السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤١ صباحاً

من أين تؤكل الكتف ؟

أكرم محمد الأسطى
الأحد ، ١٢ مايو ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
• وقف الخطيب على المنبر متحدثا بهدوء عن العمل والعمال وعن أهمية العمل في حياتنا وأن الكمال لله وحده في الجانب الأخلاقي والخلقي .. وأن الكمال للبشر جائز بل ممكن في جانب الإعمار واستشهدت بيني وبين نفسي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " ... وتأملت لبرهة في حال بلادنا .. وكيف أن الوضع يزداد سوءا وإعوجاجا .. بسبب الإعتقاد بأنه لا بد من النقص وعدم الكمال في كل شيء .. وتذكرت حينها علي عبد الله صالح الذي لم يصل باليمن إلى الكمال بحجة الأزمة الإقتصادية العالمية والديون والمشاكل التي ترزح تحت وطأتها اليمن مغفلا المشايخ والقادة العسكريين الذين كانوا يصرفون من خزينة الدولة المليارات تحت السمع والبصر ومغفلا الثروات الوطنية التي كان يمتص خيراتها هو وأولي القربى والمؤلفة قلوبهم .

• ومربمخيلتي أيمن زيدان ويوميات مدير عام .. وكيف أنه تحايل ولجأ لتقمص الشخصيات حتى يصل إلى حقيقة موظفيه وكيف تدار مؤسسات الدولة من وراء مدراء العموم .. وبذل مابوسعه حثيثا حتى وصل بمؤسسته أن طهرها من الفساد .. ولكنه تناسى أن الفساد في النفوس ويحتاج أن يكون معلما أكثر منه إداريا .. وأن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم

• الموظفون في القطاع الحكومي وما أدراك .. تسيب إداري لا معقول .. ومن بقي على دوامه واحد من إثنين إما شخص يعرف من أين تؤكل الكتف ؟ أو شخص لا يعرف من أين تؤكل وهو ربما وطني جدا أو شخصية خوافة .. أو يراقب الله في عمله ؟ .. وهناك من تغيب عن الوظيفة يأتي آخر الشهر ليستلم راتبه مع خصم جزء يسير منه لشئون الموظفين , وذلك لأنه لا يطيق صبرا على وظيفته التي لا يأكل ولا يأتيه منها مايشبعه ويسد رمقه .. فهو بالتالي خارج للبحث عن الرزق خارج نطاق دائرته الحكومية .. أو إشترى تاكسي أو فعل محل إكسسوارات أوماشابه .. إلخ , وهو يرى ذلك أخرج من الوظيفة .. التي لا يعتبرها في الأخير إلا تأمين حياتي له ولأولاده يجب ألا يضيعه

• وآخرون مرميون على الأرصفة وفي الطرقات .. وسائحون لسان حالهم يغني " سواح .. وأنا ماشي ليالي سواح.. وإن لقتكم وظيفة سلموا لي عليها .. طمنوها .. كلموها .. تنظر إلي " لا يجدون تلك الوظيفة التي تعتبر بمثابة حلم بالنسبة لهم يحملون المؤهلات العالية , وكأنهم يحملون فوق ظهورهم كيس دعاية .. فمن خريج للشريعة يبيع الساعات في الجولات إلى خريج لغات وترجمة فوق دراجة نارية إلى خريج آداب أو سياسة وإقتصاد يبيع " بلس " فوق "عربيه " .. وآخر يعمل مباشر في مطعم وهو خريج آداب لغة إنجليزية .. وماجستير إدارة أعمال فتح له بقالة في طرف الشارع (؟) وأبناء النافذين يصولون ويجولون في القطاع الحكومي .. بل وحتى الخاص .. يأكلون من حق بابا .. الله يحفظ بابا.. ويسرحون آخر النهار بسياراتهم الفارهة أمام أعين الكادحين والضابحين ..

• الكمال في العمران .. لانجد منه في بلادنا ربما الـ1% .. ففي بلادنا هناك كمال في الفساد .. وكمال في التخريب .. وكمال في التشاؤم الذي أنا الآن أغوص فيه .. لا شيء مفرح في بلادي فيما عدا قرارات الرئيس بتوحيد الجيش الذي لم نر منه الآن إلا الجزء اليسير .. فلا زي عسكري توحد .. ولا تنازل (علي ) الفرقة عن فرقته إلا وطرح الشرط يتبعه الشرط .. وليته صدق

• الثورة قامت وليتها كانت ماتصورنا وحلمنا به .. بل صارت ماحلم به أعداؤها.. فقد ساهمت كثيرا في شيوع الأخطاء وفداحتها .. ورفعت بأكفها رموز النظام السابق – علي محسن الأحمر وعبدربه منصور هادي و نصر طه مصطفى ومحمد سالم باسندوة وغيرهم الكثير..ليصبحوا هم النافذين في النظام الجديد " وديمه وخلفنا بابها " وكأنك يابو زيد ماغزيت ..

