السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٥ صباحاً

الفخ الذي ينصب للثورة السورية

احلام القصاب
الاربعاء ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٠ صباحاً
مع اقتراب ساعة الحسم في سوريا واشتداد الضربات الموجهة للنظام السوري وتضييق الخناق والحصار عليه يظهر علينا قادة النظام بتقديم مبادرات "تاريخية" لإنهاء الوضع المأساوي بسبب سياسة قتل الشعب الاعزل الذي مارسته وتمارسه السلطات السورية على شعبها حتى الساعة لمجرد مطالبته بحقوقه والتي اوصلت الامور إلى ماهي عليه الان ، في حقيقة الامر هذه المبادرات محاولة لإيقاع الثوار في الفخ الذي وقعت فيه المعارضة اليمنية وشباب الثورة اليمنية ، عندما تقترب ساعة الحسم لسقوط النظام يلجؤون لطرح مبادرات "تاريخية" بحسب زعمهم وبرعاية من ؟ دول اقليمية وايضاً مجلس الامن ، هذا بالضبط ما حدث في اليمن حيث تورطت المعارضة اليمنية بقول تسوية "متجاوزة شباب الثورة" مثل المبادرة التي يتحدث عنها فاروق الشرع نائب الرئيس السوري والنتيجة ان النظام السابق نجا من السقوط الحقيقي والمعارضة اصبحت مشلولة عاجزة ان تقدم شيء يذكر وشباب الثورة ووقودها اصبحوا خارج المعادلة تماماً ، واصبح النظام السابق هو صاحب اليد الطولى بعد التقاط الانفاس واعادة ترتيب اوراقه ، حيث يحرك اتباعه لإحداث هزات هنا وهناك لإحراق المعارضة والمبادرة فيحرك اتباعه لضرب ابراج الكهرباء للتضيق على الشعب ليتذمر من الثورة ، ويرسل جيشه (انصار الشريعة) لإثارة الحروب والدمار في المحافظات الجنوبية ، ويحشد انصاره لدعم الحراك الانفصالي في المسيرات وتأجيج الشارع وتأليبه على الوحدة ، ويقدم التسهيلات والسلاح للحوثة كل هذا يحدث "برعاية" اقليمية ومجلس الامن الذين لم يكلفوا انفسهم وهم على علم بحقيقة ما يحدث على الارض لإصدار قرار "مؤقت" لتجميد ارصدتهم حتى الفراغ من تنفيذ بنود المبادرة التي هم في الاصل رُعاتها واصبحنا في حاجة لثورة اخرى ، هذه المؤامرة (المبادرة) التي يجب ان يتنبه لها الثوار في سورية وعدم الوقوع في الفخ الذي يعد لهم ، ان القبول بأي مبادرة يجب ان لا تتضمن أي بقاء لنظام القتل في سوريا او المشاركة في ادارة السلطة في البلاد ، يجب على الثوار في سورية ان يرفضوا أي تسوية لا يكون حدّها الادنى تسليم السلطة كاملة للثوار وحدّها الاعلى المحاكمات العادلة ، فليس هناك ما يخسره الثوار فهم على ارض المعركة التي فرضت عليهم والموت واقع سواء في المعارك الدائرة او بسبب "شبيحة" النظام الذين قتلوا الناس في بيوتهم قبل ان يفكروا برفع السلاح للدفاع عن دمائهم واعراضهم ، على الثوار في سورية ان يدركوا ان زمن تقديم مبادرات كهذه قد ولى لأن المبادرات كانت مطلوبة في بداية الثورة السلمية حيث سياسية اراقة الدماء والخراب لم تبدأ كوسيلة للنظام تجاه شعبه لإخماد الثورة ، اما وقد وصلت الاوضاع إلى ماهي عليه الان وقربت ساعة الحسم فهذه المبادرات هدفها الالتفاف على النصر الذي يحققه الثوار على الارض وقرب سقوط النظام ، على الثوار ان يأخذوا العبر ويتعلموا الدرس من الأخطاء التي وقع فيها الثوار في اليمن فلا يكرروها بتمرير فخ المبادرات التي ترعاها دول عاجزة ان تفرض تنفيذها على جميع الاطراف بل ستكون هذه المبادرات لالتقاط الانفاس واعادة بث الروح لنظام على وشك السقوط وثورة على وشك النجاح وتحقيق النصر المؤزر وبشهادة الروس حلفاء النظام الهالك بإذن الله .