الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٨ مساءً

تفجير السبعين الإرهابي ودلالاته

دحان النجار
الثلاثاء ، ٢٢ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ صباحاً
الرسائل التي حملها تفجير ميدان السبعين الإنتحاري!

قبل كل شئ نتوجه بتعازينا لأسر الشهداء وذويهم وللشعب اليمني وقيادته السياسية الجديدة بهذا المصاب الجلل ونسأل من الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن بمن على أهاليهم بالصبر والسلوان وأن يشفي جراح المصابين وأن يقطع دابر الإرهاب و الإرهابيين والمتآمرين وأن يحفظ وطننا وشعبنا من كل مكروه.

تفجير ميدان السبعين إرهابي بإمتياز من حيث توقيته ونوعيته والمكان المستهدف وكذا الوحدات العسكرية المشتركة في العرض المستهدفه . التفجير له دلالات ومعاني كثيره لعل من أهمها:

1.الرئيس السابق يرقد في المستشفى من قبل التفجير بيوم واحد وتم الإعلان عن ذلك صراحة وبشفافية تامة في صحيفة "الأولى" "وخلافا لما جرة العادة عليه" وحالته خطيرة حيث كان " يغمى عليه ويسقط على الأرض لعدة مرات". فهل يجوز توجيه أي إشارة إتهام إليه كما أعتادة المعارضة؟

2. التفجير أستهدف بالدرجة الأولى قوات الأمن المركزي التي يقودها نجل شقيقه وفي عقر دارها وهي القوة التي تتبعها وحدات خاصة بمكافحة الأرهاب تم تدريبها على مستوى دولي وسيتم تسليم "قيادتها" إلى القائد "الجديد" المعين من قبل رئيس الجمهورية في القريب العاجل : فمن يستطيع حماية قوة مكافحة الإرهاب من الإرهاب؟

3. التفجير وقع أثناء حضور وزير الدفاع "بطل حرب أبين ضد جيش الشريعة" والمتنكر لرئيسه " السابق" ورئيس هيئة الأركان. وعليه أن لا يتوهم بتحقيق النصر في أبين في الوقت الذي لا يستطيع حماية صنعاء. فهل سيتعض ويترك الأمر لمن هم "أجدر منه"؟

4. رئيس الحمهورية "الجديد" اراد أن يستعرض وحداته العسكرية ويلقي كلمة هامه للشعب من الميدان ليظهر سيطرته على الوظع ويثبت أنه يمارس مهامه بإقتدار. كيف له أن يتصور ذلك وهوا لا يستطيع تأمين منصة "إحتفالاته" ؟

5. تفرحون في صنعاء وزئير المقاتلات الحربية ودوي الأسلحة يصم الأذان في كل من أبين وأرحب وغيرها. فهل هذا الوقت المناسب للإحتفالات؟ أم أن الساسة لا يقدرون الوضع الأمني والشعور الجماهيري حق تقديرهما؟

6. منذ بداء العد التنازلي لتسليم السلطة للرئيس الجديد و لإعادة هيكلة الجيش حسب المبادرة الخليجية المدعومة أمميا أنزلقة البلد في أحضان" الغول", الشريعة تسيطر على معظم مناطق أبين والبيضاء وبعض مناطق لحج وشبوه وتنفذ عمليات خطف و إغتيالات في كل من صنعاء وتعز والحديده وغيرها. إنتقال زاد من الإنفلات الأمني وحكام جدد عاجزون عن المسك بزمام الأمور, فمن هوا الأجدر إذا" بحكم اليمن" ؟

7. قواتكم " يا رئيس الجمهورية ويا وزير الدفاع" تقاتل على مشارف مدينة جعار في أبين لأكثر من إسبوع ولم تتمكن من دخولها ونحن أتينا إلى ميدان السبعين في قلب العاصمة صنعاء والبادئ أكرم. "سنوصل إلى أينما نريد فذراعنا طويله" . فهل يعرف كل قدره وحجمه؟

خلاصة القول " من يحكم اليمن كالذي يرقص على رؤوس الثعابين" وليس من دخل " الملعب" رقص, هذه هي الرسالة الموجهة للحكام الجدد وللمجتمعين الدولي والإقليمي من قوى الثورة المضادة, فهل يعي الجميع خطورة الوضع والإسراع بتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية وتطهيرها قبل فوات الأوان؟ وهل يسارع علمائنا الأفاضل وهيئتهم الموقرة بإدانة الإرهاب وتجنيد الأمة ضد هذا النوع من السلوك العابث في الإنسان والقيم الدينهة والإخلاقية؟ وهل يعي وجهاء الأمة ومشائخها العقلاء مسؤليتهم الإخلاقية في مواجهة هذه الآفة القاتلة بدلا من اللهث وراء المخصصات المالية العبثية المأخوذة من قوت الشعب دون وجه حق؟ وهل تعي القوى السياسية وبالذات المشترك وأعضاء حكومة الوفاق بأن السفينة تغرق بسبب المماحكات والإستقوى والإستئثار والكل على متنها والحفاظ عليها مسؤلية جماعية؟

قادم الأيام سيحمل لنا الإجابة وحمى الله اليمن وأهلها من كل مكروه.