• في بلادي خذ دروسا وعبر من كل هؤلاء العمالقة التالية أسماؤهم :

• باسندوة .. يقبع خلف الأسوار لا يهتم حتى بجيرانه الذين كان يزاحمهم صفوف الصلاة .. ولا يعلم عن مجموعة من شباب حارته الذين إختفوا في ظرف غامض بحجة إثارة الشغب أو كما يقول غالب القمش " هم إرهابيين وفكروا في إغتياله " بالله عليكم هذا كلام وهذا منطق .. مجموعة شباب لا يعلم عنهم آباؤهم شيئا حتى اللحظه إختفوا على إثر مشادة بينهم داخل الجامع المجاور لمنزل باسندوة على خلاف حزبي .. وآباؤهم يتنقلون من وزارة إلى وزارة ومن محكمة لأخرى والكل يدعي أنه لا يعرف لهم مكانا بينما غالب القمش يتهمهم بمحاولة إغتياله معلنا عن مكانهم .. ولم يسمح لأحدهم بزيارتهم .. ولو وجدت دولة القانون كما يدعون لضمنت لهؤلاء محاكمة عادلة .. ولأخذت لهم حقهم من الحكومة بأكملها .. هذا في حال كان القمش صادقا في إتهامه .. ولكان إعتقالهم عن طريق جهة الإختصاص .. وبابا باسندوة الذي يعرف أولئك الشباب وآباءهم واحدا واحدا يختفي خلف أسوار خوفه متناسيا جيرانه .. فكيف بك يابابا باسندوة بدولة مترامية الأطراف .. وكيف بك وأنت من كان يزاحم على الصف الأول في ذلك الجامع وتتودد لأولئك الآباء .. وكيف بك وأنت من حارب الفساد وصرت معلمه .. وكيف بك وأنت من صرحت في بداية توليك أنك ستمشي في الشوارع عاري الصدر ليس لديك إلا مرافق واحد ولا تخاف أن يقتلك أحدهم لأن "بطنك نظيفة" واليوم تنقل حكومتك وأسوارها خلف أسوار قصرك

• وزير المياه " رزاز " زاد فوق الرزومه حجر .. وأتى بما لم يأته الأوائل من النهابين والسرق .. أتى إلى وزارة متهالكة .. ليجعل منها وزارة أكثر شحوبا وصمتا .. فلم نعد نسمع عنها شيئا .. لماذا ؟.. هل رحل بها إلى قريته .. أم أخفاها في درج مكتبه ؟ .. أم غطى على ........ بالحنحنه .. فوزارته من سيء إلى اسوء وموظفوه كأنما وضع لهم منوما على مكاتبهم على شكل روائح .. فصاروا " لا أسمع .. لاأرى .. لا أتكلم " .. لعن الله من أيقضهم .

• وزير الداخلية لا يعلم عن وزارته شيئا .. ولايعلم منتسبوا وزارته عنه شيئا ولا يعيروه إهتمامهم . فتخيلوا أن أكون في الأحوال المدنية في الوقت الذي يحضر فيه الوزير .. ليتجاهل المرتشون الصغار وجوده تماما ويمارسون أعمال اللف والدوران والرشوة وهو في الأدوار العليا يلتقي رئيس المصلحه وكاميرات التصوير التي تبرز مواهبه الفذه في الأداء والتفاني في العمل .. وعلى الباب حراسه ومرافقيه في شد وجذب مع بعض الضباط الذين منعوا من الدخول إلى مقار عملهم بحجة أن الباشا موجود " وممنوع الدخول " .. وفي الحقيقة هم يخافون من وصول بعض الشكاوى إلى فخامته فتعكر مزاجه .. وتربكه.. تلك الزيارة التي كانت أشبه بتنفيس عن ضوضاء العمل في مكتبه فخرج حتى يحرك رجليه " مسكين "

