الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٢ صباحاً

الحوار الوطني ... مقاعد شاغرة

احلام القصاب
الجمعة ، ٠٩ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
ان الله يختار من عباده من يعلم انهم اصحاب الهمم العالية ويُقَدّر لهم ان يختطوا مسارات العُلا لشعوبهم رغم الصعوبات والظلم والالم ، ندرك يقيناً ان المبادئ التي غرست منذ نعومة الاظافر لجيل ما لا يمكن لها ان تهزها رياح المعاناة والظلم لان اصحابها يملكون من العزيمة التي لا تلين ولا يمكن ان يفرطوا فيها لأنها مبادئ نُحِتت في عقولهم وضمائرهم كنحَت الحجر ، هم اولئك الرجال الذين قدموا التنازلات من اجل تحقيق مبادئهم ، وهم ايضاً لتمسكهم بمبادئ سامية يعانون بسبب ما لحق بهم من غبن وتضييق واقصاء نتيجة اتباع سياسات خاطئة نتيجة الشعور الزائف بنشوة النصر بعد حرب صيف 94م ، هم يدركون ان صنّاع النصر الحقيقيون هم أولئك الابطال الذي رفضوا تأييد الفكر الخاطئ الذي يتعارض مع مبادئهم والذي كان نتيجة الشعور بمحاولة الاستحواذ ، هذا الفكر الذي ذهب بعيداً عن خيارات الشعب في لحظة غضب لشعوره بأن هناك خديعة فاعلن تصادمه مع مبادئ الشعب وخياراته ، هم انفسهم الابطال الذين اختارهم الله ليعلنوا الثورة على الظلم في وقت كان الجميع لا يرى بصيص امل لإصلاح الاوضاع المزرية التي بدأت في الاتساع شيئاً فشيئاً ليشمل كل مناح الحياة ، فخرجوا في ثورة تطالب بإعادة الحقوق ووقف الاستحواذ والاقصاء وبالرغم من اللامبالاة التي ظهر بها اصحاب القرار في تعاملهم مع مطالبهم ، الا انهم استمروا في نضالهم ضد الظلم والطغيان ، هم ايضاً من اختارهم القدر ليكونوا اول شرارة لحث الناس في كل مكان على مقاومة الظلم وعدم الرضوخ له على الرغم مما كان ظاهر للعيان من استحالة تحقيق اي شيء مما خرجوا لأجله في تلك المرحلة حيث كانت كل مقدرات البلاد تحت سيطرة فئة استطاعت ان تُسَخِر كل شيء لخدمة مصالحها ولا تلقي بالاً لشيء قط ، وهم ايضاً من اختارهم القدر لانهم اصحاب عزيمة ومبادئ لا تلين ولا تفر من مواجهة الاقدار بكل ما فيها من صعوبات ومشاق ليقودوا اليمن في لحظة انهيار للسير به في طريق السلامة الذي ما فَتَأَ من يظن ان ما يحدث من تغيير في الوطن استهداف له ولمصالحه ما فَتَأَ جاهداً يزرع العراقيل في طريق التغيير الذي ينشده الجميع من اجل اعادة الاعتبار لشعب صاحب اقدم حضارة انسانية علمت العالم فنون السياسة والادارة والاقتصاد وحقوق الانسان ، وهم ايضاً من نتمنى ان لا يفوتوا الفرصة للمشاركة بقوة حضور وتقديم افضل ما لديهم من افكار في ظل وجود رغبة واصرار لدى الغالبية من ابناء الشعب الذين اندفعوا للشوارع ثائرين من اجل بناء اليمن الحديث ليشاركوا بأفكارهم من اجل يمن يحفظ للإنسان اليمني حقه في العيش بكرامة في وطنه وفق انظمة تحفظ حقوق الجميع في وطن العدل والمساواة ، ومازال يحذونا الامل انهم لن يتخلوا عن دورهم الذي اختاره الله لهم وهو شرف لهم دون غيرهم يغبطهم عليه الكثير ، بل ويسعى البعض للتشويش عليهم ليتخلوا عن دورهم الذي ننتظره جميعاً منهم ، فهم اصحاب الخبرة وهم اصحاب العزيمة التي لا تقهرها الظروف ، ندعوهم ليكونوا في مكانهم الطبيعي في بناء اليمن الجديد القائم على الحق والمساواة يمن النظام والقانون فلازالت مقاعدهم شاغرة حول طاولة الحوار الوطني ولن يخيبوا ظن الشعب فيهم .