الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٣ صباحاً

هكذا حدثني أبي ..!!

أكرم محمد الأسطى
الاربعاء ، ١٨ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
• لعل المتأمل لوضع البلاد يشعر فعلا بالرضى لماهو حاصل اليوم من حراك لاسياسي.. وكذلك من حراك لا أمني .. وغير إستقراري .. اليمن تشهد ثورة على كافة الأصعدة .. السليمة والمنطقية .. وتنحو منحى خطيرا لايلتفت إليه السيد الرئيس والسادة الأفاضل القائمين على شئون البلاد ..

• صعدة سبق وقلنا قنبلة موقوتة ويجب العمل على حل مشاكلها والإلتفات لقضاياها أكثر من اللازم .. ففي صعدة دماج وماأدراك مادماج يحدثني أبي " عن المعركة التي نشبت بين السنة من الزيدية والشيعة في المدرسة الشمسية أيام الإمام أحمد وكيف أن الإمام ماإن سمع بها حتى زج بالجميع في السجن حتى يصلوا إلى إتفاق , وما إن وصلوا إلى إتفاق بأن تكون المدرسة الشمسية مفتوحة للجميع وليس للآخر الحق في إقصاء غيره حتى أمر بإخراجهم وأمر بنفقة لكل واحد منهم وإنتهت المسألة الخلافية المذهبية بين إثنين من نفس الطائفة .. والآن صعدة على موعد شغوف مع آل الأحمر وأعوانهم وطغمتهم .. وحميد يقطع الإتصالات عن صعدة ليقول لعبد الملك الحوثي " كل الرؤوس تتساوى وليس هناك أحد أحسن من الآخر " ..

• الحراك يصر على مطالبه التي يعتبرها مشروعه في الوقت الذي مازال يرى أنه هناك المئات من المختفين قسريا لم يظهروا للعلن .. سواء من أيام الحمدي – الرئيس المغدور , أو من أيام صالح – الرئيس الراحل , ومن حرب 94..

• مؤتمر الحوار ننتظر النتائج التي ستسفر عنه وكلنا أمل بأن يضع بصمة على جبين اليمن .. عوضا عن أن يكون إضافة لوصمة عار .. ستكون كارثية ..

• ومن ثم القاعدة التي تمددت وإنتشرت .. وصارت كل الأنظار تتجه فقط لليمن .. وكأن اليمن صار المقصود من لعبة سياسية وجهت أنظار العالم ناحية اليمن الإرهابي .. وإلا لماذا القاعدة حلت مؤخرا باليمن .. ولم نعد نسمع لها صولات وجولات .. خارج اليمن ..

• يارئيسنا ياغالي .. اليمن الأجندة السياسية المرصرصة على رفوف و أدراج مكتبك الخاص .. تناشدك النظر بعين الرأفة والرحمة لأولئك الذين يقتلون .. وأولئك الذي يزحفون هربا من القتل .. والفارون من الموت فقرا .. والخارجون من رحم القانون .. والخارجون من البلاد .. والخارجون من عقولهم .. والخارجون والباب أغلق وراءهم ولا عودة ..

• حدثني أبي .. يوم توقيع المبادرة الخليجية قائلا بهدوء رجل ثمانيني " سيفتقدون أيام علي عبد الله صالح " .. وقلنا له " لقد تولى " عبدربه منصور هادي " فقال وهو يبتسم مامعناه " هو مجرد صورة " .. وأثبتت الايام أن هذا ماحصل .. لقد صار الكثيرين يقولون " رعا الله أيام علي عبد الله صالح " مع أن الفساد كان موجودا أيامه والإختلالات الأمنية كانت في كل مكان .. والحراك موجود .. والحوثية موجودة .. والمحسوبيات له ولأصحابه وأقاربه وأصحاب سنحان كائنة .. ويبدو أنها مازالت .. اللهم مع فارق بسيط .. قد يكون جوهريا .. وقد يكون له مغزى .. الإطفآءات تكررت عمدا بفعل فاعل يدعى كلفوت وزمرته وأبناء جلدته .. والإغتيالات مددت رجليها عملا بالقول الحنفي " يمدد أبو حنيفة ولا يبالي " .. ومدت يديها منتزعة الأرواح من صدروها .. وهي تمتطي دراجة نارية .. أو مختئبة بداخل كيس قمامة .. وأما العبوات الناسفة فقد عرفت طريقها أخيرا .. وعرفت كيف تربك الوضع الأمني في البلاد وتجعل الكل خائفا مترقبا

