشرق بالآمال والنجاح,والفضاء الفسيح بالرحابة والسماح,فيا سدود الحق أمام طغيان العتاة,وجنود الزحف أمام عنفوان الطغاة, أنتم ملح الحياة الدائم, ونسيمها الناعم ,ومزنها الماطرة ,ورياضها الزاهرة,وفجرها السافر,وجيشها الظافر وبدرها الظاهر,ومصيرها المنتظر,وسحابها المعتصر, وقلبها النابض ,وأسدها الرابض ,وملكها القابض , فاصنعوا الأمجاد الصاعدة,وابنوا القواعد الثابتة,واحملوا النهضة الرائدة, أحيلوا الصحراء إلى جداول متدفقة,وكآبة النفوس إلى أفراح متجددة,والفقر إلى غنى ,والهدم إلى بناء ,والقبح إلى سناء,أخصبوا رياض النفوس بأنغام الخلود ,وخمول العزائم بأنواع الجهود.