الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥١ صباحاً

تقدم الشعوب العربية من مرحلة الأسر ..الى مرحلة القتل !!

محمد حمود الفقيه
السبت ، ١١ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
شهدت الشعوب العربية مراحل تطورية عده ، آخرها الانتقال من طور الأسر الى طور القتل ، و كانت الشعوب العربية في شباك الاستعمار الأجنبي في غضون القرن الماضي ، و سعت هذه الشعوب التي يتهمها الانسان الغربي و حتى العربي نفسه بالشعوب المتخلفة الى عصرنا الحديث .

و كانت الشعوب العربية قد استبشرت برحيل آخر جندي من جنود الاستعمار ( الاستقلال ) لكن الحلم لم يكتمل بل و لم يتحقق منذُ ذلك اليوم الى الآن ، فقد خرجت هذه الشعوب من منعطف الاستعمار .. الى نفق الاستبداد الوجه المشرق للاحتلال ، فقبل البعص منها الغوص في أعماق المحيط الاستبدادي و رفض آخرون ، لكن الذين رفضوا الدخول في مستنقع الدكتاتورية و الاستبداد ، تعاملوا في أوطانهم كما لو أنهم تحت الحاكم العسكري الأجنبي بل أشد قسوة !!و من استطاع من هذه الشعوب ان يقتع نفسه بحجج حب الوطن و الانتماء الى ترابه ، ظلوا يقبعون تحت أيحاءات المشاعر و الأحاسيس القومية و بين مطرقة الحاكم الغربي المستبد و سندان الفطرة الانسانية التي لا تستطيع مفارقة التراب الوطني و قطع حبل الانتماء اليه ، لكنهم عانوا هم الآخرين كذلك من الظلم و الاستبداد الذي استمر في وطننا العربي لعدد من السنين .

حضيت بعض البلدان العربية بعد الاستقلال بما يسمى الديمقراطية و تحولت المسميات لتلك الدول الى جمهوريات عربية ، سعياً منها الى اللحاق بالنظام العالمي الجديد ، لكنها لم تتغير حينذاك إلا الأسماء العريضة في الخارطة الجغرافية لهذه البلدان ، و استبعد النظام الفردي العائلي الشعب من المشاركة في صنع القرار تحت شرعية مزعومة مدبلجة تسمى الديمقراطية و صندوق الانتخابات ، و التي كانت تلك الانظمة الاستبدادية تستخدم عمليات مونتاج لافلام الانتخابات السينمائية ، تنتهي بطولتها بفوز الحاكم المستبد ، كي يحضى بصك ِ شرعي لممارسة الظلم بأنواعه و في مختلف المجالات ، و كذلك سلب الحريات العامة و أخذ مقدرات الانسان العربي ، فأصبح المواطن العربي ينطبق عليه المثل القائل ( يداك أوكت و فوك نفخ ) .

وفي بداية مرحلة تطور الشعوب العربية التي بدأت بعيد الاستقلال ، استغل الحاكم العربي ضعف البنى العلمية و التعليمية للإنسان العربي ، و حاول مراراً و تكراراً إخفائه عن البيئة الخارجية كي لا يتمكن من رؤية حقيقة بناء المجتمعات المدنية ، فمارس شتى أنواع التنكيل و التعذيب في من استمدّ الفهم الحقيقي للديمقراطية و بناء المجتمعات على أساس المشاركة الواسعة الفاعلة ، و تم تشريد و تهجير البعض منهم ، الى ان خرجت معظم العقول النافعة العربية خارج تلك البلدان ، و حكم على البعض بالمؤبد ، و أعدم البعض و قطّعت رؤوسهم جهاراً نهارا .

وفي بداية سنة 2011م فوجئت البشرية في جميع انحاء العالم لحدوث ميلاد الثورة العربية السلمية بدءا من مشعلها محمد البوعزيزي في تونس ، و مروراً بمصر الى ليبيا الى اليمن و لا زال مخاض الثورة السورية في طريقه الى خروجها لترى النور .

في خضم فعاليات الثورة الشعبية العربية السلمية انتقلة في هذه الفترة الوجيزة الشعوب في تطورها من حالة السجن و الأسر الى مرتبة القتل البواح بلا هوادة ، فذبحت تلك الانظمة المستبدة البراءة العربية لم ينجو من تلك الجرائم حتى الأطفال و النساء ، و لإزالوا إخواننا في سوريا يتجرعون مرحلة القتل و الجرم الإنساني الى اليوم ، و لا نعلم ما هو معيار جرم النظام السوري حتى ينتصر هذا الشعب العظيم على الطاغوت و حتى يخرج بشار مذموماً مدحوراً من الشام ..؟!