الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٧ صباحاً

خطــــــورة المجاملة

وليد عبدالواحد شمسان
الخميس ، ٢٣ مايو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
لقد كثرت في هذه الأيام المجاملات بين الناس حتى اختلطت المجاملة بالمحبة لدرجة كبيرة وأصبح من الصعب التفريق بينهما إلا لأُناس خاصين جداً تعرفهم تمام المعرفة، فأضحى الأمر يتباين في الوضوح والصورة وأصبحت تلك الصورة المشوشة تتكرر بشكل كبير في شرائح مختلفة من الناس وتتنقل بين محيط العمل وخارج العمل حتى انها استقرت داخل الأسرة الواحدة وأثرت على ترابط العلاقة بين أفرادها، فمنهم من يقابلك ب (الحضن) وتشع ابتسامته وترى أسنانه قبل أن يصلك بأمتار ليظهر لك محبته وغلاك في نفسه مع أن الأمر داخله لا يصل على الإطلاق لهذه الدرجة بل اخف بكثير لكنه يتكيف ويستطيع تكييف ابتسامته وحديثه معك كيفما يشاء وحسب حاجته منك وحسب الوقت الذي يختار.

البعض قد يُعرف أنه صاحب وجهين كما هو مشاع وآخرون يرون أن هذا الوصف لا ينطبق أبداً وغيرهم يرون أن سلوكه مبرر ولا يصل لحدة وصفنا لأنه لا يعدو كونه مجاملة اجتماعية تساهم في خلق جو من الفرح لدى الجميع حال لقائهم ببعض البعض، أضف إلى ذلك أنه لا توجد لدى الناس ثقافة المجاملة الحقيقية ومستواها وأبعادها حتى لا تكون مبتذلة ومزعجة للآخرين لذا أصبحت واضحة وناصعة لمن يدركها ويقدر حدود التعامل مع الغير ويقيس مستوى هذا التعامل بشكله الصحيح.

ولعل هذا الخلط في التصرفات الاجتماعية والتعاملات الحياتية أدى لخلق فجوة تحتاج لردم وزيادة ثقافة.

عندما ترد المجاملة فلا نطرحها كمشكلة لكن هذه الكلمة مطاطة جداً ولا حدود لها فبعضهم أصبح مدرسة في فنها لكنه لم يتقن مهارة التعامل ولم يجعل الأمر عبارة عن لمسة خفيفة تساعد على جذب الآخرين دون أن تكون لك دوافع أخرى تعكس الصورة الجميلة التي يمكن أن تساهم بها لكنها قد تجعل الأمر ينقلب رأساً على عقب.

بعض المجلات الشعبية أو البرامج التلفزيونية والإذاعية تظهر عليها صورة المجاملة أكثر من غيرها فتجدهم قد ابرزوا هذا الشاعر أو الكاتب او الشيخ او المسؤل على حساب صفحاتهم أو حساب أُناس اقدر وأفضل فيخيل لك بعد فترة أن هذا أو ذاك من المبدعين والمطلوبين لدى شريحة ضخمة من القراء والمتابعين مع انهم عكس ذلك تماماً.. الأمر الذي نتج عنه انعكاسات غير جيدة على المجتمع ومستوى الساحة الشعبيه، فكانت المحصلة عزوفاً من لديه ملكة الإبداع وقوة المفردات وروعة الكلام وتوارى محبذاً البعد وعدم النشر تاركاً الفرصة لهؤلاء المجاملين .

من هنا نجد أنه لزاماً علينا أن نعي هذا الوضع وأن لا نترك الفرصة لزيادة الخلط في مستوى الساحة بل يجب أن يتعاون الجميع كمسؤولي صفحات التواصل الاجتماعي ومجلات في فتح المجال للمبدعين وإظهار المتميزين وصقل من يحتاجون من الكوادر الشابة حتى نرى في كل وقت أسماء مبدعة بشكل حقيقي وليس غير ذلك.

كما قال الشاعــــــر....
الفاء فؤادك لا توليه حساد
واحذر يجي لك مع اهل الفي مقعاد
اضحك وكنك عن جميع العرب صاد
ثم اعتبر بالذيب يضوي بغرات
يضوي بغرات وهم ما دروا به
واللي يوقف في المحاري حكوا به
كم واحد وقف ولا قضى نوبه
يكسر الى شاف اللحم كنه حدات