الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢٧ مساءً

في يوم النصر نقول لا فخامة ولا مشير... أخي الرئيس

حمير أحمد السنيدار
الاربعاء ، ٢٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
الحمدلله الذي أنعم علينا وهدانا لما نحن فيه, كم كانت فرحة كل يمني دون إستثناء أن يجد اليمن يتغير ويتجدد بشكل سلمي وسلس وحضاري, فعلاً أحسسنا بالأمس وبكل مشاعرنا أن الإيمان يمان والحكمة يمانية وأن جين الحكمة موجود بوفرة في تركيبة الإنسان اليمني أكثر من غيره, فلك الحمد يا ربي على أن جعلتني أشارك في التغيير بصوتي وبصمتي دون أن أضطر لحمل البندقية أو أرمي القنابل أو أزرع الألغام وأقاتل إخواني في الدين والوطن.

في هذه المواقف العظيمة التاريخية يجب أن تظهر معادن وأخلاق الرجال فلا مجال للإنتقام ولا التشفّي فالكل إنتصر لوطنه, فالثوار حققوا أهم أهدافهم بتغيير رأس النظام, وأنصار النظام حققوا مطلبهم الذي طالما أصروا عليه بأن لا يتم التغيير إلا عن طريق صناديق الإقتراع, ووالله أن إصرار كل طرف على مطالبه قد كان في مصلحة اليمن, فالحمد لله الذي كتب لنا التغيير ونحمده على أن جعله عن طريق الإستفتاء.

كم هي السعادة أن نرى سنّة التغيير وقد جرت على لقب الرئيس بعد ثلاثة وثلاثين سنة, وياله من أذى أن نسمع هذا اللقب وقد سبقه صفات الإستعلاء والتفخيم وكذلك الرتب العسكرية التي تشعرنا وكأننا في معسكر كبير لا في وطن ينشد أهله الدولة والقيادة المدنية, إن ما أرجوه من الرئيس الجديد أن يترفع وأعوانه عن هذه الصفات والرتب وأن يتحسس مشاعر أبناء شعبه التواق للحياة المدنية بعيداً عن مجتمع الفندم والشيخ, وبالرغم من تلهف الشعب اليمني لسماع أول قرار جمهوري للرئيس الجديد داعياً الله أن يكون في صميم إصلاح أحواله المعيشية البائسة إلا أن قرار إلغاء الألقاب والرتب على قادة الدولة ستكون رسالة قوية مفادها أن القيادة الجديدة للبلد تتفهم وتعمل على نشر قيم العدالة والمساواة ومكافحة التمييز بين أبناء الوطن الواحد.

لقد إستمعت إلى أحد مذيعي القناة الفضائية اليمنية وهو يصحح لزميلة بأن يلغي لقب (معالي) عند ذكره لأحد الوزراء, وقد رد الآخر بأن دافع عن إستخدامه هذا اللقب كونه من البروتوكول المتبع عالمياً وليس فيه تمجيد إنما هو تقليد!
وهنا أرد على الأخير وأمثاله بأن أقول أن هذه الألقاب للأسف الشديد ساهمت في نفخ كل من تولى المسؤولية في بلادنا مما جعل أصحاب المعالي يرون الآخرين أصحاب المواطي وصاحب الفخامة يرى من تحته أصحاب القزامة, بل إن هذه الألقاب كان لها دور كبير في تشبث أصحاب المناصب بمناصبهم بعد أن تمتعوا وتلذذوا بهذه الألقاب والإطراءات فأبوا أن يتنازلوا عنها مهام كلّف الأمر.

لذلك فإن أملي أن تكون هناك حملة لمطالبة الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يثبت لنا مدنيته وتقربه من شعبه وأنه جاء ليحقق المساواة والعدالة بينهم بأن يصدر قراراً جمهورياً تاريخياً مفاده أن لا فخامة ولا مشير بل الأخ الرئيس.