السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٩ صباحاً

منجزات السيسي في زمنِ قياسي!

د . محمد نائف
الجمعة ، ٢٦ يوليو ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
لم تمضي سوى بضعة أيام على إمساك اللواء أول عبد الفتاح السيسي بزمام الأمور في مصر غير انه قد حقق لمصر منجزات عظيمة ومهولة في زمن قياسي جداً سَتُدخله التأريخ من أوسع أبوابه وستُمثل صفحة ناصعة البياض في تأريخ مصر الحديث! وفيما يلي طائفة من منجزات السيسي في ثلاثة أسابيع فقط منذ أن بسط نفوذه على الحياة السياسية في مصر:

1. عزل الدكتور محمد مرسي، أول رئيس منتخب انتخاب ديموقراطي حر في تاريخ مصر، واختطفه منذ 3 يوليو، 2013 بحجة الحفاظ على حياته ولا يعرف أي أحد مكانه، بما في ذلك أفراد أسرته، حتى هذه اللحظة وإن كان حياً أو ميتاً سوى السيسي والراسخون في العلم!

2. أمر بإغلاق القنوات الفضائية التي يُقال أنها موالية للإخوان المسلمين في مصر واعتقال كافة العاملين فيها على الملأْ وسط تهليل وفرحة عارمة من قبل القنوات الفضائية الحكومية والخاصة الموالية لـ "تمرد" و"جبهة الإنقاذ" في مشهد مُهين لن ينساه أي أحد ممن طالتهم تلك الاعتقالات ولا الإعلام المهني الحر على الإطلاق!

3. أمر باعتقال زعماء حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين بتهمة التحريض على العنف والقتل والإرهاب!

4. عطل الدستور المصري الذي صوت له تقريباً ثلثي الشعب المصري في استفتاء شعبي حر فشلت قوى المعارضة فشلاً ذريعاً في اسقاطه على عكس ما كانت تتوقعه!

5. حل مجلس الشورى المنتخب انتخاب ديموقراطي حر ورمى بهذا الاستحقاق والجهد المبذول في سبيل تحقيقه عرض الحائطَ!

6. عين رئيساً جديداً صوَرياً لجمهورية مصر العربية وجعله يؤدي اليمين الدستورية في ظل دستور لم يعد له وجود بعد أن أمر بتعطيله!

7. عين حكومة جديدة معظم وزرائها من "جبهة الإنقاذ" ومن الوجوه العتيقة التي أكل عليها الدهر وشرب في الكثير من حكومات ومؤسسات نظام مبارك!

8. عين السيسي نفسه وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس الوزراء الذي عينه هو (السيسي) وأقسم اليمين الدستورية أمام "الرئيس" عدلي منصورالذي عينه هو (السيسي) أيضاً!

9. أظهر جلياً قبح قوات الأمن والشرطة المصرية التي يُفترض بها أن تكون في خدمة أمن الشعب المصري كله بجميع فئاته وأطيافه وألوانه وجعلهم يساندون شعب "تمرد" و"جبهة الإنقاذ" لقتل وسحل وجرح وتعذيب بقية أفراد الشعب المصري!

10. هز الصورة المثالية للجيش المصري الذي أذهلنا بمهنيته وبمواقفه الوطنية وحياديته أثناء ثورة 25 يناير، 2011 وجعله الآن يساند ويقف بوضوح تام مع شعب "تمرد" و"جبهة الإنقاذ" لقتل وسحل وجرح وتعذيب بقية أفراد الشعب المصري!

11. أفقد الإعلام المصري مصداقيته ومهنيته وجعله ورموزه ومدارسه الإعلامية عرضة للسخرية والتندر في الشرق والغرب!

12. يحاول بالوكالة تحقيق أهداف أعداء مصر والشعب المصري إقليمياً ودولياً من خلال طمس معالم ثورة 25 يناير، 2011 وأهدافها النبيلة التي من ضمنها تخلص مصر من التبعية السياسية والإقتصادية والاعتماد على مواردها المادية والبشرية في تحقيق سبل العيش الكريم لكل المصريين.

13. أعاد مصر إلى ما قبل 25 يناير، 2011 وجعل الشعب المصري ينهش في لحم بعضه، ويحاول جاهداً، بمساندة محلية وإقليمية ودولية لا تخفى على أحد، القضاء على ثورة 25 يناير، 2011 واستبدالها بما يسمى بـ "ثورة 30 يونيو 2013" العظيمة!

14. في ظل حكمه الميمون قتل حتى الآن أكثر من 200 مصري أمام الحرس الجمهوري وفي رمسيس وفي ميدان النهضة والمنصورة وباقي محافظات مصر وجرح آلاف المصريين واعتقل الكثير من المتظاهرين السلميين العزل!

15. وأخيراً وليس أخراً، طلب اللواء أول عبد الفتاح السيسي في خطاب مهيب بالأمس (24 يوليو) شعب "تمرد" و"جبهة الانقاذ" تحمل المسؤولية والخروج إلى ميدان التحرير يوم الجمعة القادم حتى يرى العالم حجم شعب "تمرد" و"جبهة الإنقاذ" وليمنحوه تفويض بمحاربة "إرهاب" بقية شعب مصر الأعزل المسالم الذي تعج به كافة ميادين مصر في كل المحافظات والمدن والقرى لمقاومة ومناهضة منجزات السيسي العظيمة!

ألا تعتبر هذه منجزات عظيمة في زمن قياسي تجعل القائد العظيم، اللواء أول عبد الفتاح السيسي، يتجاوز كافة أقرانه وأسلافه من العسكريين المصريين ويدخل التأريخ من أوسع أبوابه وربما أيضاً يدخل سجل جينيس للأرقام القياسية؟ قد يتساءل أحدنا لماذا يتحامل شعب مصر على اللواء عبد الفتاح السيسي وشعب "تمرد" و"جبهة الإنقاذ" ولا يشعرون بالفخر والاعتزاز بهكذا منجزات عظيمة ويخرجون عن بكرة أبيهم يوم الجمعة القادم يهتفون "بالروح بالدم نفديك ياسيسي" ويمنحوه صك وتفويض على الملأ لقتلهم وسحلهم وإخفائهم وقت ما شاء وحيثما شاء ويلبون بذلك أغرب دعوة لقائد عسكري في التأريخ!

على فكرة هذه فقط بعض المنجزات التي تلوكها الألسن وتتلذذ بها الآذان والأعين في وسائل الإعلام بصفة عامة وفي وسائل الإعلام المصرية بصفة خاصة وما خفي قد يكون أعظم وأدهى وأمر! كما يبدو أيضاً أن القادم أحلى وأجمل مما سبق ذكره كما قال السيسي ذاته في أحد خطاباته السابقة : >>وبكرة تشوفوا مصر!<<

لذا، لا يسع كل محبي مصر وشعبها وهم يقفون على هذه المنجزات العظيمة سوى أن يقولوا ربنا يجنب مصروشعبها مخططات ومغامرات "تمرد" و"جبهة الإنقاذ" ومنجزات ومعجزات السيسي القادمة التي يلوح في الأفق أنه لن تُحمد عقباها، وأن يجعلها تنزل برداً وسلاماً على شعب مصر الذي تآلبت عليه الأمم من كل حدب وصوب إلا ما رحم ربي وأصبح لا حول له ولا قوة إلا التظاهر السلمي في كل شبر من أرض مصر وإحباط مخططات ودعوة السيسي لخروج المواليين له إلى الشوارع الجمعة القادمة وتفويضه للقيام بالمزيد من المنجزات العظيمة.