السبت ، ١١ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٠ صباحاً

لا شئ أنا .. إن لم تكن في سلام يا وطني..

خالد محمد العجي
الاثنين ، ٠٢ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
أعلن الإنسان في قديم الزمان انه وطن
وأنه بلا وطن كروح بلا جسد
فأتت أجيال
بعد أجيال
رافعه وصيت الجد الكبير
أن الوطن هو الأساس
وأنه مختصر الوجود
فتوارت الأحداث
حــتى ...

أتى البشير النذير
فقال .. للأحفاد أزرعوا الأرض
وشدوا هنا البنيان
وحين تسجدون
ضعوا الجباه في التراب
"فحب الوطن أيمان
ومن الأيمان حب الأوطان"
فتناثرت تلك الأيام
ومات الجد الكبير
والمنذر البشير
واندفنت بحسرة حكمة العظماء
وانتهي الوجود ..
فاليوم ليس ذاك الأمس
وبدون تعجب ..!
ضع هنا علامة استفهام...؟
واسأل اليوم ... يا أبن الجد العريق..!
عن دماج
والجوف
وأبين
ومأرب
وتعز
وصنعاء
وكل اليمن...؟
كيف كانت في الأزل
وكيف الآن .. شئتها تحول..

...........

المهجر بالنسبة لأهلها أصبح كنافذة نور
لا يحظى به إلــــآ..
من كان له جدة تدعوا له
أو أم تبكي الليل لكي ينال أبنها العاطل قليلاً من ذاك النور
ليس الغريب هروبهم ..
إنما القهر والباطل ..
ما يحدث في ارض الوطن
من معاناة تجعل الليل آهات وانين
والنهار شقاء بعنوان اسمه "وطن"
بمفرداتها المختلفة ...
..كهرباء تستحي أذا طال بها الوقت أكثر من أربع ساعات في اليوم
فتسدل على نفسها خمار الظلام حتى لا يراها أحد
..ومواد نفطية أسعارها تنافس مهور النساء
حتى انعدمت ...
ولأن نصيبها مكتوب أصبح لها خطاب بطوابير طويلة
لا يغادرون باب "العم المحظوظ" إلا بعد أخذ صورة
ليهدأ الشوق المخبول..

ويا ليت الحديث هنا يتوقف
وإنما يبدأ مترفاً بتسلق الجبال
كسباق أصحاب المصالح ... الى المجهول..
على رؤؤس النائمين
الذي طال نومهم
فما مشيهم وتحركهم
إلا سهوه أتت على غفلة
وبدون تنبيه مسبق
يعودون الى فراش النوم الطويل ..
ومخدة التعصب
وبطانية الجهل
وظلام الأحلام..
فلا صباح يسند المساء
ولا مساء يبشر بصباح
لأنه.... لا فرق... طالما والحضن هو اليمن...!
وفي النهاية ...يتضح لنا "أن العنوان المكتوب" مجرد
مثل صغير..... لأعلامنا المسكين
حين يقول "أهلاً بكم في اليمن السعيد"
فيتحول المسار الى عنوان جديد
"لا شئ أنا إن لم تكن في غفلة
ونوم عميق ... يا وطني"