السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٧ صباحاً

حكومة الوقت الضائع أيهما جاء أولاً .... فساد الحكومة أم فساد الشعب؟

سند أحمد عبدالله القاضي
الخميس ، ١٤ فبراير ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
يأتي سؤالي هذا وفي الوقت الذي لم يرحنا أحد بالإجابة الشافية عنه حتى الان : أيهما جاء أولاً ..فساد الحكومة أم فساد الشعب ؟

يمكنني اللجوء إلى الإجابة الأسهل ، وإدرك أنه من المريح جدا لأي منا أن يلقي اللوم في أي مشكلة أو خلل باللوم على الطرف الأخر ...!

لكني هنا ساتطرق بحيادية قدر المستطاع إلى دور كل من الحكومة والشعب في تفشي الفساد ، فالحكومة مسؤولة عن الفساد ، حين همشت القوانين التي تجرم الفساد ولن تفعلها ، ولم تمنح الجهات المختصة كشف ومتابعة ومحاسبة الفساد الصلاحيات اللازمة والكافية ، وتفننت بالمنع بكل الحيل والسبل ، وحتى انه كافأتهم بمناصب قيادية كانوا هم فيها أصحاب القرار ، فتفشى الفساد واستشرى كالسرطان في شرايين الوطن ومفاصله ، حتى اصبح مسمى الفساد مرادفاً لمسمى الحكومة لصيقاً به ! وحين أدى اهملها وتسيبها إلى التماع بريق الثروات السائبة في عيون اللصوص والمختلسين من مواطنين ووافدين ، فتسابقوا في نهش لحم الوطن الدسمة عبر صفقات مشبوهة وإيداعات وتحويلات تنتفخ بها حساباتهم حتى التخمة ، غير عابئين بتعطل أغلب مشاريع التنمية والتطوير .

أما المواطن .. فهو ضالع في هذا الفساد حتى الركُب مسؤول عنه أيضاً ، حين رأى الفساد واستمرأه وسكت عنه ، بل وتعامل معه بقبول ورضا وربما بدعم ، جاعلاً مصلحته الشخصية على المدى القريب فوق مصلحة الوطن والأجيال القادمة على المدى البعيد ، على سبيل المثال حين ينتخب أبن العم أو ابن القبيلة ليكون ممثل الشعب في البرلمان او وزير في الحكومة او ضابط في مرفق هام ، حتى وإن لم يكن على قدر المسؤولية والكفاءة والنزاهة والإخلاص وبدل من أن يكون هذا الشخص المعين او المنتخب حجر الأساس للإصلاح ، يصبح عونا للفساد وضمن حاشيته !

الطرفان مسؤولان عن الفساد الذي يتعملق برعاية المجتمع إلا من رحم ربي ، ولكن يظل وزر الحكومة أكبر من وزر شعب يذعن لسياستها كُرها كي يعيش .
لم يعد أمام الحكومة اليوم أو في المستقبل بعد مشوار طويل ومخاض مؤلم أن تكون شاهدة على الأحداث وليس لها دور في إحداث تغيير أو نقله حقيقية ، أي انها مجرد شكل لوجود حكومة دون أن يكون لها أي أثر أو فاعلية في شؤون الدولة بصورة جادة وحقيقية لتعكس مرحلة جديدة مستحقة ،
ولا نقبل ان تكون حكومتنا حكومة الوقت الضائع أي تقدم ما كان قديم أو بائتاً أو تعود بنا إلى ما نعتقد أننا قد تجاوزناه ، حين تجاهلت كنز الأمة الحقيقي " الشباب" بإهمالها تطوير التعليم ومناهجة فكانت مخرجاته مأساوية صادمة وكيف سوف تتعامل الحكومة مع الشباب ايضا الذي يحمل قضايا ملحة حياتياً ، لتقول للمجتهدين والمخلصين من الشباب طريقك مسدودا مسدودا ياولدي ... الا بواسطة تفتح لك الأفق ولا نعلم كيف ستنهض الحكومة بخدمات البنية التحتية وضعف الخدمات الصحية والتراكم المتزايد للطلبات الإسكانية وأسعار سوقية مجنونة ، ونقص واضح في إصلاح المنظومة التعليمية وتسيب صارخ في الانضباط الوظيفي وأزمة مرورية خانقة ، كثيرة مشكلاتنا ومتشعبة ومترسخة ولكن أخطرها هي مشكلة الفساد الذي ضرب مفاصل الدولة وشرع في نخر عظامها كما ينخر السوس جذوع الشجر ها هي الدولة تئن تحت وطأه أفة الفساد ، ولا حكومة استطاعت حتى الان القضاء على هذه الأفة الفتاكة او حتى أيقاف زحفها المدمر فهل نجد لدى الحكومة جواباً او حل مقنعا ؟