الخميس ، ٠٩ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٧ صباحاً

أن تقف شامخاُ بجسدك القمحي وتعاستك الدائمة !!!

جلال غانم
الاربعاء ، ١٤ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
نتجرع أحيانا نتائج قراراتنا لنعيش تحت رحمة الاحتمالات في عُمرنا القادم , تتكاثر لُغة الاحباطات بحجم هزائمنا الداخلية وإيقاعنا في واقع الحياة اليومي .

تتغير لُغة الاحتمالات لكننا مع البؤس نظل نشحذ الحُلم في وطن أصبح الحُلم فيه كالممات لا يُمكن أن يقودك إلا لمزيد من الخيبات المتتالية والشتات الدائم .

تتواجد في ذاكرة وفي مُحيط تسكنه رُبما حُفنة أوغاد وبائعي كلام لتظل مصلوب بجدران كبريائك مُصاب بقائمة تناقضات لا نهاية لها .

ماذا يحدث من حولك ؟

جحافل وطنية استبدلت مفهوم الدولة والدولة المدنية بمجموعة أوغاد وقبائل لا يعرفون غير التُرهات كغباء مُستفحل يعيشوه واقع يومي بقوة الانتصار وطعم الهزيمة لما دونهم .

عُنف يُحدد شكلية القادم الذي لم نرى من ملامحه سوى رائحة البارود وصوت القبيلة المُسلح وفوضى تستخلص عُصارة زمن ثوري جميل .

صوت نجاة هو من يُبدد الحُرقة على الطرف الأخر من القلب لتستحوذ على كُل مساحات الفراغ وتمنحنا فُسحة مؤقتة نغوص بآلامنا كرغبة في عدم الاستيقاظ بشكل نهائي .

لتهرب بكُل تضحياتك وتاريخك ولتتصالح مع ذاتك وتعرف كم أنت مُحتاج لمزيد من البُكاء , مزيدا من الخلاص والتحرر .

ياااااااه تائهون , مُنهكون حتى الهزيع الأخير
لا قادم يُوحي بوطن أجمل ولا تاريخ أختصر هويتنا بنظام سياسي
لا مُستقبل ولا ماضي تصالحنا معه لا خلاص ولا حالة سلم منحناها أنفسنا في وطن يقتل أبناءة في المساء ويهديهم وردة مُفخخة في صباحاته الآتية .

كميراث ثقيل تحمله على كاهلك ليؤهلك لتكون بائس في كُل لحظات حياتك اليومية لتعتذر لكل من أسأت لهم , لكن من لم تستطع أن تُساعدهم , لكُل شحاتين شوارع مُدننا لإنك لم تستطع أن تمنحهم ريال واحد مُقابل كسرة خُبز , للحلم المُصاب بحالة إعياء نهائية , لكل شيء من حولك وأنت ترى كُل هذه الصور أمامك فجأة دُفعة واحدة ودون أي مُقدمات .

كم أنت مُحتاج لمزيد من السلام !

لمزيد من الحُب !

لمزيد من الاحتراق والتشظي !

لمزيد من مطر وبوح الوطن !

بخريفه وشتائه !

بصمته وضحكاته وسعادة أبناءة !

وذلك كي تقف شامخا بجسدك القمحي وظلك القُرمزي وتعاستك الدائمة !