السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٢ صباحاً

عدم صلاحية الحكم المحلي في اليمن

عبدالعزيز الصلاحي
الاربعاء ، ٢٤ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
كل دولة في العالم تبحث عن الوسائل والسبل التي تستطيع من خلالها تحسين اداءها وتطوير ادارتها علها تقدم خدمة أفضل الى مواطنيها وعلها تعمل على رقيهم وتطورهم لأنها تعلم ان المجتمع هو رأس مالها ومصدر قوتها , وماوصل العالم الى ماوصل إليه اليوم من تطور ورقي وحضارة إلا بفضل تلك الإدارات الناجحة والمخلصة لمواطنيها وللعالم اجمع , وتجد ذلك في الدول الاكثر تقدما والاكثر شفافية وديمقراطية وبفضل ادارتها الناجحة استطاعة ان تغزوا العالم بإبتكاراتها وصناعتها وثقافتها وتجارتها, وبعض الدول الكبرى استطاعت باقتصادها ان تسيطر على قطاعات واسعة من العالم وتتحكم بقرارة ومستقبلة , فتجدهم يتحركون في العالم ليس من اجل رؤساؤهم ولا وزرائهم ولا قادتهم بل من اجل رقي وتطور شعوبهم ومجتمعاتهم , فهم يتنافسون على المناصب وفق برامج اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وغيرها يعرضونها على موطنيهم ويلتزمون أمامهم بتنفيذها , يتنافسون من يقدم الافضل ومن يعمل على خدمة مجتمعة اكثر , لكننا وللأسف الشديد نجد عكس ذلك تماما في الدول المتخلفة اقتصادياً وثقافيا وسياسيا واجتماعيا ومنها اليمن الحبيب ’ يمن الإيمان والحكمة , يمن الحضارة والتاريخ , فالمسؤولية في اليمن مغنم وليست مغرم والمسؤول هو الذي يِِِسأل ولا يسأله الناس عمايفعل , والصعود الى المناصب في اليمن يأتي عبر طرق عجيبة وغريبة , لا يأتي وفق التنافس على برامج ومن يقدم الأفضل , لا يأتي كما كنا نسمع انه عبر الصناديق , فقبل ثورة سبتمبر كان يأتي عبر التوريث والسلالية , وكان يحكم اليمن من يسمونهم بالهاشميين الذين حولوا اليمن الي خدم وعبيد لهم وان الله اصطفاهم على العالمين , وبعد ثورة سبتمبر كان الرؤساء يأتون عبر الدم والانقلابات والاغتيالات الى عام 1990م وادارة البلاد تتم بطريقة بدائية عن طريق المشائخ واصحاب النفوذ والعصابات , ثم في هذا العام نشأة الأكذوبة الكبرى وهي الانتخابات , انتخابات الرئيس والبرلمان الى ان تطورت الى انتخابات المجالس المحلية , فالرأيس المنتخب هو علي صالح والنتيجة محسومة سلفا, والبرلمان المنتخب هو المؤتمر , واليك الحديث عن المجالس المحلية , التي كان يتغنى بها الرئيس المخلوع ( المجالس المحلية واسعة الصلاااااااااااااااااحيات )فمرشحي المجالس المحلية والنتيجة المحسومة سلفا هم المشائخ وابناء المشائخ أو التجار وابناء التجار , شعارهم الفوز بالقوة , وبرنامجهم هو الأكثر عصبوية وشعبية وقبلية , حتى وإن لم يكن يقرأ أو يكتب هذا غير مهم , المهم ان يثبت وجودة ويسيطر على الامور , ويكون أحمر عين , خدمة الناس مش مهم المهم يخدم نفسة ويخدمه الناس , متابعة احتياج منطقته من مشاريع خدمية مش مهم المهم ان يحصل على مشاريع ينفذها لنفسه , واذكر لكم مثالا على ذلك كنت ذات مره عند احد المرشحين للمجالس المحلية لعلي اسمع منه عن برنامجه واهدافه التي سيقدمها , واذا بي اسمع احد الحاضرين يسأله يقول له ماذا تفعل بهذا الترشح مافيش لا رواتب ولا في شئ , فرد عليه المرشح وقال انت لا تعرف ماالذي سنحصل عليه , هناك الكثير من المشاريع سوف نستلمها ونقاولها ونحصل على الملايين منها , وسوف نكون بجانب مدير المديرية ينفذ كل الي نريده , يسجن من نريد ويطلق من نريد , وهناك رواتب الضمان الاجتماعي سوف نوزعها على جميع الاقارب والاصدقاء والاخوه والأخوات , ونحصل على الوجاهة والقوة بحيث ما أحد يقدر يقف امامنا ولا يزيد علينا , وعندما فاز كان ماقاله برنامجة بل اصبح فوزة لتصفية الحسابات بينه وبين خصومة سواء السياسيين او القبليين او المناطقيين , وبعدها اصبح يأخذ الجبايات ويفرض الإتاوات دون وازع او رادع من ضمير , هذه هي المسؤولية في اليمن , وهذه هي الإدارة المحلية في اليمن , وهذه هي انتخابات اليمن فأي تقدم واي نما واي تطور سيحصل , فاليمن لا يصلح له الادارة المحلية , ولا الحكم المحلي لماله من مفاسد وانعكاسات سلبية على المجتمع والوطن بكاملة . لأن الشعب اليمني مازال يرزح تحت وطأة المشائخ والمتنفذين , فالحكم المحلي هو عبارة عن شرعنه للفساد والمفسدين والطغاه والمستبدين , لأن اصحاب البرامج ومن لديهم حظ من التعليم لا يستطيعون الحصول على الفرصة التي من خلالها يخدم مجتمعه وينفذ ماتعلمة في المعاهد والجامعات على ارض الواقع .