قولوا ماشئتم عن الانفصال ، واغضبوا كيف شئتم من الشمال ، واهتفوا ضد ما اسميتموه الاحتلال ، استعيدوا دولتكم ، وشيدوا على الحدود بيننا جدرانكم ، فمهما فعلتم ، سيظل عيدنا عيدكم ، وسنظل مع كل خطايانا واخطائكم نخطب ودكم ، لا لارضكم وثرواتكم ، كما يقول بعضكم ، ولا لضعفنا وقوتكم ، وإنما لأنكم يا اهلنا في الجنوب أهلنا ونحن اهلكم... ما ارتضينا يوماً ذلنا ولا إذلالكم ، وإن صمتنا يوما عن جلادكم ، فلأن سياطه شقت ظهورنا قبلكم ، حتى اعمتنا الآمنا عن نصرة احلامكم ، وها نحن ندفع الثمن اضعاف اضعافكم .. يا هؤلاء لو كنا قريشاً لكنا بعفو الله طلقائكم..! اغضبوا كيف شئتم ، لن تقتلعوننا من جذوركم ، فما نحن إلا مرآتكم ، بارك الله لنا عيدكم..!
صنعاء اليوم وهي مثخنة بالجراح ، بطعنات الأوغاد وضربات الرماح ، تتلمس بكفي الحمدي وعيني البردوني في وجه عدن الدامي بصيص صباح ، شيئاً من دفء (سالمين) وذاكرة الافراح ، لكن الصوت يأتيها يعلو وبإلحاح (برع برع يا استعمار)... لك الله يا صنعاء ، يا مدينة حوت كل فن ، يحكمك رجال من شبوة وابين ، وبينما تموتين تحتلين انتي عدن ..!
قد يقول قائل ، من الجماعات والفصائل ، إنما يدغدغ الكاتب مشاعر الكتائب ، يستعطفكم بمعسول القول والخطاب كاذب..! وللجميع نقول ، ماعدنا نستجدي بقاء أحد، ولا نخشى ذهاب أحد ، فما يضير البلاد سلخها بعد ذبحها ، ودعكم مما يقول هذا أو نقول ، فللجنوب واهله حق استفتاء القلوب ، ومن كان بلا خطيئة أو عيوب ، فليرم صنعاء بحجر ، وليحكم بيننا يا أهلنا علام الغيوب..!
نعم... يبدو وجه الوحدة قبيحاً اليوم،- كوجه الثورة - بعد أن عبثت بملامحه بعض ايادينا القذرة ، وسواء أظلت قائمة ، أو ذهبت ادراج الرياح ، دعونا لا نسقط غصن (الإخاء) من أيدينا ، وحب اليمن من قلوبنا ، والامر ليس مجرد عاطفة ، لكنه شرط بقاء بوجه العاصفة ، فقسوة العالم من امامنا والبحر من خلفكم... لعمري ما ضاقت بلاد باهلها ولكن قلوب الرجال تضيق..!
