الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٤ صباحاً

غزل غربي للثورة اليمنية عبر بنازير بوتو اليمنية

عبدالعزيز العرشاني
الاربعاء ، ١٢ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٢٠ مساءً
نسمع النقد اللاذع من اليمنيين وبخاصة من قبل النساء ( الجامعيات ) كردة فعل لتصرفات الأستاذة توكل كرمان فهن يرين في جراءتها وشجاعتها وثوريتها تحرر وخروج عن المألوف والعادات والتقاليد حتى أنهن يصفنها بـ ( المسترجلة ) وفي مقالي هذا لأنتقد الأستاذة القديرة بل هو نقل للصورة من منظور وزاوية أخرى بعيدا عن الزيطة والزمبليطة على قول المصريين والتي واكبت حدث فوزها بجائزة نوبل للسلام وتبقى الحقيقة التي لأشك فيها وهو الاعتراف الضمني بالثورة اليمنية وسلميتها ورقي الشعب اليمني ونجاح ثورته ثم يأتي توظيف الحدث للصالح الغربي بفتح باب على النظام اليمني الجديد وغزل ناعم يشابه ماحدث على يد بنازير بوتو رئيسة وزراء باكستان والتي كانت مقربة من الغرب وهذا ليس تشاءماً أو رؤية عدائية لكل ما يأتي من الغرب بل هي قراءة متأنية للأحداث والواقع ومعرفة أين نضع أقدامنا بعيداً عن العواطف والسم المدسوس في العسل خاصة أن الغرب المعروف عنه الكيل بمكيالين وثلاثة وأربعة ومن منظور مصالحه العليا بعيداً عن المُثل والأخلاق والعواطف الإنسانية , ومن هذا الأساس والمنطلق يتعامل مع الآخرين سواءً من الناحية السياسية أو الاجتماعية وإلا فما الفارق العجيب في الجائزة التي نالها الإرهابي الصهيوني مناحيم بيجن عن دوره في السلم العالمي وهو مؤسس أرجون وهي منظمة صهيونية عسكرية والتي من أشهر عملياتها الإرهابية على الشعب الفلسطيني مذبحة دير ياسين وفي الحالتين الجائزة واحدة ومصدرها واحد.

وهناك أسس وقواعد يجب التسليم بها وعدم إغفالها هي.

أولاً : إعلان وفاة النظام العميل وانتهاء دوره وليصبح ورئيسه يمثل تركة الرجل المريض ولن يستطيع بأي حال من الأحوال حكم البلاد ومن الاستحالة أن يصبح له أو لأسرته أو لحزبه أي دور قادم في أي نظام بالرغم من تمديد الغرب وأصدقائه المنتفعين له بأكثر من جولة وأكثر من شوط خلال الثورة الشعبية لعل وعسى يستطيع القضاء عليها وبخاصة بعد أن فشل الغرب في إيجاد بديل للنظام يكون وكيلاً لأعماله ومصالحه في المعارضة الوطنية الشريفة .

ثانياً : الغرب لايرى سوى مصلحته بعيدا عن شعارات الحرية والديمقراطية ومساواة المرأة بالرجل - ومصلحته كانت مع الأنظمة العربية - ولذا فهو حاول ومازال وبشتى الوسائل إجهاض الربيع العربي والنهضة الثورية العربية وفي أقل القليل احتواءها أو يجاد حلول بديلة وبسلاح اللعب بعامل الوقت والزمن.

ثالثاً : نجاح الثورة اليمنية ووصولها للمراحل النهائية والفصول الأخيرة وبِدأ تَشْكل خارطة جديدة لمنطقة شبه الجزيرة العربية تحتل فيها اليمن الدور الأساسي والرئيسي الضد والمساوي لإيران مع بقاء المحاولة المستميتة من الغرب أبقاء الخيوط أو حتى بعضها في يده وما جائزة نوبل إلا رسالة مباركة وتوكل كرمان إلا وسيلة وباب خلفي لاستمرار مصالحه في اليمن.

وهنا يظهر بتلقائية سؤال لماذا أختار الغرب جنس امرأة لتقليدها جائزة نوبل للسلام مع ملاحظة تحسس العربي وبالذات اليمني لسلطة وحكم المرأة ? ولماذا يتم تقليد الجائزة لابنة اليوم وتجاهل الغرب لمن أفنوا أعمارهم ولعقود في النضال السلمي مع النظام وجراءه أصيبوا بالضغط والسكر و... و... ؟

إن الغرب الذي يرى مصلحته ومصلحة بلده ومواطنيه من الثوابت والمسلمات لايرى فينا سوى دجاجة تبيض ذهباً كما أنه يعيش ويعمل بيننا ومعنا على المتناقضات ودق الأسافين للوصول إلى مصلحته وما اختياره واصطفاءه لتوكل والتي تشابه وتكرر السير السياسي لخطى بنازير بوتو إلا غزل غربي ناعم للثورة لحجز مكان وكرسي سياسي والتي ستصبح بدورها وأقصد كرمان فيما بعد برضي منها أو مكرهة وكيلة أعمال لمصالحه وحصان سباق غربي في اليمن وهي المعروف عنها:

1 - التسرع

2 - الارتجالية

3 - السير بعواطفها فهي ليست سياسية محنكة وقيادية تحتكم للعقل أولاً وأخيراً.

4 - اختراقها كأقل القليل من قبل أجهزة الأمن اليمنية ( أجزم انه بدون علم منها ) فكل من حولها لوبي من المجندين والمجندات الأمنين وتحت مسميات ثائرات وسكرتيرات وصديقات و معاونات ولاتستطيع الفرار من النطاق المفروض حولها ولاتصرح بتصريح أو تقوم بعمل إلا بإيعاز وبمشورة ممن حولها والدليل جر المعتصمين أكثر من مرة لمذابح من خلال المسيرات السلمية والتي أسفر عنها وقوع قتلى وجرحى بالرغم من تحذير الكل لها أن الأمر مخطط ولعبة تنسقها الأجهزة الأمنية للنظام مع من حولها لضرب المعتصمين لكنها لاتسمع لأحد وتصم أذنيها كما أنها لاتتقيد باللجان المنبثقة عن الثورة جراء ذلك منعت بعد ذلك من صعود المنصة منذ أشهر حتى الآن.

ويبقى أخيراً مباركة اللقاء المشترك وعلى رأسه التجمع اليمني للإصلاح فوزها بالجائزة سياسة توافق ومسايرة وضْع فهم أولاً وأخيراً لن يبتلعوا الطعم ولن تنطلي عليهم الحيلة فهم على معرفة تامة بأساليب وأغراض ومرامي الغرب إلى جانب أنها محسوبة عليهم ومن كوادرهم.