• وأما عن كون هادي مجرد صورة كما قال أبي .. فهذا طالما قلناه .. فهو لا يحكم .. ومن يحكم هم الهنود الحمر " آل الأحمر " وزميل السياسة والمصلحة علي محسن صالح .. ولطالما خرج السيد الرئيس مبررا .. ومعملا حزمه على تقاسيم وجهه وهو يزم شفتيه ويقول وهو يصرخ " لن أسمح .. لن أسمح .. لن أسمح " .. وفجأة عبوة ناسفة طائرة دفنت نفسها مع رفيقها الموت في حافلة القوات الطائرة " الجوية " .. وجعلت أفراد القوات الجوية تعرف معنى أن تكون جو- أرض أرض .. وطائرة بدون طيار .. يخبر عنها السيد الرئيس بكل فخر .. وكأنه بنى برج دبي .. أو النافورة الراقصة .. متناسيا أنه سيثير مشاعر الكثيرين .. ومن بينهم النسور الطائرة في القاعدة .. وحسب علمي أن الحديث الشريف يقول " إذا بليتم فاستتروا " وإن سترك الله فلا تفضح نفسك .. وتخرج للإعلام وتقول أناسمحت لطائرة بدون طيار .. إذا أنا موجود ..!!

• سامحوني فهذا ليس تشاؤما ولا أحب أن أكون متشائما .. بقدر ماأتمنى لبلدي أن تكون الأفضل .. وتكون الأحسن .. وتصبح الأجمل .. وتصير إلى مصاف الدول القوية والغنية .. ولكن مايحدث لا يبشر بذلك .. أين من قاموا بالثورة .. لماذا أخرست أصواتهم .. وسكتت ألسنتهم .. وكممت أفواههم .. أليس هذا هو التغيير الذي طالبوا به .. أليس هذا هو الربيع العربي .. ونحن على مشارف شتاء قارس قاحل .. مميت .. ويأتي أحدهم ويقول " مانحن فيه الآن أفضل على الأقل مما لو كان علي صالح .. والحقيقة أننا ندور في نفس الساقية ..

• إبراهيم الحمدي .. حلم اليمن الذي ماكدنا نغوص في خيراته حتى صيروه كابوسا مقيتا .. سنتان وثمانية أشهر هي عمر الفترة التي قضاها الراحل ليجعل من البلد الذي يقع أقصى شبه الجزيرة بلدا قويا .. مفعما بالروح .. بالقانون .. بالنظام .. بالحب .. بالخير .. بالإزدهار .. بالنماء .. إبراهيم الحمدي قضى فترته وهو يبتسم إبتسامة الواثق مما يفعل .. إبتسامة الرضا الداخلي .. وهو يشعر بالرضا على وجوه أبناء بلده .. رحل راضيا عما قدم .. أقل من ثلاث سنوات .. والتغيير الذي سنعتبر أنه حصل .. كم مضى عليه حتى الآن؟ .. والرئيس الذي تولى بعد التغيير .. كم مضى عليه حتى الآن ؟ ..

• أبي العزيز .. أدركت فعلا كم كنتم على دراية بالأمر رغم بساطة مادرستموه .. وكم هي الفطنة – فطنة المسلم – مدركة وعلى دراية بمايدور حولها ولا تحتاج إلى من يفسر لها .. أنتم سياسيون بالفطرة .. ورؤساؤنا سياسيون نتاج زواج متعة بين السياسة والكذبة .!!