الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٢ مساءً

قطار صالح التنموي .. و قطار الثورة التغييري 3/1

محمد حمود الفقيه
الخميس ، ٠٥ يناير ٢٠١٢ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لم يتورع علي عبد الله صالح حينما يظهر مجدداً و يقول انه سيتوجه نحو العمل السياسي المعارض في اليمن ، و لم يرتدي يوماً ما قناع الخجل على وجهه الذي عرفه اليمنيون أجمع انه كذاب أشر ، و لسانه التي لم يتوقف لعابها يوما من الكلمات المنحطة و العبارات المختلة ، كان آخرها حينما ادّعى انه طلب من البرلمان اليمني منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني ، ولم يخطر ببال صالح يوماً في خطاباته و كلماته الموجهة الى الشعب اليمني _ ان يتحرى صدق ما يقول ، وان يعرف انه يخاطب عقول ملايين البشر هم أصحاب حضارة و هم أصحاب تأريخ ، ولم يعي كذلك ان ما ينطقه ينشره في جرائده الرسمية ، و يصل خطابه الى معظم من يقرأون و معظم من يسمعون .

علي عبد الله صالح المخلوع الذي لم يكف لسانه يوماً عن الكذب ، تناسى ذلك الرجل الذي كان يدعى برئيس الجمهورية اليمنية ، انه أنار لليمن شوارعها و بيوتها و مصانعها بالتقنية النووية ، و بناء محطات القطارات ، لكنه بناها في لسانه و سورها في فمه ، قطار كذبه بدأء قبل ثلاثين عاماً ، و استمر في محطات خطبه و مواعظه و لم يتوقف يوماً في أي منها ، فوصل قطاره الى محطة عدن التاريخية و حولها الى ميناء دولي و مدينة تجارية حره ليست أقل تطوراً من دبي المدينة الساحرة بالجمال !!

مرّ قطار صالح بجزيرة سقطره و شيد فيها أبراج لا تقل ارتفاعاً عن أبراج كولالمبور الماليزية الشهيرة ، و مضى قطار التنمية الصالحي في بناء المدارس( البنكدولية ) فما تخلو ذمة طفل يمني من عبء قروض البنك الدولي ، و ذهب ذلك القطار الى محطات المستشفيات ، فبناء الكثير منها في جميع المحافظات اليمنية و احتضنت تلك المستشفيات ملايين المرضى من اليمنيين ، و يستمر القطار برحلته الطويلة التي بداءها قبل ثلاثة عقوداً من الزمان .

وصل قطار صالح التنموي الى مجمع شبكة الطرق اليمنية العملاقة التي تشبه الى حدِ كبير خيوط العنكبوت ، نظراً لتداخلها بعضها من بعض و نظراً لكثرة بناء الجسور ، منها جسراً بحرياً في عدن اليتيمة الذي يقع جوار موفمبيك بداء تشييدة قبل اثني عشر عاماً لكنه لم ينتهي بعد من البناء الى يومنا هذا .

وقف قطار صالح في محطة الخدمة المدنية ، و حمل ملايين الموظفين الذين تم استيعابهم من كل التخصصات ، حتى أنني لا أذكر كم عدد السنين التي مرت من يوم قدمت طلب الوظيفة في احدى مكاتبها الى يومنا هذا ، لكنني لا أملك المال الوفير لكنت حصلت عليها من البقال ، أو من احدى بسطات الخضار ، فساقني قطار صالح التنموي الى احدى دول الجوار و أوقعني في شباك الكفيل !