السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٠ صباحاً

اندفاع غير محسوب العواقب للاخوان

فضل عبدالكريم الجهمي
السبت ، ٠٦ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
ان ما حدث للإخوان المسلمين في مصر من خروج مهين وسريع من الحكم يعد بمثابة انتكاسة سياسية تاريخية لجماعة منظمة وعريقة كان الاخوان هم من هيئ الظروف لهذا السقوط والخروج السريع باندفاعهم الغير محسوب العواقب نحو السلطة والانفراد بهاء بعيدا عن شراكةالثوار.

فبعد ثورة يناير وأنتها حكم العسكر الذي استمر لمدة عام لم تكن هناك او لم تتكون بعد أسس لسلطة ثورية جديدة ولم تكن هناك أساس لسلطات في بلد منهار كليا كانت غالبية مؤسسات الدولة في حالة من الذعر والانهيار.

وكنتيجة حتمية لحالة الذعر والانهيار الذي اصاب مؤسسات الدولة ومرافقها في اثناء الثورة وبعدها نتيجة لغياب الدولة التام فقد شلت الحياة المؤسسية شللا كاملا وأصبح الإخوان أمام اختبار صعب وكبير وفوق طاقتهم وقدراتهم هذا الاختبار تمثل في أعادت احياء تلك المؤسسات ولكن بما يتلاءم مع أهداف وتطلعات ثورة يناير وهو ما صعب عملية أحياء المؤسسات نتيجة للإرث السلبي الكبير للنظام السابق ونتيجة للإرث الإداري البيروقراطي المعقد لجهاز الدولة المصرية وتضخمه وكذلك نتيجة لحالة الاضرابات والانتفاضات العمالية المطلبية التي اعقبت قيام الثورة مباشرة.

وبالإضافة إلى التركة الثقيلة لم تكن قيادة الإخوان المسلمين ولا الرئيس رشدا عندما زجوا بأنفسهم وببقية الجماعات الاسلامية وان كان بصورة ديمقراطية في معمعة التشريع والبناء المؤسسي للدولة دون غيرهم من الثوار بالرغم من افتقادهم للخبرة والمهارة السياسية والتشريعية وبالرغم من حساسية وحجم وجسامة المهام المطلوب انجازها لبناء الدولة المدنية المنشودة والتي تتطلب مشاركة الجميع
ولم يكن تشكيل الحكومة واختيار اغضائها الى مثلا جديدا لعدم القدرة على التقدير وافتقار الاخوان للحكمة ومؤشرا نحو السير في طريق الفشل وذلك لجسامة وحجم المسؤوليات الكبيرة التي وضعوا انفسهم فيها دون النظر الى الصعاب والمعيقات التي يمكن ان تواجه هذه الحكومة اكان في ما يتعلق بحجم الموارد المتاحة مقارنة بما تتطلبه الميزانية لتسيير شئون الدولة ولحل الاشكاليات المتراكمة والإصلاحات والمتطلبات الجديدة او فيما يتعلق بالمعيقات والمعوقات المصنوعة من قوى الثورة المضادة وممن لا يروق لهم وصول الاسلاميين الى الحكم في الداخل المصري او في الاقليم
ان اختيار الحكومة لم يكن بحجم تطلعات الأمة المصرية حيث خلت من أسماء بارزة ومقتدرة سياسيا ومهنيا الأمر الذي خلق حالة من التذمر ومن ثم الرفض لهذه الحكومة وخلق حالة من اليأس لدى شركاء الثورة في أي امكانية للشراكة.

كان لتصلب الرئيس والجماعة وإصرارهم على استمرار حكومة قنديل وإصرارهم على مواصلة التشريع واستعجالهم في عملية التغيير المحسوب وخصوصا في القضاء والإعلام والداخلية اثره السلبي وهو بمثابة بداية النهاية لتطلعاتهم السياسية الراهنة وهو ما خلق ايضا لدى بقية اطراف الثورة شعورا بعدم امكانية التعايش وليس التشارك.

كان ا الشعور بعدم امكانية التعايش وليس التشارك للثوار تجاه الاخوان المسلمين هو بمثابة الباب الذي سمح لفلول النظام وأعداء الاخوان المسلمين(قوى الثورة المضادة)من العودة الى الشارع في صورة ثوار مناضلون ضد نظام مستبد وعاجز بعد ان تم تهيئة الشارع والثوار ليس لنسيانهم فقط ولكن لتقبلهم من خلال خلق ازمات واختناقات مست جميع مناحي الحياة وخصوصا فيما يتعلق بحيات الناس المعيشية والأمنية وإلصاق هذه الازمات والاختناقات بحكومة الاخوان وعجزها عن الايفاء بمتطلبات الناس الضرورية رافق هذه الازمات حملات اعلامية مكثفة ومنضمة ومشككة ضد الاخوان وأدائهم.

وإجمالا يمكن القول ان جماعة الاخوان المسلمين انضجت الظروف المناسبة لخصومها وهيئت لهم السبل لإزاحتها وإسقاطها عن الحكم من خلال اندفاعها غير المحسوب نحو الحكم في ظروفا جدا استثنائية.