الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٥٧ صباحاً

مرسي رئيساً لليمن ..!

د . أشرف الكبسي
الثلاثاء ، ٢٦ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
يبدو أن اليمنيين اليوم - وهم يعيشون غياباً شبه كامل لمعطيات تمكنهم من قراءة مستقبلهم القريب عدى عن البعيد ، حيث امتزجت الثورة بالوفاق والمعارضة بالسلطة - باتوا أكثر تأثراً بأعراض نظرية العرض الذاتي ، من خلال إسقاط الحدث المشاهد – تمنياً لا تحليلاً -على ذواتهم وواقعهم ، وهو ما يتضح جلياً في متابعتهم لأدق تفاصيل الإنتخابات الرئاسية المصرية وتأثرهم المفرط بنتائجها الأخيرة ، وإسقاطها – سلباً أو إيجاباً - على واقعهم الثوري والسياسي ، ففي حين اعتبرها البعض مؤشراً إقليمياً على نجاح الثورة محلياً ، تعاملت بعض القوى السياسية - اللصيقة بمنهج المرشح الفائز- مع الحدث بإعتباره فوزاً لها ، وهو ماحذى بأحد باعة الصحف المتجولين - بهدف زيادة عدد مبيعاته ربما - إلى الصراخ معلناً وبإبتهاج : مرسي رئيساً لليمن..!

نعم ... لقد انتصرت ثورة مصر (مرحلياً) ، ليس عبر فوز المرشح (مرسي) كما يعتقد البعض ، وإنما يكمن انتصارها في تمكنها من إعادة السلطة لمالكها الحقيقي (الشعب) وخلق وسط مغاير لسابقه ، وسط استعادت فيه المؤسسات - ولا سيما القضائية والعسكرية - دورها الحقيقي والأصيل كضامن وطني في فرض إرادة الغالبية من الشعب لا بمنطق الغلبة والتغلب للأكثرية وإنما بقوة وغلبة نصوص الدستور والقانون ..

لقد راهنت قوى المعارضة السياسية المصرية على إنتصار إرادة الشعب في التغيير ، وجعلت من السياسة أداة ثورية ليس إلا ، وكان رهاناً صائباً مكنها من تحقيق اهدافها في النهاية ، بينما وعلى العكس من ذلك راهنت معظم قوى المعارضة اليمنية على مشروع سياسي مستخدمة الثورة الشعبية كأداة ووسيلة ليس إلا ، ليتحول بذلك مشروعها إلى (ثورسياسي) فكان أن انتهت إلى وضع لا يمكنها من الإحتفال بشيء حققته ، سوى التباهي والإحتفال بما حققه الآخرون ..!
هذا ويعزوا البعض اهتمام اليمنيين اليوم برئيس مصر المنتخب ، إلى افتقادهم لرئيسهم التوافقي المنتخب (قسراً) وبلا منافس وفقاً للمبادرة الخليجية ، والذي بات عليه – وفي آن واحد – أن يكون ثائراً ( وهو النظام) ، وأن يكون معارضاً ( وهو السلطة) ، وأن يكون رئيساً (وهو النائب) ، فباستثناء إصدار قرارات جمهورية بين الفينة والأخرى ، وظهور إعلامي باهت ، يكاد يكون شخص الرئيس غائباً وتحركاته على المستوى الداخلي والخارجي شبه منعدمة ، فهو – على سبيل المثال – لم يزر أبين حتى اليوم – خلافاً للسفير الأمريكي - رغم ما تمثله تلك الزيارة من مسئولية وضرورة وطنية قصوى ، ولم ينتقل يوماً إلى مأرب ومحطتها الغازية ، رغم ما يسببه استهدافها المتكرر من معاناة لملايين اليمنيين ، هذا عدى عن تلاشي الأمل لدى البعض في رؤيته حاضراً في ساحات وميادين التغيير..!

خواطر :
في مصر ...
ثورة شعب واعتصامات
وسجين فر إلى الساحات
بعد عام ونصف وساعات
صار السجين رئيساً
بقوة الإنتخابات
في اليمن ...
ثورة شعب واعتصامات
وسجين فر إلى الساحات
وبعد عام ونصف وساعات
مازال السجين حبيساً في الساحات
يحتفل مع الإخوان والأخوات
بفوز (مرسي) في الإنتخابات..!