الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٥ مساءً

آمل أن تكون يمنيا ...!

جلال غانم
الجمعة ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
الغرابة كُل الغرابة عندما تتحول ما نشيت الثورة إلى حالة صُراخ , والثائر إلى مُجرد حالة صلب في ساحات الحُرية والتغيير , والخطاب المدني إلى مُجرد خبز مُبلل في ماء ساخن لا يجيد مفعولة الحقيقي إلا في معدة خاوية إلا بارود مُخصب من تالوت الحرب العالمية كُل ذلك يحدث والكُل في حالة صعقة وذُهول دائم .

أن نتحول إلى مواطنين صالحين يستدعي ذلك كُل قوة القبيلة والعسكر , جهابذة الحرب , دهاقين الحكم
أن تتحول إلى يمني مطلوب منك أن تتحلل من ماهيتك , من قماءة مُحيطك المليء بالقاذورات الحزبية والدينية والمدنية .

لا تتخيل وأن تجوب بشعارات تشي جيفارا في الحُرية أنك في يوم وليلة سوف تُغير خارطة البلد القبلية أو أنك سترى ساحات الحُرية تتحول إلى ساحات شبيهة بساحة بطرسبرج في التنوع والتعدد في الخطاب الثوري .

وأنت يمني آمل أن تكون يمنيا , مُواطنا يتمتع بالقيم دون سلب أو تخوين , أن تنتزع حُقوقك من جلادك دُون أن تنتظر جيش القبيلة داخل من نقطة في مداخل صنعاء لكي يُحررك من قيودك .
أحلم أن تعيش في بلد نصف سكانة مُشرد بين المنافي , أحلم أن تكون يمنيا خالي من وفاض سُلطة وثورة تتعاطى أفيون الفساد .

أن تحلم يعني أنك مُصاب بحالة هستيريا في بلد لم يعد الحُلم فيه إلا للمجانين , فقط عليك أن تعيش وأن تبحث عن لُقمة عيشك , أن تتحول إلى صحافي وكاتب مأجور كي تظهر أمام قبيلتك وأبناء ناحيتك أنك مِقدام وسارق مُبهرر ومُثقف شاطر ومُتحذلق .

لا تلتفت للخلف لأنك لن ترى إلا خيباتك وخيبات أبناء جيلك المتنطعين في بلاد خلق الله يبحثون عن الخُبز وعن قيمة عروسة وربما سيارة كي يُبددون هزائمهم التي يعيشوها ليل نهار .
أنت يمني مُحتاج لمزيد من الوقت , مزيدا من البُكاء والحنين كي تتعرف على ذاتك , ورائك حواجز عليك أن تنتصر أمامها رُبما لن تستطع أن تنتصر بفكرتك على شيخ القرية فكيف ستعيش خارج نطاقات لا تتصالح إلا مع الموت والفراغ .

عليك أن تعد نفسك كرجل صالح , إيجابي , قادر على فهم ماهيته وتواجده وقيمة مُحيطة بما يعنيه من حالة زوال وقتل وترويع وثورة .

إن دفعت ربيع عُمرك في سبيل أن تكن رجل إيجابي تأكد بان بصمتك بالحياة سوف تجد طريقها للنور وصوتك سوف تُحتذى به كُل الأجيال من بعدك كمنارة للتضحية والنضال والعيش الكريم .
عليك أن تعيش وأن تحلم بحُريتك وفق حجمك وقُدرتك , عليك أن تعي بأن حُلمك هذا باقي وغدك باقي أيضا
وسوف تعي جيدا أنك يمني وأن هويتك تتجاوز جيبك وتتجاوز منافيخك وشيخك الحقير , سوف تعرف جيدا أن هويتك هي كُل ما ستصنعه من قيم إيجابية ومواقف شُجاعة كي يأملوا الآخرين في يوما ما بهوية وطنية وإنسانية بحجم هويتك .

عليك أن تأمل بهوية تليق بك

عليك أن تأمل بوطن ترتديه كي يقيك من جوع وبرد الشتاء القادم

آمل أن تكون يمنيا صالحا

آمل أن تكون يمنيا