الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٨ مساءً

بين العلوج والبلاطجة

عبدالعزيز العرشاني
الثلاثاء ، ١٦ أغسطس ٢٠١١ الساعة ١٠:٣٠ مساءً
بون شاسع مابين الأسمين سواء في الاسم أو المسمى أوفي أو في النوعية وان كانا يشتركان في حرف الجيم , وبالنسبة لي لأعرف هل هما من الأسماء أو الصفات أو حتى حال .

إلا أنهما يمثلان في الأخير أسوء حال ومرحلة مر بها الوطن العربي كمتناقضين أو المفترض بهما فالعلوج يمثل الاحتلال والغزو الأجنبي الخارجي والبلاطجة يمثل الاحتلال الداخلي من أبناء جلدتنا .

وهما - أول ما يخطرا على بالي على حين غفلة أو أسمع عنهما حتى أشعر بالتقزز والغثيان واضطراب معدتي وأحس برائحة نتنة تزكم أنفي وبطعم كريحه في فمي وترتبط مشاعر في ذاكرتي عن حرف الجيم حيث هو الطاغي والبارز على حروفهما وأحس أنه من الحروف الوحشية والثقيلة والخشنة صعبة النطق حتى أنه يمثل أسماء عنيفة على غرار جبل . جرف . جب . جور . جهل . جرع . جرو . جراد .

وتعود كلمة العِلج وجمعها عَلوج لأيام الفتوح الإسلامية كوصف للروم والفرس , وبعث الكلمة من سباتها محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي أثناء غزو العراق وتعني العِلج البدين الجسيم غليظ الطبع سيئ الخلق وفي لسان العرب الرجل الغليظ الضخم من كفار العجم والأنثى منها عِلجة وبين المعجم نفسه معنى أخر للكلمة وهو الحمار الوحشي وفي معجم العين والمصباح المنير أن الرجل أذا خرج وجهه وغلظ لُقب عِلج ومقصود بهم حاليا الأمريكي والأوروبي الغازي للأرض والناهب للثروة والمحتل للوطن ومن الوطنية وكمال الأخلاق للعربي اتخاذ موقف سلبي تجاههم بحكم أنهم العدو وهي ثقافة سائدة بغض النظر عن الإنسانية أو الأخلاق أو الدين .

أما البلاطجة فهو لقب منح وقلد للبعض من أبناء جلدتنا دلالة على الخسة والنذالة وانعدام الضمير والأخلاق وعمل كل شيء وأي شيء مقابل المال والبعض يدعوهم بـ الطبلجي نسبة للطبل الأجوف الذي يصدر صوتا كبيرً لكنه في الأخير مملوء بالهواء ( تتألف من كلمتين طبل + جي ) والبلاطجة هم يمثلون القمة أو بتسمية أخرى الطبقة المخملية وقد يكونون من القاعدة وضد القاعدة الذين ( يمثلون عامة الشعب ) بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي أو المستوى الاقتصادي أو المستوى التعليمي وبغض النظر أيضا عن نوع العمل موظفين أو عمال أو تجار وبغض النظر أيضا مستفيدين أو انتهازيين أو مغرر بهم إلا أنهم في الأخير أصبحوا طبقة حداثة رابعة جديدة ترى وتسمع وتتكلم عكسيا وتسبح ضد التيار وقد ترى أحدهم لا له في العير ولا في النفير وشاهد ماشفش حاجة إلا أنه يتعصب ويشط ويحط مع وضد وقد يشط بك الحال أنت القارئ وتصفها بالبهيمية وفي وصفك له , تراه يسمع لكن من ثقبين آخرين غير أذنيه ويتكلم بعضو هو بعيد كل البعد عن اللسان ويرى ولكن ليس بعينين بل بالحاسة السادسة والسابعة ويبرر بحجج أوهى من خيط العنكبوت لاتمت بحال لمخرجات العقل البشري فهي تحاكي الحمق والبله وقريبة للخرافات والأساطير ويمتد اسم أو وصف البلطجي نحو الأعلى حتى يصل لرأس النظام ومن يعمل تحت أمرته .