• وزير الصحة : الدكتور .. تخيلوا أنه يخاف من قطع رزق أصحاب البسطات والباعه المتجولين من على باب وزارته .. وفي الفلاشات الصحيه التي نراها هنا وهناك بين السنة والثانية يحذرونا من الشراء من الباعة المتجولين .. ياسلام .. لكن عنده حق ..إذا كانت عربيات الباعة المتجولين أنظف من المستشفيات الحكومية التي يشرف عليها سيادته .. فلا بأس

• وزير الثقافة : هل تسمعون عنه ؟ .. لاشك أنكم سمعتم في الآونة الأخيرة أن لدينا وزيرا للثقافة ووزارة بهذا الإسم .. زمان ماسمعت بهذا الإسم من أيام المخضرم خالد الرويشان .. كنت أعتقد أنهم أبادوها مع الحرب الأخيرة " العصابة والحصبة " .. ولكني مؤخرا سمعت خبرا سارا بأنها مازالت آيلة للسقوط ..

• يحيى العمري : مخرب ذمار الأول .. أو عفوا كما يسميه أصحاب البلاد – يحيى قراطيس - عرف من أين تؤكل الكتف .. يأكل ولايؤكّل كباقي السرق المحترمين .. فظل الأيام الطوال يقتل خيرات ذمار .. ويدفن أبناءها بذل المعيشه .. فأبسط مقومات التنمية في ذمار قد صارت معدومة .. ومازال يصول ويجول تحت أنوف أصحاب القرار

• الهيصمي : مدير مكتب الأشغال في ذمار .. الرجل الخالد .. وكأن لديه إكسير الحياة العملية .. رحل الأولون والآخرون .. قامت ثورة وسار له علي عبد الله صالح .. وهو حجر وسيري سايرة ولا تكوني حايله .. نهب وسرقة ورشاوي وجاثم فوق الصدور ولا أحد أقدر يقل له عيب عليك .. كان استحي .. ياأمان الخائفين والحجر الصم

• ونأتي على الجانب الآخر ممن يفترض بهم أن يأخذوا تلك الدروس والدورات من العمالقة حول من أين تؤكل الكتف ؟ .. ولايفعلون لأنهم لايقدرون :

• نبيل الفقيه : رجل بدولة .. ووالله لو استخدم هذا الرجل خير إستخدام لصار للبلاد شأن وقيمة فهو وأمثاله صورة مشرفة للبلاد .. عملي .. دقيق .. واضح وصريح .. ولا يجامل .. وهو من عينة عبد العزيز جباري وخالد الرويشان وعبد القادر هلال .. إلخ

• أحد الثوار العمالقة : من كان يجلجل بصوته محفزا وموقدا جذوة الثورة في نفوس الثوار يقبع بلا عمل .. يتأمل المشهد من بعيد .. ينتظر فرج الله وإن فرج الله لقريب

• منصور : رحل صديقي منصور.. كان يتنقل من مكان لآخر ومن مدينة لأخرى باحثا عن تحسين وضعه المعيشي .. منصور المرح .. الحكيم .. الحبيب .. رحل دونما ضجة وكله معاناة وألم .. عانى وعانى وعانى .. وغيره الآلاف يعانون معاناته .. وفي الأخير رحل منصور بذبحة صدرية .. وأولئك الذي ليس لديهم إحساس يرفلون في النعيم .. رحمة الله عليك ياغالي .. الجنة مثواك ورحمة الله تتغشاك .

• وأخيرا .. هل فعلا كانت تلك هي كل أحلامنا عن الثورة ومابعد الثورة .. وهل من ظهر للعيان مؤخرا هم الثوار حقا ومن صنعوا الثورة .. أشك ومعي الكثير ممن صاروا يسخطون على الثورة وما قدمته .. ولكن لا مجال فقد فات الأوان .. عوجا والطابق مستور .. وأرفع تسآؤلي للعالية أماكنهم : من أين تؤكل الكتف ياعلي عبد الله صالح ؟ .. من أين تؤكل الكتف ياعبد ربه منصور هادي ؟ .. من أين تؤكل الكتف ياباسندوة ؟ .. من أين تؤكل الكتف أيها السرق كائنا من كنتم وزراء ونوابا ومدراء ؟ .. وأستعير عبارات الزميل العزيز محمد العبسي ( الله يلعنكم ويلعن اللي جابكم ..ياأحذية النظام السابق والحالي .. لعنة الله عليكم .. لعنة الله عليها ثورة .. لعنة الله عليه بلد مقبرة ) .. فلا أعتقد إلا أنكم تستحقون أكثر من ذلك وبكل إقتدار.. فنحن لسنا أمثالكم .. فنحن لا نعرف من أين تؤكل الكتف ؟