الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٦ مساءً

قبل أن يخفت بريق الحراك

احلام القصاب
الثلاثاء ، ٢٩ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
منذ بداية ظهوره تعاطف الكثير معه حيث كانت مسيرات ومهرجانات الحراك تلقى صدىً في النفوس التي لم تتشبع بفكر كل من يخالفني الرأي عدو لي .. حيث لامست مطالبهم مشاعر الكثير من ابناء الشعب الذين عانوا مرارة الظلم والضيم والتهميش ولم يجدوا الفرصة والمكان المناسب للتعبير عن آلامهم .. سادت حالة ارباك في صفوف القيادات في السلطة آنذاك وعجز الكثير من اعطاء تصور حقيقي لما كان يحدث .. من اين اتت الجرأة لعدد من الضباط المحالون للتقاعد قسرياً للظهور والتجمهر ورفع الصوت عالياً في فترة كان النظام يمسك بتلابيب السلطة بلا منازع ؟ .. البعض حاول جاهداً التقليل من اهمية ما يحدث وأنها مجرد زوبعة في فنجان .. واستمر بريق الحراك على الرغم من قلة اعداد المشاركين فيه لمعاناً .. إلى أن اختطفه بعض المتسلقون وحرفوا مساره الرائع وشيئاً فشيئاً بدأ البريق يخفت مع تغيير الخطاب والاهداف .. هل من تم الاستعانة بهم من خلال اطراف اخرى مثلما يردد في كواليس المطبخ السياسي للسلطة لهذا الهدف استطاع الذهاب بالحراك إلى طريق اللاعودة والتيه .. بحيث التقطت السلطة انفاسها وبدأت تمدد على رقعة الوطن رجليها .. إلا أن الربيع العربي لم يمهلها طويلاً حيث باغتها .. ومع تتابع الاحداث وصولاً للمبادرة الخليجية .. والحراك يزداد احتشاداً ويقل المتعاطفون معه محلياً واقليمياً ودولياً وهكذا اصبحت المعادلة .. هل استطاع المتسلقون جر الحراك إلى النقطة التي اصبح لا يستطيع فيها اتخاذ القرار الصائب ؟ .. واصبح اقصى ما يسعى إليه حشد (مليونية) في كل مناسبة .. بينما يخشى الجلوس حول طاولة للحوار وهو يمتلك (المليونية) .. ماذا لو قرر الوحدويون الآن الاحتشاد تأييداً لهادي ونهجه المتمسك بخيار الوطن الكبير اليمن الواحد لكل ابنائه دون تمييز او اقصاء ؟ .. لهذا نتمنى على اخوتنا في الحراك عدم الذهاب لأكثر من هذا وندعوهم للمشاركة في الحوار مسنودون (بالمليونية) قبل أن يخفت بريق المليونية بملايين الوحدويين مثلما حدث في مصر عندما احتشدت المعارضة والفلول قبيل التصويت في الاستفتاء على الدستور المصري الجديد حتى ظنّوا أنهم قاب قوسين او ادنى من تحقيق اهدافهم وأنهم عائدون للسلطة وأن الرئيس مرسي المنتخب على وشك أن يترك السلطة .. حيث كان انصار السلطة الجديدة لا يظهرون في الساحة بالثقل الحقيقي لهم ثم تفاجئ الجميع بإقرار الدستور الجديد وبنسبة اذهلت كل متتبع للأحداث في مصر .. على اخوتنا في الحراك ادراك أن السياسة فن الممكن وان مجرد الاحتشاد لن يؤدي إلى تقسيم اليمن إلى شمال وجنوب او استعادة دولة الجنوب .. فالطرف الآخر لن يعجز في الدفاع عن اهدافه المصيرية و لم يرمِ بكل اوراقه بعد والتي بطبيعية الحال لن تسركم .. او تفسح لكم المجال بالتنعم في دولة .. على الجميع استخلاص الدروس والعبر من كل التجارب التي مرت من حولنا وادارك حقيقة أن اليمن جزء من النظام العالمي الذي تديره قوى عظمى تخطط وتنفذ وفق مصالحها ومخططاتها وعدم السير خلف (قيادات) اثبتت فشلها .. ولا تجيد غير سياسات الفشل تلو الفشل وزع الكره والبغض والاحقاد وقد تكون عرضة لمحاكمات لجرائم ضد الانسانية ارتكبوها وفق (طبخة) سياسية تعد على نار هادئة .. وليس لها قبول في المحيط الاقليمي او الدولي .. بينما الشعب هنا يبحث عن مخارج لإعادة بناء اليمن ويكابد المؤامرات من بقايا سلطة اتخذت من مطالب الشعب للتغيير اهداف لابد من تدميرها .. نريد لكم أن لا تكونوا آخر من يعلم أننا نسير على ارض الواقع وليس مجرد شعارات وهتافات لعقليات الستينات من القرن الماض لتستيقظوا من هذا الحلم على كوابيس صادمة .. الحوار هو المخرج الوحيد لنا جميعاً لحل كل القضايا التي ارَّقت الشعب لعقود من الزمن وبالطرق التي تلبي طموحات كل الشعب وإن لم تكن كذلك فالشعب والارض لازالا ضمن نطاق الكرة الارضية .