الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٣ مساءً

المهربين الجدد

محمد العرامي
الخميس ، ٠٣ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠١:٥٦ صباحاً
انقضى العام الثاني لثورات الربيع العربي ، وتجري هنا وهناك ترتيبات لإحياء الذكرى الثانية لثورات الربيع العربي التي انطلقت في بداية عام 2011م , وأخص بالذكر الذكرى الثانية لحركة 15 يناير الشرارة الاولى للثورة الشبابية اليمنية ومع ذلك نجد ان الوهم لا زال يتسرب الى سماءنا فيسد على علينا الأفق ويجعلنا نعيش في أجواء ضبابية بحيث لا ندرك حقيقة ما يجري حولنا .

لا نسمع الا قنابل مسيلة للنوم الثوري مصنوعة من الوهم تسبب بتجميد خطوات التغيير والحث عليه وهي عكس تلك التي كانت تسبب لشباب الساحات تشنجات عصبية .

تهريب الوهم تجارة تنتشر روائحها بكثرة في الآونة الأخيرة وهي لا تقل قذارة عن تهريب المخدرات ، وهم بماركات متعددة يتم تهريبها عبر وعود شعارات وفعاليات عقيمة هدفها الحد من فاعلية الطامحين للتغيير الجذري الهادف الى نهضة هذا البلد المقهور .

انه امر موجع للغاية ان يتم التعامل مع اليمني كما لو أنه طفل مصاب بجفاف عاطفي ونقص حنان يتم اقتياده لمسافة ليستمع أغنية ( القلوب الرقاق ) , ( انتم أصل العرب ) .
إن اليمني الجائع والخائف على حياته ليس بحاجة لمن يسمعه حديث الايمان يمان والحكمة يمانية وانتم أرق قلوبا وألين أفئده , ولا حاجة له في ان يعرف ان العرب خرجوا من إير أجداده .

اليمني بحاجة الى بناء دولة ونهضة وتنمية حتى يتمكن من اللحاق بالركب ، ما يحتاجه اليمني هو حياة كريمة .
ما يحتاجه اليمني هو معرفة مصدر الرياح التي تجعل اموال المانحين تتطاير كالعهن المنفوش لتخطفه الصقور والطيور الجارحة ايضا والمدربة حديثا التي تعيش هناك في الأعالي وليس لليمني الا رائحة الأرقام النتنه التي تخرج من افواه المسؤولين والداعمين على حد سواء .

أم ان هذه الاوهام لا زالت تحركها طاقة الكذب النووي التي تم اطلاقها في 2006 م ولم تكن سوى منومات لتمرير مشاريع خاصة , أو انها تناسلت من هذه الكذبة الضخمة .

ما نحتاجه هو سد الخلل والثقوب التي تتسرب منها أوهام تلهينا عن الدفع بعجلة التغيير نحو الأمام وبدون توقف لأننا قد تأخرنا كثيرا , وعلى هؤلاء المهربين ان يدركوا ان تماديهم يعجل من افتضاحهم .