الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً

** اليمن .. بلدة طيبة **

محمد حمود الفقيه
الاثنين ، ١٦ ابريل ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لا نحتاج نصاً يكفي لوصف بلادنا غير النص القرآني الذي نزل من عند الحكيم الخبير ، قال تعالى : {بلدة طيبة و رب غفور } و هذا ان دل على شيء إنما يدل على ان هذه البلاد ليست بلاد نكد و لا أرض جدب مالم يكون أهلها و ساكنيها هم من يجعلوا منها نكدة و جدبة !

اليمن عرف عنها أنها كانت أرض تكسوها جناة وارفة الظلال معروشة بكل ما خلق الله من أشجار مثمرة و حدائق ذات بهجة ، من ناحية أخرى كانت اليمن محطة عالمية للتجارة و الاقتصاد تربط بين الشرق الهندي و الجنوب الافريقي و طريق التجارة الى الشام و العراق ، و اليمن كما هو معروف تتميز بخصائص جغرافية ذات أهمية عالية بالنسبة لطرق التجارة الدولية و لها أكثر من محطة رسو السفن التجارية ، تمتد هذه المحطات على طول الشريط الساحلي للبلاد .

ليس الموضوع في هذه السطور ذكر تأريخ اليمن القديم ، إنما المهم طرحه للقارىء الكريم هو تأريخها الحديث و خاصة في العقود الخمسة الماضية ، اليمن لا يمكن أن تصنف ضمن الدول التي تعاني من المياه أو من ضمن الدول التي يصيبها الجفاف ، فمعروف أنها تقع على انحراف بسيط من خط الاستواء و هذا يجعلها تحظى بسقوط الامطار في فصل الصيف و الذي يعود ريعانه للبلاد و العباد .

إن المتأمل و القارئ لتأريخ الفساد السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي للبلاد من قبل الفئة التي تربعت على عرش اليمن ، يجد ان اليمن لها مقدرات و خيرات كبيرة و ثروة متنوعة و متعددة و موارد جمة في مختلف النشاطات الاقتصادية ، و لهذا فبحسب تقديري فإن البلاد كانت تعاني من سرطان الفساد الذي آكل الأخضر و اليابس و لنا دليل كبير في هذا لا ينكره إلا جاحد أو من وضع على عينيه و قلبه غشاوة ، و الفساد معروف عنه إذا حل في قرية ما ، أهلك الحرث و النسل و استأصل الخير و زرع بدلا عنه الشر و البؤس و الحاجة والفاقة .

لذلك على اليمنيين قاطبة صغيرهم و كبيرهم ان يعلموا ان أرضهم و ديارهم طيبة و أن ما كنا نسمعه هنا وهناك من ان اليمن دولة فقيرة ليس له أساس من الصحة ، و قد تكشف الأيام لنا حجم المقدرات التي يحظى بها اليمن ، و موارد الخير المتعددة ، و نحتاج فقط اليوم و بعد بداية استئصال الفساد و أوكاره ان نتعاون جميعاً لعودة الماء الى مجاريها ، نحتاج الى ادارة قوية تحفظ الحقوق العامة و تقف موقف المراقب الحذر لمقدرات شعبنا اليمني ، نحن نمتلك زراعة و بعض غيرنا لا يمتلك ، نحن نمتلك اسماك و بعض غيرنا يشتريه بإعلى الثمن ، لدينا السهول التي لازالت بكرا ، لدينا الطبيعة السياحية و التأريخية و لها مقال كذلك ، لدينا و لدينا الكثير ، و لا نحتاج إلا لأيادي نظيفة تعمل للبلاد و تهتم بمقدرات شعبها و تخشى ربها ، نجتاج الى ادارة تتمتع برؤية متينة قوية بعيدة المدى لتعيد بلادنا الى عهدا من التطور و الزخر و الخير الوفير ....