الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٢ صباحاً

شائع .. الوجه الضائع في الزحام

أكرم محمد الأسطى
الثلاثاء ، ٠٩ يوليو ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
رمضان كريم أخي عبد الإله شائع عليك وعلى جميع أفراد أسرتك .. قصرنا ونقصر في حقك علينا كزميل .. الظلمة التي وضعك فيها الطغاة لا بد أن تنقلب عليهم يوما ما .. ولابد أن تشرق الشمس على وجهك ساطعة من جديد تعمي أبصار المتعامين عن قضيتك .. فأنت صوت الحق الذي طالما أعجزهم وأشعرهم بضآلتهم وتدني أخلاقهم ..

عبد الإله شائع الذي تعرفت عليه حين قررت إخراج العدد الأول من صحيفتي – اليوم السابع – واستعد لأن ينشر لدي مالم ينشر في حواره مع زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي .. فأسرني ذلك الموقف كثيرا.. ونشأت صداقة بيننا جعلتني أكثر قربا منه .. وكنت كلما إلتقيته نتجاذب أطراف الحديث .. كان الحديث معه شيقا .. وخاصة عندما كان يحدثني عن تلك القصة التي طالما كانت تأخذني إلى آفاق بعيدة وهو يحكي كيف التقى بزعيم القاعدة وكيف تعرفوا عليه منذ كانوا في سجن الأمن السياسي .. ذلك السجن الذي يقبع شائع خلف أسواره.

لقد كان عبد الإله الإنسان بسيطا جدا وتكاد لاتصدق أن هذا الفتى اليافع يحمل قلب طفل بريء .. لا يحمل حقدا على أحد .. ولا يضمر شرا لأحد .. ضحكته ناعمة جدا .. وتكاد لاتخلو من منغصات .. ولكنه كصحفي .. مؤمن بقضيته .. يحسن التوجه نحو المستقبل .. واثق الخطوة .. جاد في قرآءته للحدث .. إستقصائي مهني ..

لقد دبر له أمر بليل .. يجعل من صالح مخلصا لأمريكا .. وفي ذات الوقت رئيسا غير قادر على إدارة بلاد بما فيها التحكم بمصير مواطن وحيد هو عبد الإله شائع الذي ترك أمره لأمريكا تتصرف فيه كيف تشآء ..كذلك الرئيس الذي يمسك بمقاليد الأمور الآن .. ولكن الله غالب على أمره .. ومازالت ثورة الشباب تراوح مكانها رغم خلو الساحات .. فهي لم ولن تقدر أبدا على أن تفك القيود عن شائع .. وتعيده لأسرته .. وكل مافعلته أنها أوصلت العالة والحثالة إلى مناصب طالما حلموا بها .. وتركت الشرفاء يغوصون في غيابات الجب .. ويرفلون في القيود الظالمة " أكلت الثورة أبناءها " .. وعادوا للصراخ والعويل من جديد.

ماذا فعلنا لعبد الإله شائع كأسرة صحفية .. وماذا فعلنا له كحقوقيين .. لاشيء فيما عدا الخطابات المنددة .. ورفع الشعارات البراقة .. وعقد المؤتمرات والندوات .. نريد منها أن نفرغ الكبت الحاصل في نفوسنا .. الحرية التي نفتقدها في أنفسنا .. نفتقدها بيننا كوسط صحفي رغم الشعارات التي يطلقها بعض رؤوساء التحرير .. إلا أننا نعاني من إقصاء متعمد لبعضنا البعض .. نبحث عن الأنا في أنفسنا فتظهر جلية .. ونبحث عن نحن .. فلانجد إلا الأنا فقط ..

سلاما لك عبد الإله .. سلاما أيها الضائع بين الزحام .. سلاما ولتسامحنا فذاك حالنا الذي تعرفه .. ولن يخفى عليك وأنت الحصيف بمايعانيه زملاؤك .. سلاما لك وليجعل الله سجنك بردا وسلاما .. فروحك يملؤها السلام .. وقلبك عامر بالحب الذي يرعبهم ولا يجدونه في صدورهم .. أنت الأقوى وستظل .. وهم ضعفاء .. يحملون على كواهلهم أرزاء من الذل والمهانة .. سلاما لك منا ومن رمضان .. ولانرجوا إلا أن يكون هذا الشهر هو موعد الخلاص .. وتعود إلى أسرتك تنعم معهم بدفىء ليالي رمضان .. وينعم معك الأصدقاء بمسامراتك الخفيفة الظل .. وتزهو الصحف من جديد بضوء قلمك .. سلاما لك و يكفيك أن كنت وتكون وستبقى عبد الإله شائع .. الوجه الباسم في وجه الظلم ..